Wednesday, April 16, 2014

تداعيات الأزمة السورية على الواقع الأقتصادي اللبناني والأردني

تداعيات الأزمة السورية على الواقع الأقتصادي اللبناني والأردني  


تداعيات الأزمة السورية على الواقع الأقتصادي اللبناني والأردني 
 
 ترجمة وتصرف -الأعلامية رنا الجوني 
 وكالة نيوز
على كف عفريت يقف لبنان حاليا بسبب أعداد النازحين الهائلة التي فاقت المليون و600 ألف نازح وبحسب تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي فإن عجز لبنان سيرتفع الى 20% هذا عدا عن الضغط الإجتماعي والتغيرات الديمغرافية دون أن ننسى الأوضاع الإقتصادية المترتبة من أعمال السورين على المواطن اللبناني وبالتالي يمكن ان نقول ان أزمة لبنان ستتفاقم إذا طال امد الازمة اكثر ورغم ان المؤشرات الميدانية تشير الى بعد امدها فإن متغيرات كثيرا قد تطرأ ولعل أبرزها الصراعات الطائفية التي بدأت تباشيرها تلوح في الأفق بين السنة والعلوين وبين السنة انفسهم ويبقى السؤال هل سيستوعب
لبنان مزيدا من النازحين
  
تتفاقم الازمة السورية التي تحمل في داخلها اعباء خطيرة على الدولة المضيف إن لبنان أو الأردن اللتين باتتا غير قادرتين على إستيعاب الأعداد الهائلة من امواج النازحين الذي يسكن اغلبهم في خيم، فيما البعض إختار أن يستأجر منزل وما زاد الطين بلة إستيلاءه على مقدرات البلد المضيف الإقتصادية والإجتماعية ما أثار حفيظة المواطن التي طفح كيله مما ألت اليه الظروف هذا عدا عن ما احدثته تلك الأعداد من شرخا في التوازن الطائفي الدقيق في لبنان بين السنة والشيعة، والمسيحيين. عدا عن إرتفاع الصوت من عمالة السوري الذي إحتلوا كافة الاعمال  ودفع الى بطالة اللبنانية وخفض الاجور وبالتالي بدات الصرخة تتصاعد ولكن هل من صدى لها؟
  
  ووفقا لتقرير حديث للبنك الدولي يكشف عجز  في ميزانية لبنان فاقت الـ 4 بیلیون دولار في عام 2013، ويرصد التقرير الحاجة الى 2 بیلیون دولار إضافية لتوفير الخدمات الأساسية لسكان لبنان الجدد ولكن في المقلب الاخر يعني إفقار اللبناني جراء تداعيات الوجود السوري  ولكن ماذا بعد؟ هل قادر لبنان على إستيعاب المزيد من النازحين؟ اي مصير يرسمه مستقبل لبنان الاتي من خلف ضباب ازمة غير معروف متى ستنتهي وكيف ستدور احداثها؟
  
 من سيحسم المعركة في سوريا، ومن سيرسم طريق المستقبل في بلد ممزق مشلوح على رفوف الإرهاب والموت والدمار، الكل يبني رهاناته على الطرف الذي يدعمه، كل يملك ورقة توت قلب المعادلة الميدانية لصالحه ففيما يحقق الجيش النظامي إنتصارات عديد يظهر جليا التناحر والإنقسامات داخل صفوف المعارضة والداعشين وجبهة النصرة والقاعدة، وفيما الكل يراهن على سقوط الرئيس بشار الاسد يكون السؤال ماذا لو لم يسقط النظام؟ يبدو ان سوريا متجهة نحو صراع طويل ودامي  بين الميليشيات السنية المعارضة إيديولوجيا لمستقبل الدولة. هذا عدا عن أن ثلث المنازل دمرت وأن نسبة ضئيلة قد تعود الى سوريا من اللاجئين.
  
ولكن في حال لم تنحل الازمة كم من الوقت سبيقى السوريون وفقا "الأمم المتحدة اللجنة العليا" للاجئين-أزمة اللاجئين قد تستمر  17 عاماً.   ووفقا "لاتفاقية الأمم المتحدة للاجئين"، فإن الدول لا يمكنها  "طرد اللاجئين ما لم يكن هناك تغيير "حقاً أساسيا" لظرف من الظروف في بلد المنشأ.
  
إذا نظرنا في عمق الأزمة نجد ان السوري في لبنان يتجه نحو التملك شراء عقارات وفتح شركات وكأنهم يتحضرون لبقاء طويل الامد  وبحسب وزير الشؤون الإجتماعية فإن ما يقرب الـ 400 شركة غير مرخصة فتحت في سبع مدن لبنان منذ منتصف العام الماضي ما شكل حالة مزعجة لدى اللبناني واحدث غخلال في التوازن المجتمعي والإقتصادي والديمغرافي ومتوقعا ان يبلغ عددها الـ1000 نهاية العام الحالي
  

  
ما يعانيه لبنان ينطبق على الاردن أيضا، إذ شكل استيعاب اللاجئين عبئا على الأردن، يعيش النازحين في الاردن في ظروف سيئة يسكنون في مخميات فيما البعض يعيش في المدن ويستاجرون المنازل. يشكل النازحون في الأردن  25% من عدد السكان  يتلقون الدعم المباشر من الولايات المتحدة تقدر بنسبة 63% اضافة الى سلب الأردني عمله رغم ما يعانيه من بطالة خطيرة تقدر  بنسبة 30 في المائة. ومما اثار حفيظ الأردني أن المملكة تهتم بالسوري اكثر منه  حتى أن قبيلة أردنية واحدة اشتكت لي بضعة أشهر مضت، "أنهم يأخذون الطعام من أفواه لدينا.
  
من الصعب التنبؤ بالمسار اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان. ومع ذلك، استناداً إلى سابقة تاريخية، البلدان المضيفة  لا يمكنها طرد اللاجئين رغم أن المؤشرات الميدانية تشير الى التهديدات التي يعكسها وجودهم مضاف اليها صعوبة الغندماج في بلد المضيف من قبل السكان الاصلين ما يحولها الى حالة عداء بغض النظر عن كم من المال الإغاثة ينفق، في غياب أفق للعودة إلى سوريا، سوف تصبح الحياة بالنسبة للاجئين في لبنان والأردن وحشة متزايدة.
  

  
يبدو أن لعبة الامم كلها تتحرك في صميم تلك الأزمة حتى أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي يصفان الوضع في  سوريا بأكبر"مأساة إنسانية أكبر من عصرنا." لسوء الحظ، أن الأمور سوف تزداد سوءا مع تدفق المزيد من اللاجئين الذين سيهدودن الاستقرار في لبنان والأردن  يمكن أن تكون الضحية القادمة للحرب.
 www.wakalanews.com
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: