Friday, February 22, 2013


الذكرى السنوية لاغتيال الحريري

 ويكلي ستاندرد
14 شباط/فبراير 2013

قبل ثماني سنوات، في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005، اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري مع 22 آخرين عندما انفجرت عبوة ناسفة ضخمة أثناء مرور موكبه متجاوزاً فندق سانت جورج في بيروت. وقد أصابت عملية الاغتيال زعماء أوروبا بالذعر، لا سيما الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان مقرباً بصورة خاصة من الحريري. واليوم، وبينما يتناقش العديد من هؤلاء المسؤولين الأوروبيين حول ما إذا كان ينبغي عليهم تسمية «حزب الله» كجماعة إرهابية أم لا بسبب عملياته الأخيرة في أوروبا، ينبغي عليهم أن يتعاملوا بحساسية بالغة مع حقيقة أنه منذ عام مضى اتهمت »المحكمة الدولية الخاصة بلبنان« أربعة أعضاء في «حزب الله» باغتيال الحريري، ومن بينهم المدير الحالي لعمليات الجماعة مصطفى بدر الدين.
وعلى مدار سنوات مارست الدول الأوروبية الضغط لإبعاد قضية إضافة «حزب الله» إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للحركات الإرهابية المحظورة، مستشهدة بحقيقة أن الجماعة لم تنفذ أية هجمات إرهابية في القارة منذ ثمانينيات القرن الماضي. ولا شك أن الحركة جمعت أموالاً في جميع أنحاء القارة بسرعة وبكميات كبيرة، ووفرت الدعم اللوجيستي للعملاء الذين يتولون تنفيذ هجمات في أماكن أخرى، لكن ذلك يقع دون الحد الأوروبي، وهو تفجير القنابل في أوروبا. أما الآن فإن مؤامرات «حزب الله» الأخيرة وخاصة في بلغاريا وقبرص تُرغم الزعماء الأوروبيين المترددين على مناقشة مسألة تسمية «حزب الله» بجدية، سواء كلياً أو مجرد ما يسمى بـ "الجناح العسكري" للحركة.
ومع ذلك، ربما يكون التحفظ الأكبر لدى القادة الأوروبيين بشأن فرض حظر على «حزب الله» لا يتعلق بأنشطة الجماعة في القارة وإنما بالمخاوف من أن يؤدي إدراج الحركة في قائمة الجماعات الإرهابية إلى مزيد من زعزعة استقرار لبنان، حيث يعد «حزب الله» الآن واحداً من الأطراف السياسية الأكثر هيمنة. ويشكل هذا مصدر قلق له ما يبرره، نظراً لتاريخ لبنان في الحرب الأهلية المدمرة. لكن بعد مزيد من الفحص والتدقيق يتضح أنه لا يوجد طرف لعب دوراً مزعزعاً لاستقرار لبنان على مدار السنوات القليلة الماضية أكثر من «حزب الله».
ففي تموز/يوليو 2006، ورط «حزب الله» كل من إسرائيل ولبنان في حرب لم يرغب بها أي من البلدين وذلك بتجاوزه الخط الحدودي الذي رسمته الأمم المتحدة بين الدولتين، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، وخطف اثنين آخرين في كمين. وفي عام 2008، استولى «حزب الله» على أجزاء من غرب بيروت بقوة السلاح وهاجم الدروز في جبال الشوف، وصوّب أسلحة "المقاومة" ضد أبناء وطنه من اللبنانيين، وقتل العديد منهم. وفي الوقت الذي وصفت فيه السلطات الأمريكية «حزب الله» بأنه يلعب دوراً فعالاً في "آلة القتل" [الدموية] لنظام الأسد، أدت أنشطة الجماعة في سوريا إلى انتشار الصراع الطائفي القائم في تلك البلاد عبر الحدود إلى لبنان. ولم يتم اتهام أعضاء «حزب الله» في اغتيال الحريري فحسب، بل اشتبه بهم أيضاً بأنهم النشطاء الرئيسيين في اغتيال العديد من الصحافيين اللبنانيين والشخصيات السياسية ومسؤولي الأمن، بمن فيهم اللواء وسام الحسن، الذي قتل -- مثله مثل الحريري -- في انفجار ضخم وقع في سيارة مفخخة في نهاية العام الماضي.
وهناك العديد من الأسباب، من الناحية السياسية، التي تدعو إلى ضرورة قيام العديد من الزعماء الأوروبيين بالنظر بعناية في تداعيات تسمية جميع فصائل «حزب الله» أو قسم منها كجماعة إرهابية. لكن لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه في التفكير بأن الحفاظ على أمن لبنان هو أحد تلك الأسباب. لقد أوضح «حزب الله» بين الحين والآخر من خلال أفعاله أن التزامه بإيران والمصالح الإيرانية يأتي فوق هويته كحركة سياسية لبنانية. فبدءً من الاغتيالات السياسية في الداخل، وحتى القتال إلى جانب نظام الأسد الوحشي في سوريا، وحتى تفجير حافلات السائحين في الخارج، فإن «حزب الله» يمكن أن يكون أي شيء غير كونه قوة للسلام والاستقرار.
إن تسمية الاتحاد الأوروبي لـ «حزب الله» كجماعة إرهابية يمثل أهمية حيوية، حتى لو كان الغرض من ذلك هو مجرد بعث رسالة واضحة بأن الجماعة لم يعد بإمكانها خلط الأوراق بين السياسة والإرهاب. وحينها فقط، عندما يتخلى «حزب الله» عن العنف ويتجه نحو السياسة، يمكنه أن يلعب دوراً مساعداً على توطيد الاستقرار داخل لبنان أو خارجها.
وبينما يتذكر الزعماء الأوروبيون رفيق الحريري هذه الأيام، يجب عليهم أن ينظروا فيما يستطيعون فعله الآن لمنع ارتكاب المزيد من هذه الفظائع في المستقبل. ومن بين المواضيع التي يجب أن تبرز في قمة هذه القائمة هي تسمية «حزب الله» كجماعة إرهابية، من أجل تحقيق كل من الأمن الأوروبي والأمن اللبناني.

ماثيو ليفيت هو مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: