إسرائيل وعودة القاعدة
بروس رييدل الذي عمل لثلاثين عاما باحثاً متخصصا بشؤون الشرق الأوسط لصالح وكالة المخابرات الأميركية CIA، كتب مؤخرا مقالاً في موقع "دييلي بيست" الأميركي حمل عنوان " عودة القاعدة".
رييدل الذي يعمل في معهد بروكينيس الذي يشارك في إدارة مارتن اندك هاجم في مقاله الفرضية التي روجت لها الإدارة الأميركية والتي تزعم أن الولايات المتحدة أفلحت بتحويل تنظيم القاعدة إلى تنظيم يعيش حالة هرب.
افتاحية صحيفة نيورك تايمز الامركية في التاسع من شهر الماضي أيضاً أشارت إلى "التعاظم المقلق إلى القاعدة" وحملت الافتاحية عنوان "تنظيم القاعدة بالعراق لعبها باحتراف".
وجاء مقالا رييدل و نيورك تايميز على خلفية هجوم القاعدة على سجن أبو غريب وتحرير المئات من أعضاءه.
ومن ناحية اسرائيل تعزيز قوة تنظيم القاعدة العربية بحسب البرفسور دوري غولد رئيس معهد القدس للشؤون السياسية يعني تهديداً مباشراً على الأردن ويستذكر غولد أن قائد تنظيم القاعدة بالعراق السباق أبو مصعب الزرقاي كان قد هدد باغتيال الملك الأردني بالإضافة إلى أن القاعدة حاولت تدمير مقر المخابرات الأردنية عام 2005.
وصعود قوة تنظيم القاعدة في سوريا ستشكل تحديات أمنية مباشرة على اسرائيل كما يؤكد غولد في خطاب له أمام مركز القدس للشؤون السياسية في الثامن عشر من الشهر الماضي قال للواء نيتسان الون قائد لواء المركز بجيش الاحتلال المسؤول على فرض الاحتلال على الضفة "جبهة النصرة حاولت التسلل إلى الأردن ومهمتنا التأكد أنها لم تسلل إلى الضفة الغربية".
التقديرات الاسرائيلية التي تشير إلى أن القاعدة في سوريا أو العراق قد تشكل تهديداً على اسرائيل ليست جديدة ففي عام 2005 أقامت قاعدة العراق بنية تنظمية شمال الأردن بهدف تجنيد فلسطينين من سكان الضفة.
وترى اسرائيل بحسب غولد أن استراتيجية جبهة النصرة الموالية للقاعدة ترى أن سوريا بمثابة مفتاح التغيير الاستراتيجي في المنطقة خصوصا في فلسطين والعالم العربي ثم العالم الإسلامي.
وبحسب المحلل العسكري الاسرائيلي أمير بخبوط فإن جيش الاحتلال يتابع تعاظم وجود القاعدة بمحاذاة اسرائيل وإنه يعتقد أن ذلك الوجود سيتحول إلى منطلق لهجمات ضد اسرائيل.
وقال بخبوط إن فلسطينين من فلسطينيي الداخل تأثروا بأفكار تنظيم القاعدة التي يتم نشرها عبر شبكة الانترنت مضيفا أن جهاز المخابرات الاسرائيلية "الشاباك" تمكن من اعتقال من تأثروا "بفكر القاعدة من عرب اسرائيل في الوقت المناسب".
وترى الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية أن تنظيم القاعدة يدرك أن شبان كثر من الفلسطينين سواء في غزة أو الضفة أو الداخل المحتل باتوا مستعدين للانضمام لصفوفه ولذلك فان القاعدة ستكرس جهوداً كبيرة قبل الانقضاض على اسرائيل لتجنيد فلسطينيين لشن هجمات داخل اسرائيل بموازة شن هجمات من سوريا أو سيناء أو لبنان.
0 comments: