Sunday, March 31, 2013


العلم نقطة كثرّها الجاهلون…علي عليه السلام

-علي شهاب-
المراد بالنقطة ها، بحسب بعض الآراء، النقطة التمييزية التي بها تميز العابد من المعبود و الرب من المربوب، لأن الوجود في الحقيقة واحد، وإنما تكثر وتعدد عند التقييد والتنزل، وإنما نسبت الإضافات بقيد الإمكان، ولهذا يقولون: التوحيد إسقاط الأضافات، لانه عند اسقاط النقطة التمييزية لا يبقى شيء إلا الوجود المحض ، ويضمحل ما عداه ، وأشار إلى ذلك بقوله: (كثرها الجاهلون) لأنهم يلاحظون تلك الاضافات فيعتقدون تعدد الواجب وتكثره ، حتى اختلفوا في كونه متواطئاً أو مشككاً، وذلك عند أهل التحقيق جهالة، لأنه ينافي التوحيد الذي هو مقتضى الوجود ولازمه الذاتي، لأن الوحدة ذاتي من ذاتياته، والتعدد أمر عارض له، فمن نظر تحقيق العالم إلى تلك النقطة، وعلم أن التمييز إنما هو بسببها لم يعتقد تكثر الوجود البتة، ولا خروجه عن وحدته الصرفة، فبقي عالماً لم يخرج إلى الجهل، فهذا معنى قول علي عليه السلام: (العلم نقطة) يعني: أن معرفة تلك النقطة والتحقيق بها هو حقيقة العلم الذي عقل عنه أهل
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: