27/12/2011بيئة اسرائيل الاستراتيجية ستتحسن بشكل استثنائي في حال سقوط الأسد
إسرائيل اليوم
تظهر في الافق حالة عدم مبالاة مذهلة في العالم الحر، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، إزاء ما يحدث في سوريا. فما يحدث هناك مذبحة وحشية، ووزيرة خارجية الدولة الأمريكية "كلينتون"، تصدر كل يوم اثنين وخميس تصريحات فارغة المضمون وتهديدات عقيمة لا تخيف أحد. هذا نفاق متجسّد مع الأخذ بعين الاعتبار الرد الأمريكي على ما حدث في ليبيا وفي مصر. فهل ما كان ملحّا هناك ليس ملحّا الآن في سوريا؟
للأسف الشّديد، يتبيّن أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعاني من الفهم والتحليل في كل ما يتعلق بالشرق الأوسط. بنفسه دفع الرئيس المصري "مبارك"، وهو زعيم مؤيد واضح للغرب حيث نسبة لباقي زعماء الدول العربية فرض على مصر نظام مريح، دفعه لإخلاء كرسيه لصالح وهم الديمقراطية. في حينه، عندما دفع "جورج بوش" مبارك لتنفيذ خطوات باتجاه ديمقراطية عملية، أعربت عن خشيتي من أن يكون هذا الأمر مغامرة تؤدي الى تسلّم "الإخوان المسلمين" السلطة، وفق ما حصل في غزة. عندها قالوا لي إن الأمريكيين لديهم الاستخبارات الأفضل في العالم، وهم يعرفون ما يفعلون.
آنذاك ربما كان بإمكانهم تصوير أي محل حمص في القاهرة، لكن من دون فهم ما يحدث فيها. فالأمريكيون يخطئون في تقديراتهم حيال الشرق الأوسط بشكل تقليدي. وفقط في نهاية الأسبوع سمعنا عن العمليات الإرهابية القوية في العراق بعد الانسحاب من هناك. وربما من كثرة الفشل أصبحوا لا يتجرأون على اتخاذ موقف واضح وحاسم عمليا كما يجب: في سوريا.
من بين كل الدول التي حدثت فيها ثورات في العالم العربي، كان الاحتمال الأضعف بأن يصعد "الإخوان المسلمين" الى السلطة أو يكون لديهم قوة تأثير كبيرة، موجود في سوريا. فليس لديهم هناك قواعد كما في مصر. وبخلاف أماكن أخرى، فأن تغيير النظام في سوريا سيقوّي الغرب على أية حال.
نفس حقيقة أن الإيرانيين وحزب الله يريدون المحافظة على النظام الوحشي أكثر من الجميع في العالم العربي، تتكلم عن نفسها. الصيغة واضحة: ما هو جيد للإيرانيين وحزب الله، سيء لإسرائيل وللغرب.
كما أن احتمال أن يصعد نظام جديد هناك ويعلن حرب على إسرائيل هو احتمال ضعيف. فأي نظام جديد سيفضّل أولا تثبيت نفسه، وخصوصاً انه واضح لكل الدول العربية، أن حرب مع إسرائيل ستكلف ثمنا باهظا. حتى أن الأسد المجنون يعرف ذلك.
نحن في مرحلة استثنائية فيها فرصة لتغيير نظام الأسد، النظام الذي يدعم حزب الله وإيران. لا يعني ذلك أن نظام جديد في سوريا سيتحوّل الى محب لإسرائيل، لكن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل سيتحسّن بشكل لا مثيل له من دون عائلة الأسد في النظام.
الغرب المتردّد يجب أن يعمل ضد النظام السوري الداعم الإرهاب بحزم أكبر، من ناحية أخلاقية ومن ناحية إستراتيجية أيضاً. وإذا لم يكن الآن ـ فمتى؟
0 comments: