لماذا تشغل امريكا واوروبا نفسيهما باحلال السلام ؟
بقلم: درور إيدار
1. ما الذي يجعل القوة العظمى في العالم وصديقتها الاوروبية تنفقان وقتا كبيرا وموارد على أحد أصغر الصراعات في العالم وأكثرها حفاظا عليه؟ سلام سلام هنا اسرائيل.
يُقتل سوريون حولنا أكثر من 100 ألف في سنتين (كم قُتل في 100 سنة صراعنا من الطرفين ومن ذلك حروب اسرائيل؟ أقل بكثير)؛ وفي مصر لم يسمعوا بتوماس فريدمان وأعادوا توأم مبارك الى سلطة تذبح مؤيدي اولئك الذين كانوا يحكمون منذ وقت قريب؛ وفي العراق يقتلون آلافا بصورة مستمرة ولم نذكر لبنان وليبيا وتونس وغيرها. ويُذبح في افريقيا ايضا مئات الآلاف في حروب القبائل والمستبدين. لكن من المُلح على الولايات المتحدة واوروبا ان تُحلا السلام عندنا، ويريان أن رهن مستقبلنا لحساب ما يرونه سلاما أصح. أيكون سبب الفرق ان العرب الآخرين ليس عندهم يهود في الجانب الآخر؟ فهم بسبب ذلك يذبحون أبناء شعبهم.
تحدث وزير الخارجية الامريكي عن تسوية دائمة في غضون تسعة أشهر. بعد انقضاء الحمل سيولد المخلص. ويمثل كيري الغرب الذي قسّم افريقيا الى دول من دون ان يأخذ في الحساب التقاليد السابقة، وهكذا تم تحديد حدود للدول قسمت القبائل والعائلات ووحد في المقابل أعداء في منطقة واحدة. وهكذا فعلوا في الشرق الاوسط، في العراق وسورية ولبنان. تعالوا نتحادث. إن لكل مشكلة حلا ويمكن تقسيم قطعة ارض. إن هذه العقلية الغربية لا تنجح في مناطق تتنفس تقاليد قديمة. فما هو التزوير الذي شاهدناه أول أمس في واشنطن اذا؟ وممن اقتبس كيري وليفني وعريقات كلامهم؟ إنها اقتباسات جوفاء مثل زينة كرتونية قديمة لا يوجد من خلفها شيء سوى حائط قاتم.
2. في الاسبوع الماضي حكم اعضاء كنيست حريديون على قانون المساواة في العبء بأنه مصيبة. وقد عبرت عن رأيي في الماضي أن حشر الحريديين في زاوية وفرض التجنيد عليهم يشبه فرض السلام علينا الآن. ففي الحالتين يُبعد تقريب النهاية، الحل المراد، ويشهد على عدم الصبر على مسارات ايجابية تجري تحت السطح. وكتبت ايضا ان دراسة التوراة هي حمل لعبء بقاء الشعب اليهودي، لكن أن يكون ذلك مصيبة؟ هل جُننتم؟ إن التجنيد للجيش الاسرائيلي هو فريضة من التوراة.
اذا حكمنا على أمر بأنه مصيبة فهو الانتخابات للحاخامية الرئيسة، لم توجد أية قداسة أو حب للتراث أو قول روحاني في تلك القضية المخزية، بل صراع سياسي فقط. وقد اشتغلت وسائل الاعلام في الأساس بلطف المرشحين وانتمائهم الحزبي المتوهم. ونُذكر بأن الحاخام الرئيس يفترض ان يكون رئيس الحاخامين في ارض اسرائيل. والحديث بمعانٍ كثيرة عن مقابل لرئيس السنهدرين، أي عن رئيس المؤسسة الشرعية العليا للشعب اليهودي.
هل كنا نُعين لرئاسة الاكاديمية الوطنية للعلوم باحثا مبتدئا؟ ما كنا لنفعل حتى لرئاسة قسم في جامعة. إن الباحث في الاكاديميا يُمتحن بحسب بحوثه ومنشوراته العلمية. فهل كنا نُعين ضابطا ضئيل الرتبة رئيسا لهيئة الاركان؟ يمكن ان نُخمن قوة الفضيحة، لكنه انتُخب للحاخامية الرئيسة في العشرين سنة الاخيرة (في الجانب الاشكنازي في الأساس) حاخامون لطيفون لكن بلا قائمة منشورات جدية وأصيلة وبلا كاهن شرعي ليحمل مهمات ثقيلة الوزن.
حرره:
م . ع
المصدر:
اسرائيل اليوم
0 comments: