Friday, January 10, 2014

كـيـري يـسـعـى لـتـأجـيـل انـفـجـار الـمـفـاوضــات

كـيـري يـسـعـى لـتـأجـيـل انـفـجـار الـمـفـاوضــات

Fri, 01/10/2014 -  —

بقلم: اليكس فيشمان

لا يوجد وضع أكثر لصوقاً بالذهن من حبل المشنقة الذي ينتظرك في الساحة – وهذا هو الوصف الأقرب لوضع نتنياهو وأبو مازن منذ زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأخيرة. وهم في الإدارة الأميركية أكثر لطفاً بقليل، ويصفون وضع الاثنين الحالي بأنه "نضج وحيرة" قبل اتخاذ قرارات تاريخية شجاعة. ومهما يكن الأمر فإن كيري وضع أمام الزعيمين صيغة، وكلاهما يكسر رأسه الآن مجتهداً أن يروج لها في الداخل وأن يبقى يوماً آخر.

لم يعرض كيري على الطرفين اتفاق إطار مكتوبا، وقد وضع في حقيبته مسودة تفصل مواجهة كل المواضيع الجوهرية، لكنه اختار أن يعرض عليهما المبادئ شفهيا، للتمكين من إدخال تحسينات وتعديلات. وستعرض الوثيقة المكتوبة، الشهر القادم، وفي إطار إعدادها قام الأميركيون أيضا باستطلاعات للرأي العام بين إسرائيليين وفلسطينيين لفحص مواقف الجمهور من المواضيع التي تظهر في اتفاق الإطار، بل من صياغتها.

ولما كانت الوثيقة لم تعرض رسميا إلى الآن، فلم يُطلب إلى أحد الطرفين أن يرد على كيري، ولهذا لم يرفضها أحدهما رفضا باتا. وتوجد الآن "مرحلة رخم للبيض" في إسرائيل والسلطة الفلسطينية، تشمل إعداد الرأي لنشر الوثيقة. ويُحدث الرخم اختلافات داخلية – وتُحدث الاختلافات تصريحات معلنة تشير إشارة خفية إلى جوهر الاتفاق الذي أخذ يتشكل. فعلى سبيل المثال يعلن ليبرمان أنه يقبل مبدأ تبادل الأراضي، وهو يجود بوادي عارة أيضا على السلطة الفلسطينية. وبعد ذلك فوراً يخرج جدعون ساعر – من حنجرة نتنياهو – ويُبين أن هذا الأمر لن يكون. ونعلم من هنا أن الاتفاق يشمل تبادل أراض، لكنه لا يشمل تبادل سكان.

والى ذلك يوجد في الكلام إشارة إلى أن كيري يعرض صيغة أسهل على إسرائيل لأنها لا تتحدث عن تبادل أراض بنسبة 1:1، بل عن تبادل أراض متساوية القيمة. واليكم مثالا آخر: يقول رئيس الوزراء إنه لن يوافق أبدا على التخلي عن الخليل وبيت إيل، ومِن (لن) هذه تعرف شيئا عن نعم؛ لأنه توجد هنا إشارة خفية إلى أن كل ما يوجد خارج الكتل الاستيطانية لن يبقى تحت سيادة إسرائيلية بحسب اتفاق الإطار.

وثمة موضوع حرج آخر هو مكانة القدس، وقد قدمت الصحافة الأميركية هنا إشارة جاءت من توجيه قدمه كيري في زيارته لدول الخليج. فقد استعمل كيري مصطلح القدس الكبرى، وهذه إشارة إلى أن الوثيقة تظهر فيها عاصمة فلسطينية في القدس لكنها ليست بالضرورة داخل حيزها البلدي. فهل ستكون العاصمة الفلسطينية في أبو ديس؟ أم ستكون في الحي الإسلامي؟ ليس ذلك واضحا. فالقدس الكبرى مصطلح غامض يعيدنا الى ايام كسينجر البهيجة الذي أوجد "الغموض البناء" الذي يُمكن من الالتفاف على المشكلات وتأجيل الحسم.

فاذا كانت "القدس الكبرى" مثالا على صيغ في الوثيقة فإنها وثيقة مع الكثير جدا من تدوير الزوايا هدفها المباشر تأجيل تفجير المحادثات من نيسان الى أجل أكثر تأخراً.

واذا أردنا أن نلخص جملة التصريحات والاشارات الخفية، قلنا إن اتفاق الاطار يشمل كل المواضيع الجوهرية، وإن أساس التفاوض سيكون حدود 1967 – مع تبادل اراض متساوية القيمة، ومع الكتل الاستيطانية واخلاء المستوطنات الموجودة خارج الكتل – في حين لن تكون عاصمة السلطة الفلسطينية بالضرورة في حدود القدس البلدية. وهذه صيغ صعبة الهضم على نتنياهو وعلى أبو مازن ايضاً، وما زالت لم تتسرب مواد تتصل بقضايا الترتيبات الأمنية وحق العودة.

الأمل الوحيد في أن ينجح كيري في تجاوز نيسان من غير تفجير متعلق بشخص واحد هو براك أوباما، فهل يكون الرئيس الأميركي مستعداً لدخول مواجهة مباشرة مع الزعيمين ليدفع باتفاق الإطار قدما؟ نشك في ذلك كثيراً.

حرره:

  • م . ع

المصدر:

  • يديعوت أحرونوت
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: