Thursday, May 1, 2014

لعبة القوة الذكية التي يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في السيطرة على بوتين

لعبة القوة الذكية التي يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في السيطرة على بوتين

 

وول ستريت جورنال

28 نيسان/أبريل 2014

تعتبر القوة الذكية من المفاهيم الهامة ومن أكثر أنواع القوة التي ينبغي على الولايات المتحدة ممارستها الآن وعلى الفور.

فالقوة الذكية تمزج بين القوة الناعمة المتمثلة في الجاذبية الثقافية والاقتصادية والاستخدام الحكيم للضغط عند الضرورة. وفي عالم اليوم، حيث أصبحت المعلومات سريعة الانتشار والاقتصادات مترابطة، يبدو أن ممارسة القوة الذكية من شأنه أن يضيف إلى نقاط القوة الأمريكية.

ولكي تعمل القوة الذكية بفعالية، يحتاج الآخرون إلى رؤية مدى الحماقة في استغلال القوة الخشنة. ومن السيئ للغاية أن هذه الرسالة لم تصل على ما يبدو إلى فلاديمير بوتين وبشار الأسد وآية الله علي خامنئي. فبالنسبة لبوتين، يعتبر الترويع أمراً عادياً عندما يتعلق الأمر بالدول المجاورة ذات الأقليات الروسية. وحيث يلوح التهديد بالغزو في الأفق، يعتقد السيد بوتين أنه يحقق مكاسب على الأرض ويشك في مدى صدق عزم الولايات المتحدة والأوروبيين في أن يجعلوه يدفع ثمن ذلك.

وفي سوريا، نجد بشار الأسد هو الآخر يعتقد أنه يحقق مكاسب على الأرض. فقد دعا لإجراء انتخابات في 3 حزيران/يونيو ليكسي بثوب الشرعية نظاماً دأبه قتل شعبه وابتكار طرق جديدة لانتهاك الأعراف الدولية وقواعد الحرب. ويبدو أن ذلك يؤتي ثماره، حيث تزداد ثقة الأسد بأن الدفة قد تحولت لصالحه؛ إنه يعلم أن الروس يدعمونه بالسلاح والإيرانيون جميعهم معه في سوريا.

بالنسبة لإيران، فإن سوريا على وشك تغيير ميزان القوى في المنطقة. ويرى السعوديون وغيرهم سوريا من ذات الزاوية ولكنهم أيضاً لا يرون أي تردد من جانب الروس والإيرانيين في استخدام القوة الخشنة للتأثير على ذلك التوازن. ومع ذلك، نجدهم يتساءلون بشأن الولايات المتحدة. فهل بإمكانها تغيير تصور أصدقائها في المنطقة؟ وهل بإمكانها تغيير تصور الروس والإيرانيين أيضاً؟

نعم يمكنها ذلك، شريطة استعدادها لإثبات أنها مستعدة للمنافسة في هذه المنطقة واستخدام القوة الذكية. فمن خلال بدء إدارة أوباما بتقديم المساعدة الفتاكة لمجموعات مختارة من المعارضة السورية تكون هذه الإدارة قد اتخذت بالفعل خطوة من شأنها بعث تلك الرسالة. وسوف يلزم عمل الكثير إذا كان الهدف هو محاولة تغيير ميزان القوى على الأرض. فروسيا وإيران بحاجة لأن ترى أن مساندتهما لسوريا سوف تزداد تكلفة إلى أن يصبحوا مستعدين للقبول بحل سياسي حقيقي.

هناك خطوة ثانية يمكن للولايات المتحدة اتخاذها وهي أن تبدأ باعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية التي تُهرَّب سراً في جميع أنحاء المنطقة. فقد قام الإسرائيليون بذلك [بمصادرتهم سفينة إيرانية تحمل أسلحة إلى غزة]؛ وإن فعلت الولايات المتحدة الشئ نفسه فسوف تبعث برسالة إلى الإيرانيين مفادها أنه مثلما بإمكانهم التفاوض حول الأسلحة النووية بالتزامن مع محاولة توسيع نطاق تواجدهم في جميع أنحاء المنطقة ونفوذهم فيها، فبإمكان واشنطن أيضاً أن تتابع المحادثات وتجابه جهودهم تلك في الوقت نفسه.

هناك خطوة ثالثة يمكن أن تتمثل في تقديم عرض للسعوديين والإماراتيين ببدء مناقشات التخطيط لمواجهة الطوارئ. ومثل هذا العرض سوف يبعث رسالة هامة بشأن جدية الولايات المتحدة في استخدام القوة مع أصدقائها إذا لزم الأمر.

ولا تعني أي من هذه الخطوات الدفع بالجنود على أرض المعركة. فجميعها سوف تبعث رسائل مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لزيادة التكاليف التي يتكبدها الروس والإيرانيون لأن ما يفعلونه ربما يزيد، وبشكل يدعو للمفارقة، من فرص العمل الدبلوماسي مع كليهما. ويعمل السيد بوتين، على وجه الخصوص، حيثما تبدو المخاطر قليلة؛ وإذا أظهرت واشنطن أنها سوف تزيد من تنافسها في الشرق الأوسط فقد يؤثر ذلك على حساباته بشأن مدى وسرعة رغبته في اختبار صدق الولايات المتحدة في تحذيراتها بشأن أوكرانيا.

وهناك شيء واحد يجب مراعاته بشأن القوة الذكية: أنها تكون أكثر فعالية في النهاية عندما تدعمها قوة خشنة.

دينيس روس هو زميل وليام ديفيدسون المتميز في معهد واشنطن.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: