جبهة المقاومة العربية .. الإلكترونية
نيسان 2013
لم يقتنع العرب يوماً بإمكانية هزيمة "اسرائيل" وإسقاطها، لم يكن يقتنع العرب يوما بأن "اسرائيل" ساقطة. بدءاً من معارك جيش الإنقاذ في عام ١٩٤٨ وحتى وقت قريب. تعاطى العرب مع موضوع فلسطين بضعف وقلّة يقين بحتمية النصر. ومع قضية المقاومة بيقين أضعف.
عندما بدأت المقاومة الفلسطينية قيل عن المقاومين إنهم مغامرون. وعندما بدأت عمليات المقاومة الوطنية في العام ١٩٨٢ قيل عن المقاومين أيضاً أنهم مغامرون. وفي الأثناء كانت المقاومة تتقدّم نحو النصر بخطى ثابتة وبتجدد دائم ويقين ثابت وإبداع منقطع النظير.
بعد تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠ صار الإنجاز ماثلاً للعيان وعلى صدر التاريخ. وفي عدوان تموز من العام ٢٠٠٦ كرّرت المقاومة انتصارها وكرر العرب ضعفهم. وقالوا عن المقاومة التي انتصرت بشهادة موثقة من العدو نفسه، أنها غامرت وهزمت.
واليوم يقلّل البعض من شأن "الضربة التكنولوجية" التي تعرّضت لها "اسرائيل"، واعتبرها أمراً عابراً أو حدثاً عادياً. هذا البعض لم يتعب نفسه في البحث عن حقيقة ما جرى، وسارع إلى اعتبار "التهليل" للحرب الإلكترونية ضد العدو نوعاً من المبالغة التي تشبه المغامرة في قاموس الخانعين. لم يتعبوا أنفسهم في معرفة أن "اسرائيل" من أقوى دول العالم على الصعيد التكنولوجي، وأنها تصدّر هذه "السلعة"، وأن هجوماً إلكترونياً كاسحاً ضد مواقع العدو القيادية والاستراتيجية ليس تفصيلاً صغيراً ولا مجرّد عواجل تتناقلها "بعض" وسائل الإعلام التي التقطت "الحدث" وأعطته حقه.
أن نهزم "اسرائيل" تكنولوجياً، يعني أننا نستطيع هزيمتها في كل شيء. أن نسقط تحصيناتها الإلكترونية في العالم الافتراضي، يعني أننا قادرون على هزيمتها على الأرض وفي الواقع وبشكل محسوس ملموس. كما هزمناها عام 2000، وكررنا الصفعة عام 2006.
لن يطول الوقت حتى يتلمس المشككون نتائج الهجوم الإلكتروني الكبير على مواقع العدو من الناحية الاقتصادية والمادية والاجتماعية والعلمية والسياسية. وكما شكّكوا في انتصارات المقاومة حتى عرفوا أثرها وشاهدوها، في وسعهم الآن فهم ما جرى، والتدقيق في الحقيقة من خلال "لغة العصر" الحديث، وأدواته ومفرداته وعلى رأسها "التكنولوجيا"، حتى يتيقنوا بأن "اسرائيل" تلقّت أول أمس صفعة من النوع الجديد، حيث كان "عباقرة" الهاكرز يعلنون انطلاق أول عملية لجبهة المقاومة العربية الإلكترونية.
سلاب نيوز
-------------------------
لكمة نوعية على وجه الكيان: كيف تمّ الهجوم؟
حمزة حرقوص/ باحث في هندسة الإتصالات
انشغل العالم العربي اليوم بأخبار الهجمات التي تعرّضت لها المواقع الإسرائيلية، وكثرت التساؤلات عن طبيعة هذا الهجوم والنتائج التي حققها. فإلى أي مدى تُعتبر هذه الهجمات مدمّرة وهل هي حرب إستخباراتية أم هجوم تعطيلي؟
الجهات وراء الهجوم:نبدأ بالجهة الأساسية التي قامت بالتحرّك، وهي مجموعة "أنونيموس" (Anonymous)، التي تحتوي أعضاء من مختلف أنحاء العالم يجتمعون على قضايا محددة ويستخدمون الهجوم الإلكتروني للفت النظر إليهم.
وتَرافق عمل أنونيموس مع أعداد من المناهضين للكيان الإسرائيلي وخصوصاً من العالم العربي، حيث توزّعت الجهود على تعطيل المواقع الإلكترونية للعدو.
طبيعة الهجوم وأهدافه:لا يخفى على المتابع أن هذا الهجوم قد أُعلن عنه مسبقاً بهدف توحيد أكبر الجهود في وقت واحد، للقيام بهجمات تسمّى بـ"هجمات حجب الخدمة" (Denial of Service Attacks). وهذا النوع من الهجمات لا يهدف عادة للحصول على الملفات السرية، وإنما إلى وقف قدرة المواقع على الإستمرار من خلال إغراقها بطلبات التصفّح، وبالتالي فالهدف ليس استخباراتياً بل هو تعطيلي.
وفي هذا النوع من الهجمات، كلما كانت البنية التحتية للموقع المؤلفة من "الخوادم" (servers) أضعف، كلما كانت أكثر عرضة للتوقف. وبطبيعة الحال، كلما كانت المواقع أكثر أهمية كانت قدرة الموقع وحمايته أقوى على الصمود.
النوع الآخر من الأهداف كان حسابات مواقع التواصل الإجتماعي للإسرائيليين (على تويتر وفايسبوك). وهي لا تخترق بمهاجمة هذه المواقع، بل بوسيلة "التصيّد" (Phishing)، التي تقوم على إرسال روابط تخدع المستخدمين ليضغطوا عليها ويدخلوا كلمات السرّ في المواقع المشابهة شكلاً لمواقع التواصل الإجتماعي.
نتائج الهجوم:ليس هناك إحصاء من جهة محايدة حول عدد المواقع التي استهدفت بنجاح. لكن المجموعات التي قامت بالهجوم أعلنت أنه حتى 6/4/2013، هناك 100 ألف موقع مستهدف، 40 ألف حساب مخترق على الفايسبوك و30 ألف حساب مصرفي مسرّب.
وهذه الأرقام، بغض النظر عن دّقتها، تؤشّر إلى الضرر الجسيم على مستوى المجتمع الإسرائيلي من ناحية الأفراد والشركات على حدّ سواء.
أما على الصعيد الرسمي، فأهمّية الهجوم أنه نجح في تعطيل الكثير من المواقع الرسمية الإسرائيلية لوقت معيّن، منها ما أعيد إلى العمل بغضون ساعات (كموقعي وزارة الصناعة والإستخدام ووزارة الدفاع)، ومنها ما زال معطّلاً حتى وقت كتابة هذا المقال (كموقعي الكنيسيت وهيئة الإنتخابات).
ترميم الخسائر:بالرغم من أهمّية هذا الهجوم، إلا أن القدرة الإسرائيلية على إصلاح هذه المواقع موجودة، خلافاً لما يمكن أن يحدث لو أنه تمّ استهداف منشآت حيوية كما فعلت إسرائيل عندما هاجمت المنشآت النووية الإيرانية بفيروس ستوكسنت (Stuxnet). فالمواقع الإلكترونية المهمة عادة ما يحتفظ أصحابها بنسخات إحتياطية. أما بالنسبة للحسابات المصرفية، فإن إسم المستخدم وكلمات السر لا تكفي عادة للولوج إلى حساب تحويل الأموال، إذ تتم الحماية بطلب وضع رموز تتغير كل مرة، وهذا ما يعرف ب (Multi-Factor Authentication). لكن الخطر يكمن في تسريب أرقام البطاقات المصرفية إن تأكّد حصوله.
في الخلاصة، فإن هذا الهجوم النوعي على المواقع الإسرائيلية يثبت إمكانية تحقيق خسائر متوالية على الصعيدين المعنوي والمادي للعدو، خصوصاً إذا ترافق مع هجمات إستخباراتية من نوع آخر، فهو كفيل بأن يُحدث معادلة صراع حقيقية من نمط جديد، يمتلك فيها أعداء الكيان قدرة بشرية وازنة لإشغال العدو بترميم ما يتهدّم إلى أمد ليس بقريب.
-----------------------------------
تل أبيب ... !! ?? OUT OF INTERNET
أسامة مروة / الكويت
فجأة ومن دون سابق إنذار، استفاق العالم صباح أمس على خبر مهاجمة مئات المواقع الإسرائيلية على الشبكة العنكبوتية وإيقافها عن العمل وسحب بياناتها، ما أدى إلى اتخاذ السلطات العبرية قراراً بفصل العاصمة تل أبيب عن الشبكة للمرة الأولى في تاريخها تجنباً لتسجيل المزيد من الخسائر والتي فاقت الملياري دولار حسب بعض الأرقام الصادرة من المتابعين.
ووسط تهديدات من الأنونيموس تُفيد بأن هذه ليست سوى البداية وأن الاختراقات التالية ستؤدي إلى توقف الملاحة الجوية في مطارات "اسرائيل"، تعرضت مواقع البورصة المالية، وشرطة تل أبيب، ووزارة البُنى التحتية الإسرائيلية، ومحطة مواصلات دان، وبنك أورشاليم، ويديعوت حيفا، وعشرات المواقع الأخرى للقرصنة، من قبل عدد كبير من الأنونيموس الذين أعلنوا أن عملهم هذا ليس سوى تسلية أمام ما ستعيشه "اسرائيل" في الفترة المقبلة، مؤكدين بأنهم سيجعلوها تعيش كابوساً لم تعش مثلهُ منذ تأسيسها وهي ترى بياناتها وأرقامها عُرضة للاختراق بينما تقف مكتوفة الأيدي غير قادرة على تحريك ساكن.
وبعد عمليات بدأت منذ منتصف الليلة الماضية، استفاق عشرات الآلاف من الإسرائيليين ليكتشفوا أن الانونيموس اخترقوا وسرقوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم البنكية، في ظاهرة تؤكد أن العالم من أقصاه إلى أقصاه يملك عقولاً قادرة على الوصول به إلى أعلى المستويات بشرط تأمين أدنى المقومات لديها وعدم تدخل الحكام في عملها.
وبعد جهود مضنية وتحضيرات طويلة الأمد بدأ الأنونيموس باختراق المواقع الاسرائيلية وتغيير أرقام الدخول إليها وكلمات السر، ليضع المسؤولين الاسرائيليين أمام حقيقة مجردة، وهي أن التفوق العسكري موجود لديها ولكن بالتكاتف والتضامن بين العباقرة الالكترونيين فإن هذا التفوق لن يحميها من الهجومات الالكترونية التي باتت تُعد أحد أحدث أنواع المقاومة لا بل أن الكثيرين اعتبروا أن هذا النوع من المقاومة يعد الأكثر فتكاً والأقدر على شل "اسرائيل" ووضعها أمام حقيقة أنها دولة فاشلة، واعتبروا أن هذا الأمر ليس سوى استمراراً للهزائم التي بدأت تعاني منها اسرائيل منذ العام 2000 واستمرت معها في حرب تموز لتصل إلى ذروتها مع هذه العمليات في عصر التكنولوجيا والتقدم التقني والتطور الكبير الذي جعل العالم كله قرية كونية واحدة.
عدم تأمين الحمايةوفي تحليل لهم اعتبر بعض خبراء تقنية المعلومات أن الأمر الأساسي الذي أدى إلى اختراق هذا الكم الكبير من المواقع دفعة واحدة يعود لعدم تأمين الحماية الأساسية لها، وبسبب اعتماد المسؤولين في الدولة العبرية على طريقة واحدة ونظام واحد في أغلب مواقعهم، الأمر الذي سهل المهمة أمام العباقرة الالكترونيين الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف وتمكنوا من اختراق هذه المواقع وتحقيق نصر جديد ولكن بطعم مختلف أظهر أن "اسرائيل" عاجزة وأن مسؤوليها أغبياء، خصوصاً وأن الأرقام تكشف أن آخر عملية تطوير لأنظمتهم المُتَبَعَة تكنولوجيا، تمت منذ أكثر من 5 سنوات في حين أن عالم الانترنت والبرمجة يشهد يومياً ولادة آلاف الطرق التي يمكن اعتمادها لتأمين الجزء الأساسي للحماية من أية عمليات قرصنة.
خنق الخادم وإغراقه بالمواد والبياناتوعن تسمية الهاكر، يقول المتخصص في عالم البرمجة محمد زرقط أن هذه الكلمة تطلق على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين يتمكنون من اختراق الأنظمة الالكترونية، مُنوهاً إلى أن ما تعرضت لهُ "اسرائيل" من عمليات قرصنة تم عبر خنق الخادم عبر إغراقه بالمواد والبيانات بشكل يزيد عن قدرة تحمله مما أدى إلى إيقافه عن العمل وفصله عن الشبكة، مُشيداً بقدرات الأشخاص الذين قاموا بهذه العمليات والتي أظهرت أن الاسرائيليين يعتمدون في مواقعهم على أقصى قدرة للتحميل تصل إلى 180 غيغابايت.
ومن جهته أوضح علي متيرك العامل في برامج الكمبيوتر في أفريقيا، أن القراصنة شلوا القدرات الدفاعية للأنظمة المتبعة في "اسرائيل"، لافتاً إلى أن كل نظام الكتروني في العالم يأتي مزوداً بنظام حماية تلقائي يتواجد مع الجهاز، إلا أن ما أدى إلى اكتشاف هذه الطريقة هو أن النظام المعتمد في اسرائيل واحد تقريباً في أغلب الأجهزة مما أوقع المواقع في قبضة الأبطال والمقاومين الإلكترونيين.
إذاً هي القرصنة أطلت برأسها عبر تكاتف مئات ويمكن آلاف الأنونيموس من عدد كبير من دول العالم من تونس والجزائر وإيطاليا والأرجنتين ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين وغانا وكوت ديفوار وفرنسا وغيرها، وساهمت في تحقيق نصر جديد على العدو الإسرائيلي لتعود الذاكرة إلى ما قيل في السابق أن زمن الهزائم قد ولّى وبدأ عصر الانتصارات، ويظهر صدق المقولة التي تعتبر أن اسرائيل إلى زوال ولو طال الزمان، فهنئياً لنا بالهاكرز، هنيئاً لنا بالأنونيموس، وتصبحون على انتصار وراء انتصار وهزيمة تجر أخرى على الكيان الصهيوني.
حرب الهاكرز العظمى بين 1990 و1994حرب الهاكرز العظمى كانت بين عامي 1990 - 1994 حيث ظهر في العام 1984 شخص اسمه (ليكس لوثر) وأنشأ مجموعة أسماها (LOD) وهي عبارة عن مجموعة من الهاكرز الهواة يقومون بالقرصنة على أجهزة الآخرين. وكانوا يعتبرون من أذكى الهاكرز في تلك الفترة. إلى أن ظهرت مجموعة اخرى اسمها (MOD) وكانت بقيادة شخص يدعى (فيبر). وكانت هذه المجموعة منافسة لمجموعة (LOD). ومع بداية العام 1990 بدأت المجموعتان بحرب كبيرة سميت بحرب الهاكرز العظمى وهذه الحرب كانت عبارة عن محاولات كل طرف اختراق أجهزة الطرف الآخر. واستمرت هذه الحرب ما يقارب الأربعة أعوام وانتهت بإلقاء القبض على (فيبر) ومع انتهاء هذه الحرب ظهر الكثير من المجموعات ومن الهاكرز الكبار.
أشهر أنونيموس في التاريخأشهر هاكر في التاريخ هو كيفن ميتنيك، تم اعتقاله من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي FBI في 15شباط 1995. تم تجريمه بالتلاعب الإلكتروني واختراق أنظمة الحاسوب لدى كل من فوجيتسو وموتورولا ونوكيا وصن مايكروسيستمز. قضى ميتنيك خمسة سنوات في السجن من ثم تم إطلاق سراحه في 21 يناير 2000. يرى المحققون الفيدراليون في أميركا أن كيفين الملقب بالكوندور - نسر أميركي - خطر لدرجة أنه قادر باتصال هاتفي واحد على وضع البلاد في حالة استنفار قصوى، استعداداً لحرب عالمية ثالثة، بفضل قدرته على اقتحام أخطر المواقع، عبر شبكات الكمبيوتر والهاتف!
عندما بدأت المقاومة الفلسطينية قيل عن المقاومين إنهم مغامرون. وعندما بدأت عمليات المقاومة الوطنية في العام ١٩٨٢ قيل عن المقاومين أيضاً أنهم مغامرون. وفي الأثناء كانت المقاومة تتقدّم نحو النصر بخطى ثابتة وبتجدد دائم ويقين ثابت وإبداع منقطع النظير.
بعد تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠ صار الإنجاز ماثلاً للعيان وعلى صدر التاريخ. وفي عدوان تموز من العام ٢٠٠٦ كرّرت المقاومة انتصارها وكرر العرب ضعفهم. وقالوا عن المقاومة التي انتصرت بشهادة موثقة من العدو نفسه، أنها غامرت وهزمت.
واليوم يقلّل البعض من شأن "الضربة التكنولوجية" التي تعرّضت لها "اسرائيل"، واعتبرها أمراً عابراً أو حدثاً عادياً. هذا البعض لم يتعب نفسه في البحث عن حقيقة ما جرى، وسارع إلى اعتبار "التهليل" للحرب الإلكترونية ضد العدو نوعاً من المبالغة التي تشبه المغامرة في قاموس الخانعين. لم يتعبوا أنفسهم في معرفة أن "اسرائيل" من أقوى دول العالم على الصعيد التكنولوجي، وأنها تصدّر هذه "السلعة"، وأن هجوماً إلكترونياً كاسحاً ضد مواقع العدو القيادية والاستراتيجية ليس تفصيلاً صغيراً ولا مجرّد عواجل تتناقلها "بعض" وسائل الإعلام التي التقطت "الحدث" وأعطته حقه.
أن نهزم "اسرائيل" تكنولوجياً، يعني أننا نستطيع هزيمتها في كل شيء. أن نسقط تحصيناتها الإلكترونية في العالم الافتراضي، يعني أننا قادرون على هزيمتها على الأرض وفي الواقع وبشكل محسوس ملموس. كما هزمناها عام 2000، وكررنا الصفعة عام 2006.
لن يطول الوقت حتى يتلمس المشككون نتائج الهجوم الإلكتروني الكبير على مواقع العدو من الناحية الاقتصادية والمادية والاجتماعية والعلمية والسياسية. وكما شكّكوا في انتصارات المقاومة حتى عرفوا أثرها وشاهدوها، في وسعهم الآن فهم ما جرى، والتدقيق في الحقيقة من خلال "لغة العصر" الحديث، وأدواته ومفرداته وعلى رأسها "التكنولوجيا"، حتى يتيقنوا بأن "اسرائيل" تلقّت أول أمس صفعة من النوع الجديد، حيث كان "عباقرة" الهاكرز يعلنون انطلاق أول عملية لجبهة المقاومة العربية الإلكترونية.
سلاب نيوز
-------------------------
لكمة نوعية على وجه الكيان: كيف تمّ الهجوم؟
حمزة حرقوص/ باحث في هندسة الإتصالات
انشغل العالم العربي اليوم بأخبار الهجمات التي تعرّضت لها المواقع الإسرائيلية، وكثرت التساؤلات عن طبيعة هذا الهجوم والنتائج التي حققها. فإلى أي مدى تُعتبر هذه الهجمات مدمّرة وهل هي حرب إستخباراتية أم هجوم تعطيلي؟
الجهات وراء الهجوم:نبدأ بالجهة الأساسية التي قامت بالتحرّك، وهي مجموعة "أنونيموس" (Anonymous)، التي تحتوي أعضاء من مختلف أنحاء العالم يجتمعون على قضايا محددة ويستخدمون الهجوم الإلكتروني للفت النظر إليهم.
وتَرافق عمل أنونيموس مع أعداد من المناهضين للكيان الإسرائيلي وخصوصاً من العالم العربي، حيث توزّعت الجهود على تعطيل المواقع الإلكترونية للعدو.
طبيعة الهجوم وأهدافه:لا يخفى على المتابع أن هذا الهجوم قد أُعلن عنه مسبقاً بهدف توحيد أكبر الجهود في وقت واحد، للقيام بهجمات تسمّى بـ"هجمات حجب الخدمة" (Denial of Service Attacks). وهذا النوع من الهجمات لا يهدف عادة للحصول على الملفات السرية، وإنما إلى وقف قدرة المواقع على الإستمرار من خلال إغراقها بطلبات التصفّح، وبالتالي فالهدف ليس استخباراتياً بل هو تعطيلي.
وفي هذا النوع من الهجمات، كلما كانت البنية التحتية للموقع المؤلفة من "الخوادم" (servers) أضعف، كلما كانت أكثر عرضة للتوقف. وبطبيعة الحال، كلما كانت المواقع أكثر أهمية كانت قدرة الموقع وحمايته أقوى على الصمود.
النوع الآخر من الأهداف كان حسابات مواقع التواصل الإجتماعي للإسرائيليين (على تويتر وفايسبوك). وهي لا تخترق بمهاجمة هذه المواقع، بل بوسيلة "التصيّد" (Phishing)، التي تقوم على إرسال روابط تخدع المستخدمين ليضغطوا عليها ويدخلوا كلمات السرّ في المواقع المشابهة شكلاً لمواقع التواصل الإجتماعي.
نتائج الهجوم:ليس هناك إحصاء من جهة محايدة حول عدد المواقع التي استهدفت بنجاح. لكن المجموعات التي قامت بالهجوم أعلنت أنه حتى 6/4/2013، هناك 100 ألف موقع مستهدف، 40 ألف حساب مخترق على الفايسبوك و30 ألف حساب مصرفي مسرّب.
وهذه الأرقام، بغض النظر عن دّقتها، تؤشّر إلى الضرر الجسيم على مستوى المجتمع الإسرائيلي من ناحية الأفراد والشركات على حدّ سواء.
أما على الصعيد الرسمي، فأهمّية الهجوم أنه نجح في تعطيل الكثير من المواقع الرسمية الإسرائيلية لوقت معيّن، منها ما أعيد إلى العمل بغضون ساعات (كموقعي وزارة الصناعة والإستخدام ووزارة الدفاع)، ومنها ما زال معطّلاً حتى وقت كتابة هذا المقال (كموقعي الكنيسيت وهيئة الإنتخابات).
ترميم الخسائر:بالرغم من أهمّية هذا الهجوم، إلا أن القدرة الإسرائيلية على إصلاح هذه المواقع موجودة، خلافاً لما يمكن أن يحدث لو أنه تمّ استهداف منشآت حيوية كما فعلت إسرائيل عندما هاجمت المنشآت النووية الإيرانية بفيروس ستوكسنت (Stuxnet). فالمواقع الإلكترونية المهمة عادة ما يحتفظ أصحابها بنسخات إحتياطية. أما بالنسبة للحسابات المصرفية، فإن إسم المستخدم وكلمات السر لا تكفي عادة للولوج إلى حساب تحويل الأموال، إذ تتم الحماية بطلب وضع رموز تتغير كل مرة، وهذا ما يعرف ب (Multi-Factor Authentication). لكن الخطر يكمن في تسريب أرقام البطاقات المصرفية إن تأكّد حصوله.
في الخلاصة، فإن هذا الهجوم النوعي على المواقع الإسرائيلية يثبت إمكانية تحقيق خسائر متوالية على الصعيدين المعنوي والمادي للعدو، خصوصاً إذا ترافق مع هجمات إستخباراتية من نوع آخر، فهو كفيل بأن يُحدث معادلة صراع حقيقية من نمط جديد، يمتلك فيها أعداء الكيان قدرة بشرية وازنة لإشغال العدو بترميم ما يتهدّم إلى أمد ليس بقريب.
-----------------------------------
تل أبيب ... !! ?? OUT OF INTERNET
أسامة مروة / الكويت
فجأة ومن دون سابق إنذار، استفاق العالم صباح أمس على خبر مهاجمة مئات المواقع الإسرائيلية على الشبكة العنكبوتية وإيقافها عن العمل وسحب بياناتها، ما أدى إلى اتخاذ السلطات العبرية قراراً بفصل العاصمة تل أبيب عن الشبكة للمرة الأولى في تاريخها تجنباً لتسجيل المزيد من الخسائر والتي فاقت الملياري دولار حسب بعض الأرقام الصادرة من المتابعين.
ووسط تهديدات من الأنونيموس تُفيد بأن هذه ليست سوى البداية وأن الاختراقات التالية ستؤدي إلى توقف الملاحة الجوية في مطارات "اسرائيل"، تعرضت مواقع البورصة المالية، وشرطة تل أبيب، ووزارة البُنى التحتية الإسرائيلية، ومحطة مواصلات دان، وبنك أورشاليم، ويديعوت حيفا، وعشرات المواقع الأخرى للقرصنة، من قبل عدد كبير من الأنونيموس الذين أعلنوا أن عملهم هذا ليس سوى تسلية أمام ما ستعيشه "اسرائيل" في الفترة المقبلة، مؤكدين بأنهم سيجعلوها تعيش كابوساً لم تعش مثلهُ منذ تأسيسها وهي ترى بياناتها وأرقامها عُرضة للاختراق بينما تقف مكتوفة الأيدي غير قادرة على تحريك ساكن.
وبعد عمليات بدأت منذ منتصف الليلة الماضية، استفاق عشرات الآلاف من الإسرائيليين ليكتشفوا أن الانونيموس اخترقوا وسرقوا حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم البنكية، في ظاهرة تؤكد أن العالم من أقصاه إلى أقصاه يملك عقولاً قادرة على الوصول به إلى أعلى المستويات بشرط تأمين أدنى المقومات لديها وعدم تدخل الحكام في عملها.
وبعد جهود مضنية وتحضيرات طويلة الأمد بدأ الأنونيموس باختراق المواقع الاسرائيلية وتغيير أرقام الدخول إليها وكلمات السر، ليضع المسؤولين الاسرائيليين أمام حقيقة مجردة، وهي أن التفوق العسكري موجود لديها ولكن بالتكاتف والتضامن بين العباقرة الالكترونيين فإن هذا التفوق لن يحميها من الهجومات الالكترونية التي باتت تُعد أحد أحدث أنواع المقاومة لا بل أن الكثيرين اعتبروا أن هذا النوع من المقاومة يعد الأكثر فتكاً والأقدر على شل "اسرائيل" ووضعها أمام حقيقة أنها دولة فاشلة، واعتبروا أن هذا الأمر ليس سوى استمراراً للهزائم التي بدأت تعاني منها اسرائيل منذ العام 2000 واستمرت معها في حرب تموز لتصل إلى ذروتها مع هذه العمليات في عصر التكنولوجيا والتقدم التقني والتطور الكبير الذي جعل العالم كله قرية كونية واحدة.
عدم تأمين الحمايةوفي تحليل لهم اعتبر بعض خبراء تقنية المعلومات أن الأمر الأساسي الذي أدى إلى اختراق هذا الكم الكبير من المواقع دفعة واحدة يعود لعدم تأمين الحماية الأساسية لها، وبسبب اعتماد المسؤولين في الدولة العبرية على طريقة واحدة ونظام واحد في أغلب مواقعهم، الأمر الذي سهل المهمة أمام العباقرة الالكترونيين الذين عرفوا من أين تؤكل الكتف وتمكنوا من اختراق هذه المواقع وتحقيق نصر جديد ولكن بطعم مختلف أظهر أن "اسرائيل" عاجزة وأن مسؤوليها أغبياء، خصوصاً وأن الأرقام تكشف أن آخر عملية تطوير لأنظمتهم المُتَبَعَة تكنولوجيا، تمت منذ أكثر من 5 سنوات في حين أن عالم الانترنت والبرمجة يشهد يومياً ولادة آلاف الطرق التي يمكن اعتمادها لتأمين الجزء الأساسي للحماية من أية عمليات قرصنة.
خنق الخادم وإغراقه بالمواد والبياناتوعن تسمية الهاكر، يقول المتخصص في عالم البرمجة محمد زرقط أن هذه الكلمة تطلق على مجموعة من المبرمجين الأذكياء الذين يتمكنون من اختراق الأنظمة الالكترونية، مُنوهاً إلى أن ما تعرضت لهُ "اسرائيل" من عمليات قرصنة تم عبر خنق الخادم عبر إغراقه بالمواد والبيانات بشكل يزيد عن قدرة تحمله مما أدى إلى إيقافه عن العمل وفصله عن الشبكة، مُشيداً بقدرات الأشخاص الذين قاموا بهذه العمليات والتي أظهرت أن الاسرائيليين يعتمدون في مواقعهم على أقصى قدرة للتحميل تصل إلى 180 غيغابايت.
ومن جهته أوضح علي متيرك العامل في برامج الكمبيوتر في أفريقيا، أن القراصنة شلوا القدرات الدفاعية للأنظمة المتبعة في "اسرائيل"، لافتاً إلى أن كل نظام الكتروني في العالم يأتي مزوداً بنظام حماية تلقائي يتواجد مع الجهاز، إلا أن ما أدى إلى اكتشاف هذه الطريقة هو أن النظام المعتمد في اسرائيل واحد تقريباً في أغلب الأجهزة مما أوقع المواقع في قبضة الأبطال والمقاومين الإلكترونيين.
إذاً هي القرصنة أطلت برأسها عبر تكاتف مئات ويمكن آلاف الأنونيموس من عدد كبير من دول العالم من تونس والجزائر وإيطاليا والأرجنتين ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين وغانا وكوت ديفوار وفرنسا وغيرها، وساهمت في تحقيق نصر جديد على العدو الإسرائيلي لتعود الذاكرة إلى ما قيل في السابق أن زمن الهزائم قد ولّى وبدأ عصر الانتصارات، ويظهر صدق المقولة التي تعتبر أن اسرائيل إلى زوال ولو طال الزمان، فهنئياً لنا بالهاكرز، هنيئاً لنا بالأنونيموس، وتصبحون على انتصار وراء انتصار وهزيمة تجر أخرى على الكيان الصهيوني.
حرب الهاكرز العظمى بين 1990 و1994حرب الهاكرز العظمى كانت بين عامي 1990 - 1994 حيث ظهر في العام 1984 شخص اسمه (ليكس لوثر) وأنشأ مجموعة أسماها (LOD) وهي عبارة عن مجموعة من الهاكرز الهواة يقومون بالقرصنة على أجهزة الآخرين. وكانوا يعتبرون من أذكى الهاكرز في تلك الفترة. إلى أن ظهرت مجموعة اخرى اسمها (MOD) وكانت بقيادة شخص يدعى (فيبر). وكانت هذه المجموعة منافسة لمجموعة (LOD). ومع بداية العام 1990 بدأت المجموعتان بحرب كبيرة سميت بحرب الهاكرز العظمى وهذه الحرب كانت عبارة عن محاولات كل طرف اختراق أجهزة الطرف الآخر. واستمرت هذه الحرب ما يقارب الأربعة أعوام وانتهت بإلقاء القبض على (فيبر) ومع انتهاء هذه الحرب ظهر الكثير من المجموعات ومن الهاكرز الكبار.
أشهر أنونيموس في التاريخأشهر هاكر في التاريخ هو كيفن ميتنيك، تم اعتقاله من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي FBI في 15شباط 1995. تم تجريمه بالتلاعب الإلكتروني واختراق أنظمة الحاسوب لدى كل من فوجيتسو وموتورولا ونوكيا وصن مايكروسيستمز. قضى ميتنيك خمسة سنوات في السجن من ثم تم إطلاق سراحه في 21 يناير 2000. يرى المحققون الفيدراليون في أميركا أن كيفين الملقب بالكوندور - نسر أميركي - خطر لدرجة أنه قادر باتصال هاتفي واحد على وضع البلاد في حالة استنفار قصوى، استعداداً لحرب عالمية ثالثة، بفضل قدرته على اقتحام أخطر المواقع، عبر شبكات الكمبيوتر والهاتف!
0 comments: