اسرائيل لم تستخلص عبر حرب تموز
إسرائيل اليوم ـ جدعون ألون
على مدى أشهر طويلة أعدت اللجنة الفرعية للاستعداد والأمن الجاري التابعة للجنة الخارجية والأمن، بسرية عالية، تقريرا داخليا يهتم بلوجستية الجيش الإسرائيلي في ساحة القتال المستقبلية. التقى أعضاء اللجنة برئاسة عضو الكنيست ايتان كابل (العمل)، كل الجهات في الجيش وفي المؤسسة الأمنية، المسؤولة عن هذا المجال المهم، وبحثوا في كل المواضيع التي ظهرت فيها مشاكل في حرب لبنان الثانية.
ويوضح كابل: " من خلال وظيفتنا كهيئة إشراف ومراقبة لبحث ما إذا كان الجيش قد استوعب العِبر من الإخفاقات في تلك الحرب". في إطار البحث نظرنا في مواضيع مثال الاستعداد الللوجستي لإجلاء مصابين ولنقل عتاد للمقاتلين الماكثين في ارض العدو، إلا أن الخلاصات لم تكن مشجعة. "للأسف الشديد، مع كل التحسّن الذي حصل في الجيش منذ ذلك الوقت، والقفزة النوعية التي تم انجازها في مواضيع التدريبات، الاستعداد وتحسين وضع مخازن الطوارئ، وجدنا انه ما زالت هنالك ثغرة بين الواقع في الميدان وبين القدرات التي يحتاجها الجيش للصمود في كل ما يخص المواضيع اللوجستية. أنا آمل أن يواجه الجيش بشكل جيد جدا التحديات والتهديدات".
كما يقول كابل، بما أن الموضوع العسكري ليس غريبا عنه: " من اليوم الأول الذي بدأت فيه الوظيفة قبل حوالي ثلاث سنوات، قرّرت التركيز في المراقبة على الجيش والمؤسسة الأمنية والاهتمام بمواضيع أساسية". فهو كان في الكتيبة 202 للمظليين في الخدمة النظامية واستمر رغم سنّه (52) في الخدمة كرئيس عرفاء أول في كتيبة الاحتياط التابعة للواء 55 (اللواء الذي حرّر القدس في حرب الستة أيام). وكان أيضا من المبادرين إلى القانون الذي خصص لمنح حقوق ومكافآت للاحتياطيين. في اللجنة حالياً ينشط إلى جانبه أيضا عضو الكنيست أريا الداد (الاتحاد القومي)، وهو عميد (في الاحتياط)، وعضو الكنيست جدعون عزرا (كديما) والذي كان نائب رئيس الشاباك.
تجتمع اللجنة كل أسبوع في نقاش مغلق بمشاركة مندوبي المؤسسة الأمنية. أما المواضيع الأساسية التي يبحثون فيها فهي الخطط العملية للجيش في حال حصول حرب في كل واحدة من الجبهات واستعداد الجيش لأعمال شغب في المناطق وكذلك احتياطي الذخيرة وقطع الغيار. يترافق عمل اللجنة بجولات، على سبيل المثال في مركز دراسات البر في قاعدة تساليم، وبمراقبة قواعد أسلحة الجو والبر من اجل اختبار الكفاءة والاستعداد وغيره.
تحقيق خارجي للجيش
كابل منزعج جدا من العوائق التي تظهر في التدريبات، كهذا الذي حصل في الأسبوع الماضي في قاعدة التدريبات في تساليم، عندما سقطت قذيفتا مدفعية على بعد بضع مئات من الأمتار من قائد الأركان العامة، الجنرال بني غانتس، وقائد المنطقة الوسطى، آفي مزراحي، وفقط عن طريق المعجزة لم تجر كارثة مريعة. كاشفا: "أنا أُعدّّ لمبادرة في سن قانون لإقامة وحدة خاصة في الجيش تبحث في عثرات التدريب، وحدة كهذه يجب أن تكون هيئة خارجية لضباط احتياط ليس لهم أي تبعية أو التزامات إزاء أي فرد في الجيش".
احد المواضيع التي صادفت خلافاً في الرأي بين أعضاء اللجنة الفرعية لمندوبي وزارة الدفاع والجيش كانت مواصلة تصنيع النموذج الجديد لناقلة الجند المدرعة الـ "نمر"، التي من المفترض أن تقدّم ردا دفاعيا جيدا جدا للمقاتلين. تطوير ناقلة الجند المدرعة، والتي يتألف هيكلها من دبابة مركافا بدون البرج، باهظة الثمن. بحسب الأخبار، تتعلق المسألة بكلفة مالية بحوالي 12 مليار شيكل.
يوضح كابل: "لا شك في أن الـ "نمر" هي وسيلة غير عادية، لكن كلفتها عالية وتقع علينا المسؤولية في درس الكلفة مقابل المنفعة، على ضوء القيود المالية للدولة، لم اقتنع بوجود مبرر لتصنيع وشراء الـ "نمر" ".
وبشأن ما يحصل في المناقشات- يعترف كابل أن مندوبي الجيش والمؤسسة الأمنية ليسوا متحمسين للوقوف أمام اللجنة الفرعية وتقديم أجوبة وإيضاحات عن مواضيع أمنية، وأحيانا حتى أنهم يثيرون مجادلات. كان هنالك أيضا حالات قال فيها مندوبو المؤسسة الأمنية لأعضاء الكنيست "ما تكونون" عندما طلبوا تغيير خطط وتقديم معطيات جديدة، لكن "هذا جوهر وظيفتنا كهيئة إشراف ومراقبة. لسنا هيئة صورية تصادق أوتوماتيكيا على كل طلب. لسنا مطّلعين على أسرار دولة سرية جدا فقط من اجل إشباع فضولنا، بل نحن نتحمّل مسؤولية كبيرة لمواضيع في داخلنا".
0 comments: