التقرير الأسبوعي لمراكز الأبحاث الاميركية 18/1/2014
نشرة دورية تصدر عن مرصد مراكز الابحاث في مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة:
تنوعت مواضيع الاهتمام لمراكز الابحاث، لا سيما في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، نورد اهمها لاحقا.
المسألة الاوسع التي تواجهها الادارة الاميركية هي مدى تحدي السلطة التشريعية للحد من صلاحياتها الدستورية في مستويين: قرار شن الحروب وصلاحية تعيين الرئيس لاشخاص في مناصب عليا دون الرجوع لمجلس الشيوخ، كما ينص الدستور، مستغلة فترة غياب انعقاده بسبب فترات الاعياد.
اتسعت دائرة الصراع بين السلطتين مما حدى التوجه للمحكمة العليا للفصل فيما بينهما، والتي لم تبدِ مؤشرا ولو طفيفا على نيتها التورط في مسألة تراها سياسية الطابع وبعيدة كل البعد عن النصوص الدستورية والقانونية الصرفة.
سيتناول قسم التحليل تلك المسألة في محاولة للالمام بكافة جوانبها وتداعياتها على المشهد الاميركي الداخلي، خاصة في ظل ترقب الانتخابات النصفية التي ربما ستقلب موازين القوى بين الحزبين، اذ من المرجح فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلسي الكونغرس، مما سيقوض مساعي الرئيس اوباما لانجاز برامجه المتعددة والتأثير سلبا على ارثه الرئاسي.
ملخص دراسات ونشاطات مراكز الابحاث
آفاق السياسة الخارجية الاميركية
دشنت مؤسسة هاريتاج العام الجديد باصدار دراسة شملت اقتراحاتها لجملة اهداف ينبغي على الكونغرس السعي لتحقيقها، ذات ابعاد تخص الأمن القومي. في شأن ايران، اوضحت انه يتعين على المشرِّعين "تخصيص استثمارات فعالة ومناسبة لتطوير نظم بالغة الأهمية للدفاع الصاروخي في ظل اجواء عالمية تتسم بانتشار القدرات الصاروخية. اذ يرصد تعاون بين ايران وكوريا الشمالية للحصول على صواريخ باليستية تستطيع اصابة اي هدف داخل الولايات المتحدة في فترة زمنية لا تتجاوز 33 دقيقة. وعليه، ينبغي على الولايات المتحدة مواصلة السعي للحصول على افضل ما يمكنها من معدات لتعزيز قدرات دفاعياتها الصاروخية، من ضمنها تحديث نظام ايجيس للدفاع الصاروخي، ونظام دفاعات ارضية متوسطة المدى، وصواريخ اعتراضية لاستخدامات الفضاء الخارجي."
واضافت المؤسسة ان احدى مهام الولايات المتحدة تتمحور حول تعزيز دور حلفائها في الشرق الاوسط، سيما وان "ادارة الرئيس اوباما سارعت للانخراط مع خصوم مثل ايران وسورية، (واهملت) الحلفاء الدائمين مثل اسرائيل ومصر والسعودية الذين تملكتهم مشاعر الغضب لما اعتبروه تراجع واشنطن عن الاهتمام بمصالحهم الأمنية الاساسية." واردفت انه يتعين على واشنطن "تعليق اهمية واولوية اعلى لدعم الحرية، خاصة الحرية الاقتصادية .. التي من شأنها الاسهام في النمو الاقتصادي وايجاد فرص عمل لتشغيل جيل من الناشئة خابت آماله في مستقبل افضل .. وتنمية طبقة متوسطة اوسع وذات تأثير اكبر، التي تشكل بمجملها اللبنات الاساسية لبنية ديموقراطية مستقرة."
من ناحية مغايرة، تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "مشاعر وادراك (زعماء) الشرق الاوسط للسياسة الاميركية .. اذ ان القادة العرب لا يثقون باستراتيجية اميركية حيال ايران .. وانهم متضررون من العلاقة الوثيقة الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل بينما تبقي الاخيرة على مسافة ابتعادها من الفلسطينيين." واردف انه بصرف النظر عن نواياهم فان "الدول العربية اعربت عن استعدادها تجرع شكاويها، اذ انها بحاجة لحماية الولايات المتحدة من المخاطر التي تهددها .. نظرا لان معظم مديات التوتر بين اميركا وحلفائها العرب تنطوي على خلافات استراتيجية اساسية."
سورية
اشار مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الى الجهود الاميركية لتدمير الترسانة الكيميائية السورية والتي "يعود لها الفضل في تدمير كافة القدرات الانتاجية السورية من ذخائر غير معبأة .. والتي سيتم نقلها على متن سفن نرويجية ودانماركية وجهتها المقبلة احدى موانيء ايطاليا كي يتم تفريغها وتحميلها على متن سفن اميركية،" التي ستقوم بعمليات التخلص من سميتها خلال 45 الى 60 يوما، قبل معالجتها مرة اخرى وتحييد مفعولها بالكامل.
مصر
الاستفتاء على الدستور المصري وما سيتلوه من خطوات كان من نصيب معهد كارنيغي الذي اعرب عن قلقه من تحول هدف السلطات الراهنة عن "استعادة المسار الديموقراطي واستبداله بأكبر عدد ممكن من دعم المواطنين للاوضاع بعد عزل (الرئيس) مرسي." فالسلطات فضلت "الحشود الضخمة .. وتتطلع لتجاوزها 18 مليونا من الناخبين في الدورة السابقة ومشاركة اعلى من 64% للاستفتاء الذي نظمه مرسي عام 2012." في سياق متصل، اشار استطلاع للرأي اجراه معهد زغبي الى "استمرار حالة الاستقطاب" في الشارع المصري "مما حدا بالرئيس المؤقت عدلي منصور حث المصريين على ابهار العالم بمشاركتهم العالية."
لبنان
استئناف المحكمة الخاصة للبنان اعمالها كان محطة اهتمام معهد كارنيغي مشيرا الى انها "اسهمت في استمرار الحياة السياسية .. (والمحافظة) على مبدأ براءة المتهم لحين اثبات ادانته. فالمحكمة اضحت الصندوق الذي بداخله تكمن العقبة العسيرة لعملية الاغتيال، وبها توفرت الاجواء للفصل بين الشأن السياسي والقضائي."
تركيا
اوضح صندوق جيرمان مارشال ان الازمة الداخلية التركية "تخفي وراءها ما تتطلبه من بذل جهود عالية لترميم الصدع، خاصة مع حلفائها في دول الناتو وايضا مع المستثمرين الدوليين." وعتب الصندوق على قرار انقرة "شراء نظام دفاع صاروخي ارض-جو صيني المنشأ وتفضيله على رديفه مما يتوفر في الترسانة الاميركية والاوروبية .." كما اعرب عن ضيق ذرعه من "الاشارات المتكررة لرئيس الوزراء اردوغان ومسؤولين آخرين للمؤامرات الخارجية، والايادي الخفية، وجماعات الضغط المصرفية، وقوى غامضة اخرى واتهامها بتأجيج ازمات تركيا الداخلية والخارجية، والتي ادت الى رعب وفزع الجهات المعنية على ضفتي المحيط الاطلسي."
افغانستان
اعرب معهد ويلسون عن قلقه مما ينتظر افغانستان من تطورات مستقبلية والتي "ستتم صياغتها بناء على اعتبارات سياسية داخلية في منطقة شرق آسيا التي تبدي الولايات المتحدة قليل من القدرة او الرغبة للتأثير على المجريات." وحث المعهد السلطات الافغانية على تركيز جهودها لاتمام عملية الانتخابات الرئاسية بنجاح "التي من شأنها توليد القناعة لدى الشعب الافغاني بأن حكومته (المنتخبة) هي البديل الافضل لحكم طالبان،" خاصة عند نجاحها في تأمين الخدمات الاساسية للعامة.
ايران
الخلاف المستدام بين ايران والولايات المتحدة حول المسألة السورية شكل باعث قلق لمعهد بروكينغز، في ظل سيناريو افتراضي يتخيل فيه "تكبد نظام الاسد سلسلة تراجعات اساسية تضعف موقفه، وتوقف روسيا عن توفير الامدادات المطلوبة مقابل مكاسب مالية لما سيعود عليها من فوائد ناجمة عن شراء دول الخليج اسلحة روسية ..." وذهب في هذا السيناريو الرغبوي بالقول ان اوضاع الاطراف الخليجية والولايات المتحدة، في ظل السيناريو المتخيل "تحسنت باضطراد .. وخسارة سورية للامدادات العسكرية الروسية ادت الى عدم قدرة النظام تحمل اعباء معدلات الاستنزاف المتنامية."
0 comments: