قراءات في الصحافة الإسرائيلية ..مؤتمر هرتسيليا الثالث عشر: تضخيم المخاطر والتحديات وتقديرات بتحسن البيئة الاستراتيجية
ترجمـــــــــــة
الأحد 24-3-2013
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة
انهى مؤتمر هرتسيليا السنوي الثالث عشر أعماله قبل فترة وجيزة بمشاركة معظم المسؤولين في الكيان الاسرائيلي ساسة وعسكراً ومحاضرين عرب واجانب ، لكن ما ميز هذا المؤتمر ومن خلال ما جاء على لسان غالبية قادة جيش الاحتلال الذين القوا كلمات في المؤتمر«التضخيم المبالغ فيه»الأحد 24-3-2013
إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة
لما اصطلح عليه هؤلاء القادة «المخاطر والتحديات التي تواجه اسرائيل في المرحلة الراهنة» في حين اخذت الاحداث في العالم العربي أو ما يسمى بالربيع العربي حيزا واسعا من اعمال المؤتمر بحيث ذهب البعض من المحاضرين الاسرائيليين بالقول بان جوانب كبيرة من هذا الربيع يشكل خطرا استرتيجيا على اسرائيل على حد قول داني روتشيلد مدير المعهد .
وفي الوقت نفسه ، غابت قضايا المنطقة وخاصة قضية الصراع العربي- الصهيوني عدا عن المطالبة من قبل بعض المحاضرين الاميركيين لاستئناف المفاوضات مع السلطة . ولكن اللافت تركيز بعض المشاركين الاوروبيين والامريكيين على العلاقة الاسرائيلية –التركية والحاح البعض بالبحث عن وساطة تعيد العلاقات بين الطرفين الى سابق عهدها . وكذلك الامر اخذ الملف النووي الايراني حيزا لابأس به من اعمال المؤتمر وسط تقديرات اسرائيلية بان ايران ستواصل برنامجها النووي وان المفاوضات مع ايران تعزز السعي الايراني الى ذلك.
غانتس.. يستبعد نشوب حرب في المنطقة
في الكلمة التي القاها رئيس اركان جيش الاحتلال بيني غانتس امام المؤتمر والتي لاقت اهتماما من قبل الصحافة الاسرائيلية ،استبعد غانتس نشوب حربا في المنطقة في المدى المنظور، لكنه أكد أن مخاطر التدهور الأمني كبيرة جداً، قائلا :«توجد أحداث كثيرة من شأنها إشعال المنطقة».لكنه لم يفصل الأسباب التي تدفعه إلى استبعاد الحرب، وفي الوقت نفسه، ألا تستبعد أن تسبّب «أحداث كثيرة » في المنطقة، ومن بينها لبنان، إشعالها. علماً أن النتيجة، في كلتا الحالتين، واحدة. ويفهم من كلام غانتس أن من في الإقليم وخارجه لا يريدون الحرب في المدى المنظور، حتى وإن كان بعضهم يقوى بالفعل عليها من ناحية مادية. أي إن إرادة الحرب غير متوافرة، وغير توافرها مبنيّ، على الأرجح، على أحد العوامل الآتية، أو كلها معاً: أنه لا يمكن تحقيق النتيجة المتوخاة من الحرب، سواء ضد لبنان أو سورية أو غيرهما؛ أن ثمن الحرب أكبر بكثير من فائدتها؛ أن السيناريوات المقدرة لما بعد الحرب، أكثر خطراً وتهديداً من الواقع الحالي كما هو عليه، رغم ما فيه من مخاطرويفهم من كلام غانتس، أيضاً، أن الحرب ليست خياراً مطروحاً من ضمن خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها، أقله ابتداءً، في حال تعذُّر بدائلها. ما يؤكد ذلك تعذُّر تحقيق النتيجة بواسطة الخيارات الأخرى المتاحة، غير الحرب الإسرائيلية أو الغربية المباشرة، كما يحصل في الساحة السورية. وإلا لجأت إسرائيل والغرب إلى التدخل العسكري المباشر، وكان ذلك سيحصل في الأمس، قبل اليوم أو الغد. من هنا، يأتي التساؤل عن معاني «الأحداث الكثيرة» التي تحدّث عنها غانتس، وقال إن من شأنها، في حال حصولها، أن تؤدي إلى حرب. ما هي هذه الأحداث؟ وما هي طبيعتها وما هو توصيفها؟ من كلام غانتس الأخير، ومن مواقف وتصريحات إسرائيلية قيلت تكراراً في الماضي القريب والبعيد، يوجد عدد من «الأحداث» التي تشكل خطراً على إسرائيل، وتريد من أعدائها الامتناع عنها أو تجاوزها، مثل: نقل سلاح استراتيجي على اختلاف أنواعه من سورية إلى حزب الله؛ انزلاق أو استيلاء جهات في سورية أو خارجها على السلاح الكيميائي تحديداً؛ استهداف إسرائيل من قبل جهات تنشط في سورية أو لبنان، سواء عبر القصف المباشر أو عبر خرق الحدود؛ عمليات تستهدف مصالح وأهدافاً إسرائيلية في الخارج شبيهة بتفجير مدينة بورغاس البلغارية في تموز الماضي... وغيرها.
وبحسب قراءة المحلل العسكري ليديعوت احرونوت لكلمة غانتس :»لا يمكن القول إن كل المواقف والتهديدات الإسرائيلية، بما يشمل الاستعداد والمناورات المكثفة لخوض الحروب، يستهدف فقط ردع الأعداء عن الإضرار بها أو منعهم من مراكمة عناصر قوة تشكل خطراً وتهديداً إضافياً عليها. فالأحداث الكثيرة التي أشار إليها غانتس، قد تفضي، بصورة أو بأخرى، إلى مواجهة شاملة غير محسوبة ابتداءً، وبحسب التعبيرات الإسرائيلية «التدحرج إلى حرب لا يريدها طرفاها»، لكن هذا التدحرج لا يكون، في ظل عدم المصلحة بخوض حرب، إلا في حالة واحدة: أن تكون حسابات أحد الطرفين، وهو الطرف المبادر إلى اعتداء، خاطئة ومغلوطة، فيرى أن الطرف الآخر مردوع عن الرد على اعتدائه، ما يشكل حافزاً لديه لتنفيذ اعتدائه، بينما يكون عدوه في انتظار هذا الاعتداء ليبني عليه رداً يخدمه في مواجهته أساساً، وأيضاً في مواجهة غيره، وإن بصورة غير مباشرة. والفرق كبير بين الطرفين في حالة كهذه، إن لناحية المشروعية أو لناحية هامش الردّ وتناسبه، بين العمل الاعتدائي المبادر إليه، والرد على الاعتداء . في هذا الإطار، لا توجد حروب تلقائية. إن لم يكن لدى طرفي الحرب مصلحة في خوضها، فسيعملان جاهدين على لجمها في مهدها، ويمتنعان عن التسبب بفعل يحفز مقدماتها، لكن في حال وجود حسابات مغلوطة لدى أحد من طرفيها، فسيتلقى الرد على اعتدائه، وفي أعقابه، وسيكون في موقع من عليه الاختيار بين الرد على الرد، وبالتالي الاقتراب أكثر من مواجهة لا يريدها، أو ابتلاع الرد والبحث عن مخارج غير عسكرية، وإلا فسيخاطر مخاطرة غير محسوبة ومغلوطة، ستكون أثمانها وتداعياتها أكبر وأشمل وأكثر إيلاماً من تداعيات الاعتداء الأول مع ذلك، توصيف غانتس لبنان بأنه «برميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة »، توصيف صحيح. لكن صاعق التفجير هو، فقط، الحسابات المغلوطة والخاطئة
عاموس جلعاد لايمكن ان تتخلى ايران عن برنامجها النووي
بدوره قال عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والامنية بوزارة الدفاع : «إنه لا يوجد سبب يجعل إيران تتخلى عن برنامجها النووى»، مضيفا: «إن العقوبات لن تغير شيئاً فى مواقفهم، وفيأقرب وقت سوف ينجحون في تطوير السلاح، وبذلك سيبدأ سباق التسلح المخيف في الشرق الأوسط».
اما افيف كوخابي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فقد حدد بعض المخاطر الامنية التي تهدد الامن الاسرائيلي بحسب قوله على المدى القريب حيث وجدت هذه التهديدات صدى لها في الصحافة الاسرائيلية قوله : «إن هناك لأول مرة منذ عشرات السنين جبهات حدودية تواجه إسرائيل خطر وقوع عمليات إرهابية عبرها، يأتى فى مقدمتها سيناء ثم حدود لبنان وسورية وقطاع غزة وأشار كوخافي، في مستهل حديثه عن الملف النووى الإيراني خلال كلمة له أمام مؤتمر «هرتسليا حاليا في إسرائيل، إلا أن هناك حوالى 200 ألف صاروخ موجهة الآن إلى إسرائيل من مختلف الاتجاهات، مضيفا «أن إيران تواصل تطوير مشروعها النووي على الرغم من أن وتيرة التقدم أبطأ مما كانت طهران تريده وأكد كوخافي أن إيران ستواصل هذه العملية لأنها تعتقد بأن احتمالات تعرضها لهجوم من الدول الغربية غير كبيرة، مشيراً إلى أن تشديد العقوبات الدولية قد يحدث صدعاً فى القيادة الإيرانية، الأمر الذي ستعلو فيها الأصوات داخل النظام الإيراني.
واستبعد كوخابي اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وقال إن “الحديث عن انتفاضة ثالثة ليس موجوداً على الأرض، وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يواجه مصيدة، فقد أثبتت عملية “عمود السحاب” (العدوانية ضد قطاع غزة) أنه لا صلة له بما يحدث في غزة، وهو لا يقود مقاومة” . وأضاف أن السلطة الفلسطينية تواجه مصاعب اقتصادية، وأنه “لا يوجد لدى أبي مازن مسار وأفق للمفاوضات (مع “إسرائيل”)”، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني “ينتظر مواقف حكومة “إسرائيل” الجديدة والرئيس الأمريكي باراك أوباما” . (يو بي آيعادة النظر في المشروع النووي .
نتنياهو .. عام الحسم
وكان نتنياهوقد القى كلمة ختامية في المؤتمر اشار فيها الى العديدمن القضايا في مقدمتها اعتباره هذا العام عاما حاسماً بالنسبة لاسرائيل”، وأن البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الذكية يشكلان الخطر الأكبر عليها ونقلت وسائل إعلام “إسرائيلية”، عن نتنياهو، قوله في حفل وداع لوزير الحرب “الإسرائيلي”، ايهود باراك، عقد في جامعة بار إيلان، إن “العام الحالي سيكون حاسماً لأمن إسرائيل” . وأضاف أن “إسرائيل” ستضطر إلى مواجهة كميات كبيرة من الأسلحة القاتلة الموجودة في منطقتنا، وهي منطقة تخضع لتأثير أنظمة ومنظمات معادية وتزداد تطرفا وتابع أن “التهديد الأخطر (على “إسرائيل”) هو البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الذكية” . وقال “لا أستخف بخطورة التهديدات . . لكني لا أستخف أيضا بقدرتنا على مواجهتها.
0 comments: