Friday, November 23, 2012

ل أبيب .. قلب "إسرائيل" الاقتصادي في مرمى صواريخ المقاومة

17-11-2012 


"نأسف .. قًصفت تل أبيب"؛ بهذه العبارة اضطر التلفزيون العبري مجبرًا ليصارح الإسرائيليين بتعرّض العاصمة الاقتصادية للدولة العبرية لقصف صاروخي، بعد محاولات حثيثة من قبل وسائل الإعلام والمتحدثين الرسميين باسم الجيش والشرطة التابعة للاحتلال لعدم الاعتراف بهذه "الحقيقة المرة".

فقد شكّل استهداف المقاومة الفلسطينية لمدينة تل أبيب (تل الربيع)، قبيل منتصف ليل الأربعاء (14|11)، حدثًا غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، بل اعتبره البعض قلبًا للمعادلة، بحيث أصبحت المقاومة صاحبة مبادرة في الرد واستهداف مناطق كان يصفها الإسرائيليون سابقًا بأنها "آمنة".

تل أبيب .. مدينة أشباح

يعيش الإسرائيليون في هذه الأيام "حالة حرب" بكل ما للكلمة من معنى، بعد حالة من الأمان والاستقرار كونها تشكّل شريان الحياة للدولة العبرية بما تحويه من هيئات اقتصادية ورسمية مهمة، فقد أُعلن رسميًا عن افتتاح وتهيئة كافة الملاجئ العامة المتواجدة في منطقة تل أبيب ويافا، حيث قالت البلدية أنه "يتوجب على الجميع الإذعان والانصياع لأوامر الجبهة الداخلية وأخذ الحيطة والحذر والمكوث في أماكن محصّنة، وذلك لعدة أيام".

وتسود  حالة من "الهستيريا" " الإسرائيليين"، في الوقت الذي يسعى فيه آخرون للانتقال إلى مناطق أكثر أمنًا في شمال فلسطين المحتلة عام 1948، مع وجود قلق يلاحقهم بفقدان الأمن في الدولة العبرية، بعد أن أصبحت معظم مناطقها في مرمى صواريخ المقاومة.

وتقرر والحال هذه؛ إلغاء الدراسة في المدارس والجامعات في تل أبيب وفي مختلف المؤسسات التعليمية التي أصبحت في مدى صواريخ المقاومة، والتي تجاوزت حاجز الثمانين كيلومترًا، كما تقرر إلغاء جميع الفعاليات الرياضية خشية تجمهر الإسرائيليين، لا سيما وأن تل أبيب تعتبر من أكثر المدن تعدادًا سكانيًا والأكثر تواجدًا لطلبة المدارس والجامعات.



أهمية تل أبيب

تعتبر مدينة تل أبيب ("تل الربيع" وهو الاسم الفلسطيني لها قبل احتلالها قبل أكثر من ستة عقود)، يتجاوز عدد سكانها أربعمائة ألف نسمة، حيث أن الكثافة السكانية 7445 لكل كيلومتر مربع، في حين أن نسبة اليهود فيها تبلغ 96.1 في المائة من السكان، بحسب إحصاءات إسرائيلية رسمية.

تل أبيب هي عاصمة إسرائيل منذ إقامتها، إلا أنه حديثا قد تم نقل مؤسسات الدولة الرئيسية مثل "الكنيست" (البرلمان) ومقر الحكومة وغيرها إلى مدينة القدس المحتلة، حيث أعلنت إسرائيل القدس عاصمة لها - وهو الأمر الذي لم توافق عليه الأمم المتحدة.

وبالرغم من ذلك ظلت تل أبيب هي المركز التجاري والثقافي حيث تضم مقرات التحرير للصحف الرئيسية، مراكز البنوك والشركات الكبرى، السوق المالي الإسرائيلي، وغيرها من مراكز المؤسسات غير الحكومية. الوزارة الوحيدة الموجود مقرها في تل أبيب (وليس في القدس) هي وزارة "الدفاع" الإسرائيلية. كما أن أغلب السفارات الأجنبية ما زالت توجد في تل أبيب، وذلك لعدم اعتراف معظم الدول بضم القدس لإسرائيل.

بدأت تل أبيب في الظهور كمركز للتكنولوجيا الحديثة، ومكان لبناء ناطحات السحاب والعديد من المباني المكتبية عالية التقنية. في عام 1993، صنفت تل أبيب بوصفها مدينة العالم.

معالم اقتصادية

يلاحظ أن تل أبيب تعرّضت للقصف في أوقات الليل؛ وفي هذا الوقت تحديدًا توصف هذه المدينة بأنها "مركز عالمي نابض بالحياة، لا سيما وأنها من المدن الأكثر نشاطًا في منطقة الشرق الأوسط، إذ تتنوع الحياة الليلية مع الحانات والبارات والملاهي الليلية والمراقص المفتوحة بعد منتصف الليل أيضًا. أكبر منطقة ملاهي ليلية في تل أبيب هي الميناء، والتي تحوي أكبر النوادي والحانات التجارية في المدينة وتجتذب حشودًا كبيرة من الشباب من تل أبيب والمدن المجاورة على حد سواء.

وتضم تل أبيب عددًا من المواقع المهمة، منها: البورصة الإسرائيلية (في شارع آحاد هعام)، مركز حزب العمل الإسرائيلي، مركز حزب الليكود ("دار جابوتينسكي")، التلفزيون الإسرائيلي، برج شالوم - مركز تجاري، أبراج عازريئيلي - مركز تجاري، برج الأوبرا - مركز تجاري (انتقلت الأوبرا الإسرائيلية منه إلى مركز الفنون المسرحية)، ديزينغوف سينتر - مجمع تجاري كبير في مركز المدينة، متحف تل أبيب للفن، مكتبة "بيت أريئيلا" وأرشيف الصحف العبرية، مركز الفنون المسرحية - يضم مسرح "هاكامري"، الأوبرا الإسرائيلية وغيرها، متحف المهاجر اليهودية ("بيت هاتفوتسوت" داخل جامعة تل أبيب)، متحف "الاستقلال" (في المبنى الذي تم فيه إعلان الدولة العبرية)، "بيت بن غوريون" - متحف تأريخي أقيم في ما كان المنزل الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، "بيت سوكولوف" (دار مجلس الصحفيين الإسرائيليين).

من العمليات الفدائية إلى الصاروخ

في حرب الخليج في عام 1991، تعرضت تل أبيب لهجوم بصواريخ "سكود" قادمة من العراق، لكن الإصابات كانت محدودة وليس هناك وفيات. ومنذ الانتفاضة الأولى، تعرضت تل أبيب لهجمات فلسطينية عدة كان أولها عملية فدائية تفجيرية في 19 تشرين الأول 1994، على متن الباص رقم 5، عندما فجر فلسطيني حزامًا ناسفًا كان معه وقتل 21 إسرائيليًا كجزء من عمليات فدائية شنتها حركة  "حماس" في حينه.

هجوم قوي آخر استهدف تل أبيب وقع في الأول من حزيران 2001، خلال الانتفاضة الثانية، عندما فجر فلسطيني حزامًا ناسفًا كان معه عند مدخل مرقص دولفيناريوم، مما أسفر عن مقتل 21 وإصابة أكثر من 100 شخص. في حين وقع الهجوم الأخير في المدينة في 17 نيسان 2006، عندما قتل تسعة أشخاص وأصيب 40 على الأقل في تفجير فلسطيني لحزام ناسف معه بالقرب من محطة الحافلات المركزية القديمة.

واليوم تمكنت المقاومة الفلسطينية في غزة من الوصول إلى قلب تل أبيب بـ "صاروخ استشهادي" بعيد المدى، دون أي تعقيدات أمنية أو احتياجات دقيقة كانت تلزم لتنفيذ عمليات تفجيرية في تل أبيب في السابقة.
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: