Thursday, June 20, 2013

سيناريو حرب بين سوريا وتركيا والاردن ولبنان
الديار | الخميس 20 حزيران 2013 -  
 

الحرب لم تعد تخيف سوريا بل تخيف جيرانها.
اصبح الجيش السوري شرسا للغاية بعد قتال استمر ثمانية اشهر من اعنف المعارك رغم ان الحرب لها سنتين كاملتين انما المعارك الضارية جرت منذ ثمانية اشهر وحتى الآن، ويشعر الجيش السوري أنه لم يعد جيشاً عادياً ولقد خاض كل انواع الحروب وقام بالتنسيق مع الطائرات الروسية في الجو وحلقت اسراب روسية من طراز ميغ 31 واسراب سورية من طراز ميغ 29 سوية في سماء سوريا فيما كانت حاملة الطائرات ستالينغراد 2 هي التي كانت تتماوج مع الماء.
اما الدبابات السورية فخاضت اعنف المعارك في تاريخها في المدن السورية وفي الوديان والجبال.
اما سلاح المشاة فهو سلاح بات الجميع يعملون له حسابا بعدما كان يتفكك وينشق عنه العناصر ووجدوا بالنهاية ان من الافضل لهم البقاء في الجيش السوري النظامي والقتال في صفوفه.
اذا اندلعت حرب بين تركيا وسوريا كان الرعب يدب في ركاب سوريا، اما اليوم فإن سوريا هي سوريا اخرى لا تستهاب الحرب مع تركيا ومستعدة لإطلاق صواريخ بعيدة المدى على اسطنبول وأنقرة والمدن التركية وتجعلها تشعر بأن الحرب القاسية حاصلة اضافة الى ان دخول الجيش التركي الى الاراضي السورية سيعتبر عملاً غير مقبول روسيا وليس له من سبب كي تقوم تركيا بهجوم على سوريا.
اذا حصلت هكذا حرب فيعني ان خريطة الشرق الاوسط كلها ستتغير لأن ايران ستدخل من العراق ومن الحدود الايرانية التركية باتجاه تركيا للحرب الى جانب سوريا ولن يكون الجيش السوري لوحده بل سيكون مدعوما من حوالى نصف مليون مقاوم عربي يريدون القتال في صفوف جيش سوريا الذي يعتبرونه الجيش العربي الذي هو قادر على الوقوف اليوم في وجه اسرائيل.
اما على مستوى الطائرات، فلم تعد سوريا تخشى ضربات جوية. فصواريخ اس اس 300 باتت جاهزة لكي تستلمها سوريا. واذا كان الناطق باسم الخارجية الروسية قال ان سوريا لم تستلم بعد صفقة ال اس 300 فإن ذلك لا يعني انها ستكون دون حماية ومتروكة. بل ان سلاح الجو الروسي سيدافع عن روسيا دفاعا بكل معنى الكلمة والجيش البري ايضاً اضافة الى جيش من 500000 سينضم من العراق ولبنان وفلسطين والاردن ودول عربية اخرى للقتال الى جانب الجيش السوري باعتباره جيشا عربيا نظاميا له عقيدة قومية يقاتل على اساسها.
اما بالنسبة للبنان، فسوريا لا ترغب بأي معركة مع لبنان إلا ان التكفيريين لا يقبلون بالسقوط ويريدون شن حرب يومية عبر الحدود على سوريا، وفي المقابل فإن حزب الله دخل المعركة وبات قادراً على منع الجماعات اللبنانية من العبور عبر النهر الشمالي الكبير الذي يفصل لبنان عن سوريا.
اما مع العراق، فستدخل قوى شيعية من أنصار الصدر ومن حزب الدعوة وغيرهم يقدر عددهم بـ300-400 ألف شيعي وسني ومواطنين عرب يريدون الدفاع عن سوريا. كما انهم سيقاتلون اي جيش اميركي او عربي خاصة القطري والسعودية اذا جاؤوا الى المنطقة.
اما من الناحية الفلسطينية، هنالك خلاف بين سوريا وحماس التي تفضّل مساندة السنة ضد النظام السوري وبالتالي فهذه المشكلة ستبقى محصورة يعالجها الجيش اللبناني في الاراضي اللبنانية.
الحرب في الشرق الأوسط باتت على لحظات او أمتار ولم تعد بعيدة، ولا شك ان الحرب ستقع قبل ان تصل صواريخ اس اس 300 الا اذا تلقت اسرائيل ضمانة روسية بأن صواريخ ال اس اس 300 لن يتم ارسالها الى جبهة الجولان بل ستكون مخصصة للدفاع عن المدن السورية والبنية التحتية السورية ومحطات الكهرباء والسدود ومراكز مصافي النفط والفيول.
يبقى ما هو سيناريو البلاد حرب بين سوريا والدول المجاورة؟ اكثر الدول ضعفا في هذا المجال هي الاردن، التي قد تكون تحت ضغط اميركي – بريطاني جاهزة للتدخل في سوريا وإذاك فإن جبهة حوران ودرعا ستجري فيها معارك عنيفة وسيتكبد الجيش الاردني خسائر كبرى لأن الجيش الاميركي وحلف الناتو لن ينزلوا بالبر الى الارض بل سيستعملون الطيران واستعمال الطائرات هو خط احمر روسي يجعل موسكو تسلم صواريخ اس اس 300 فورا الى سوريا على ان يقوم بتشكيلها خبراء من روسيا.
يبقى على الصعيد الداخلي، فإن الوحدة الوطنية ما زالت قائمة وما زالت موحدة رغم الطابع المذهبي بين السنة والعلويين. لكن الحوادث التي جرت في هذا المجال لا تقاس ابدا مع حرب مذهبية شيعية سنية. وبالتالي القومية العربية هي المسيطرة على سوريا وهي التي تدير احوالها الخارجية.
يبقى الى أي حد ايران مستعدة للدفاع عن سوريا؟ وهل اعتدال الرئيس روحاني سيؤدي الى حل للأزمة مع سوريا ام سيزيد المشاكل تعقيدا؟
القرار ليس عند الرئيس روحاني، بل لدى مرشد الثورة السيد علي الخامنئي وهو الذي يقرر ارسال حرس ثوري الى سوريا، وعد انه مستعد لذلك وهو سيدعو الشعب الايراني بالملايين للزحف من ايران الى سوريا عبر العراق.
ومعنى ذلك أن ايران ستتجاوز الخط الاحمر بغطاء روسي وتدخل وتردع تركيا عن سوريا وتردع كل دول الجوار عن سوريا وتصل طلائع القوات الايرانية الى سوريا ولا تستطيع اميركا ضرب الجيش الروسي لأن ذلك سيعني ان حربا روسية – اميركية قد بدأت فعلياً وهذا هو المجهول الذي لا يعرفه أحد.
الى اين ستوصل المعارك بين تركيا وايران وماذا سيفعل مرشد الثورة اذا شعر ان الجيش التركي قوي؟ والجواب هو، ان الايرانيين قد لا يقحمون قواتهم البرية في المعركة بل يخوضونها وهم على أبواب ايران اضافة الى دخول 400000 جندي ايراني الى تركيا وهنا سيكون الجيش التركي منصرفا للمعركة مع ايران وغير قادر للمعركة مع سوريا.
الامور مفتوحة كثيرا على احتمالات عديدة والسيناريو لا ينتهي، وأكثر ما يناسب اسرائيل هو حروب في الشرق الاوسط تجعل مصر وتركيا وايران وسوريا ودول المنطقة كلها ضعيفة لتكون اسرائيل الدولة الاقوى من كل النواحي.
الا ان حزب الله الذي يكتسب يوما بعد يوم خبرة المعارك الكبرى، سيكون الوحيد المؤهل والجاهز لقتال اسرائيل، هذا مع العلم ان جيش حزب الله بات في مرحلة الجيوش الضاربة ويستطيع القتال على جبهة 100 م وعلى جبهة 100 كلم. وهذا هو التغيير الذي حصل استراتيجيا في الشرق الاوسط.

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: