
معظم الإسرائيليين في الشمال يعيشون حالة رعب غير مسبوقة
أخبار | 2013-09-01
– في ظل حالة التوتر الأمني التي يعيشها الإسرائيليون منذ التهديد الأمريكي والغربي بضرب سوريا، وفي ظل تواصل سعي الإسرائيليين للحصول على الأقنعة الواقية بشكل أكبر من أي وقت مضى، أثبتت دراسة أجراها معهد "مشابيم" التابع لكلية "تال حاي" بأن المجتمع الإسرائيلي يعيش في حالة رعب وهلع غير مسبوقة.
ونقلت الإذاعة العامة في تقرير لمراسلها في المنطقة الشمالية "إيدان أفني" قوله "إن معظم المواطنين لا يعتمدون على السلطات المحلية، فإن كل وقت تسيطر حالة التأهب على عناوين الصحف ووسائل الإعلام، فإن هناك ما يسمى بحالة الخوف والرعب تسيطر على الإسرائيليين".
ووفقاً لما نقلته الإذاعة عن إحدى الإسرائيليات وتدعى سارة قولها "على الصعيد الشخصي فإنني لا أجد سبباً ما من أجل أن أتأقلم مع وضع سيء كهذا فأنا قدمي ترتجف خوفاً نتيجة لكسر حاجز الصوت أو حتى صوت الرعد الذي يذكرني بالأوضاع التي كانت قبل أربعين عاماً – في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973م-، لا يمكن الاعتماد على أحد سوى الملاجئ فقط".
ويشير المراسل إلى أنه وخلال الحرب الثانية في لبنان فإن معظم السلطات المحلية لم تكن تعمل في أثناء حالة الطوارئ والحرب، لذلك يعرب غالبية المواطنين عن أملهم بتولي قيادة الجبهة الداخلية مسئولية هذا الأمر.
من جانبه قال أحد الإسرائيليين والذي يسكن في المنطقة الشمالية للمراسل "يتوجب على السلطات المحلية القيام بعملها أثناء الحروب، وعلى الرغم من ذلك أعلم أن من يقدم الحلول الفورية ويعطي التعليمات هي القوات الأمنية التي من المفترض أن تتعامل مع المعضلة".
وبالعودة إلى الدراسة التي تحدثنا عنها سابقاً والتي أثبتت أن سكان المنطقة الشمالية يعيشون في حالة رعب وخوف شديدين، وذلك نتيجة إلى عدم ثقتهم بالسلطات المحلية، حيث يعتقد 75% ممن أجريت عليه الدراسة أن السلطات المحلية لن تقدم لهم الخدمات المطلوبة، في حين أعرب 66% عن خشيتهم من تعطل الخدمات الطبية وتوقفها عن العمل أثناء حالات الطوارئ.
ونقلت الإذاعة عن المدير العام لمعهد "مشابيم" البروفيسور "مولي لاهد" قوله "لأسف الثقة بالسلطات المحلية ضئيلة جداً والوضع لم يتحسن منذ عام 2006م"، لافتاً إلى أن فاقدي الثقة من الجمهور الإسرائيلي بالسلطات المحلية وصلت حالياً إلى 60%، موضحاً أن هذا شيء معيب على تلك السلطات.
وأشار "مولي لاهد" إلى أن ردة فعل بعض الجمهور الإسرائيلي تتمثل في زيادة الخوف وبعضهم يواصلون في عدم اللامبالاة، في حين أن الاستعدادات التي نسمع بها تتمثل في الجانب الأمني فقط والتي من أبرزها التدريب على النزول إلى الملاجئ وإجراء مناورات في المستشفيات، كما أن الجيش يجري بين الفينة والأخرى مناورات عسكرية على كيفية التصرف مع الجمهور في حالة الطوارئ.
وتشير الإذاعة إلى أن الحكومة الإسرائيلية أمرت بإنشاء العديد من مراكز الحصانة، التي كلفت الدولة الكثير من الأموال الهائلة، إلا أنه وخلال سنوات الهدوء الأخيرة تم إغلاق بعضها وبقت تلك المراكز دون مراقبة ورعاية.
وبينت الدراسة التي استطلعت أراء 400 شخصاً من سكان كريات شمونا حول الوضع الأمني، حيث يشعر 40% منهم بالخوف الشديد نتيجة التهديدات الأمريكية بضرب سوريا، في حين يشعر 30% بالضائقة النفسية.
وأظهرت الدراسة أن 66% من المستطلعة أراؤهم يرون أن "إسرائيل" تواجه خطر الزوال، وتأتي هذه النتيجة على الرغم من أن 80% منهم أعربوا عن ثقتهم بالمجتمع المحيط بهم وبأنفسهم.
وعلى الرغم من أن المنطقة الشمالية تعيش سبع سنوات من الهدوء إلا أن الطمأنينة لم تكن في قلوب سكان من اعتادوا على صواريخ الكاتيوشا على مدار عشرات سنوات، وبحسب مراسل الإذاعة فإن سكان منطقة كريات شمونا كانوا في السابق يبتعدون عن مناطق سقوط الصواريخ عشرات الكيلو مترات، بينما الآن وفي ظل أن مدى تلك الصواريخ يغطي جميع أنحاء "إسرائيل" يدرك معظم السكان أنه لا يوجد مكان للفرار فيه.
الجدير بالذكر أن الدراسة تأتي في ظل التوتر التي تعيشه المنطقة الشمالية من تدهور للوضع الأمني في ظل استمرار التهديد السوري بضرب "إسرائيل" في حال تم مهاجمتها من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية.
0 comments: