Thursday, June 13, 2013

بوتين يقض مضاجع إسرائيل


بقلم: اليكس فيشمان
حين هدد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في لجنة الخارجية والأمن بشار الأسد فإنه في واقع الأمر تحدث إلى الرئيس بوتين. تهديدات الأسد بإشعال هضبة الجولان بالفعل تقلق إسرائيل، ولكن ما يقض مضاجع القيادة الأمنية والسياسية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة هو أساساً السلوك الروسي. 
يتصرف الروس في سورية كالمهووس بإشعال النار، فهم يلقون إلى برميل المتفجرات هذا المزيد فالمزيد من أعواد الثقاب المشتعلة، ولا يروننا من متر واحد. وهم يحطمون عمداً "خطوطا حمراء" وضعتها إسرائيل أمام سورية، ويمسون بمصالح إسرائيلية واضحة، وحقاً لا تهمهم الآثار. 
في إسرائيل يحاولون أن يفهموا ما الذي يعده الروس، وكم سيسيرون بعيدا وأي أضرار سيلحقون بنا. وليس صدفة أن أجرى نتنياهو، مؤخراً، ما لا يقل عن محادثتين مع الرئيس بوتين. فقبل عدة أسابيع سافر لهذا الغرض على عجل إلى سوتشي، وفي نهاية الأسبوع تحدثا هاتفيا، ويمكن الافتراض بأن الطرفين تبادلا مزيدا من الرسائل السرية. 
عند الحديث عن أعواد الثقاب المشتعلة ليس المقصود بالضرورة صواريخ اس 300 التي يستمتع الروس بالحديث عنها علنا. فإلى الساحة يلقى بالمزيد من الزجاجات الحارقة التي لا تقل خطرا. ففي بداية السنة هوجمت في سورية إرسالية صواريخ مضادة للطائرات من طراز اس.ايه 17. ولا يوجد اي ظل من الشك: عندما وضع الروس هذه الصواريخ على المدرج التلقائي الخاص بهم في ميناء طرطوس عرفوا ان هذا العتاد مخصص للبنان، أي لـ "حزب الله". وكان هناك من ظن بأنه إذا ما ضربت هذه الصواريخ، فإن التلميح سيكون على ما يكفي من الوضوح، وسيتوقف الروس عن المس بمصالح دولة إسرائيل. هذا لم ينجح. فالروس يواصلون نقل العتاد العسكري الثقيل الى سورية بعلم واضح بأن هذا السلاح سيتسرب الى الخارج. وهم يوجهون شارة اصبع نكراء نحو إسرائيل: ماذا ستفعلون؟ ستقصفون مرة أخرى؟ 
الشكاوى والطلبات التي توجهها إسرائيل الى بوتين تقع على آذان صماء. فالدب الروسي يشتم رائحة ضعف. وخلف إسرائيل تقف الولايات المتحدة التي لا يؤمن الروس بجدية تهديداتها: لا في المسألة الإيرانية ولا في المسألة السورية. الثقة بالنفس التي حققها الروس وجدت تعبيرها أيضا في اقتراح بوتين إرسال 400 جندي بدلاً من مراقبي الأمم المتحدة النمساويين الذين سيغادرون هضبة الجولان. وعندما قيل له إن الأمر يتناقض والمواثيق الدولية أجاب القيصر الروسي الجديد ان هذه التسوية تعود الى عصر الحرب الباردة، ويجب تغييرها. وهو لم يكتفِ بالتصريحات: فمنذ بداية حزيران ستعمل في الشرق الأوسط قوة ذات مهمة دائمة من 20 سفينة حربية تابعة للأسطول الروسي، ترافقها الطائرات. 
لقد أصيب الأسد بعدوى الغرور الروسي، وهو أيضا يهدد منذ الآن بمعاقبة إسرائيل. إذاً، ما الذي تبقى لنتنياهو؟ أن يهدد مجددا. لعل أحدا ما سيفزع !
المصدر:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: