جهود كيري.. طوق "حماية دبلوماسية" لإسرائيل
بقلم: أمنون لورد
يتضح بعد جولة المحادثات الحالية، التي يقوم بها جون كيري في إسرائيل وفي السلطة الفلسطينية، أنه يوجد تنسيق بين إسرائيل والولايات المتحدة. لا يوجد هدف قابل للتحقق في المسيرة السياسية. الهدف هو التنسيق، حين يبدو الفلسطينيون كمن يفقدون الارتفاع. يمكن أن نشبه المسيرة الحالية بما كان في عهد جورج ميتشل. في حينه لم يكن ثمة تنسيق، والأميركيون خدموا عمليا الطرف الفلسطيني كي يدخلوا بنيامين نتنياهو، الرجل الشرير المعروف ومعارض السلام، إلى الزاوية.
الصور هي على ما يبدو الرسالة والمضمون: فهي تبث خطاباً أميركياً - إسرائيلياً وقرباً لدرجة الحميمية بين كيري ونتنياهو، وبالتأكيد بين كيري والرئيس بيريس. أما الصور مع ابو مازن فتبث بعداً. ابو مازن على ما يبدو انتقل من ناحية الأميركيين الى مكانة مصدر الإزعاج، الذي ينبغي معالجته. هذه ليست مسيرة تتطلع الى إنجازات تاريخية. يمكن لنا أن ننسى هذا. هذه مسيرة يخيل للإدارة الأميركية أنها تشكل شكل التعاطي مع الشرق الأوسط.
تنقل محادثات كيري رسالة بأنه لا يزال للأميركيين موطئ قدم قوي في المنطقة. أما التركيز على هذه التفاصيل أو تلك فيبدو عديم المعنى. لنفترض أن تجري المساومة على نوع السجناء الذين سيتحررون في إطار بادرة ما، وعلى عدد السجناء. فإدارة مفاوضات على هذا في المستوى الأعلى تكاد تكون أمرا سخيفا. وفقط من أجل الوصول الى فرصة لالتقاط صورة في النهاية.
تحدث كيري قبل بضعة أسابيع عن قرارات صعبة يتعين على الطرفين اتخاذها في غضون بضعة أيام. الآن ننتقل الى أيلول. وتنقل المحادثات رسالة بأنه رغم أنه لن يكون ثمة قرار من القاضي الأميركي يحدد من المذنب في فشل المحادثات، فإن عبء ذنب التسويف هو بلا شك على أبو مازن. فهم يخرجون مسبقا الهواء من البالون الفلسطيني قبيل الاحتفال الفلسطيني السنوي في الأمم المتحدة. مبادرة الاتحاد الأوروبي، الذي اعتزم وضعها على الطاولة في إطار مبادئ للتسوية، جمدت في أعقاب النشاط السياسي لكيري. الاتحاد الأوروبي منقسم في هذا الموضوع.
في واقع الأمر إذا لم يكن ثمة أي تقدم حقيقي نحو التسوية، فإن هدفا واحدا فقط تحقق: الأميركيون يمنحون نوعا من الحماية الدبلوماسية لإسرائيل. المسيرة التي يقودها كيري تصد تدهورا في مجال نزع الشرعية والثمن الذي ستكون إسرائيل مطالبة بدفعه سيكون كما هو معروف طفيفا. ولا يزال لغز لماذا يبذل وزير الخارجية الأميركي كيري هذا القدر الكبير من الجهد في ساحة ليس فيها عمليا فرصة للتسوية، غير واضح. "التقدم" – نعم. وليس التسوية. يحتمل أن يكون النشاط على المستوى الإسرائيلي – الفلسطيني هو مثل القرار الذي يسمح بالزواج المثلي. هذا جزء من المعالجة الجارية لجدول الأعمال الليبرالي الخاص بالرئيس اوباما، دون أن يكون ملزماً أكثر مما ينبغي.
حرره:
م . ع
المصدر:
معاريف
0 comments: