ميليشيات مسلحة للاخوان المسلمين ضد الجيش
بقلم:جدعون كوتس ـ القاهرة
تتحفز مصر بأسرها قبيل الجنازات الجماعية التي يخطط لها الاخوان المسلمون لعشرات من رجالهم ممن قتلو امام مبنى الحرس الجمهوري، حيث يحتجز الرئيس المعزول محمد مرسي، في صدامات مع الجيش.
أمس، في ساعة متأخرة من الليل، تجمع عشرات الالاف من رجال الحركة في تجمع شعبي غاضب في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة النصر، قرب المسجد الذي يجتمعون فيه كل يوم. في الطرف الاخر من النهر، في ميدان التحرير تظاهر القليل جدا في صالح الانقلاب.
ليس لدى أحد أوهام: الاحداث امام مبنى الحرس الجمهوري هي مرحلة جديدة في الصراع بين الجيش والاخوان، وجنازات 51 قتيلا ليوم أمس قد تكون بداية الانتفاضة، التي تحدث عنها قادة الاخوان المسلمين. ويأمل رجال المنظمة أن يمنحهم شهر رمضان، الذي يبدأ اليوم القوة للكفاح. وبالفعل، هذا هو تخوف قوات الامن. الجيش دفع بقوات غفيرة للمرابطة حول معاقل الاخوان القريبة من القصر الجمهوري والقواعد العسكرية أيضا. وتستعد القاهرة ليوم قد يبدأ مرحلة جديدة في الانقلاب.
مشاهد أمس امام مبنى الحرس الجمهوري بدت كمشاهد أصبحت شبه عادة في دولة عربية اخرى سورية. والان يظهر أن مصر هي الاخرى انجرفت الى حرب اهلية. وحسب المصادر الرسمية، ففضلا عن 51 قتيلا احصي ايضا 435 جريحا.
في الصور الباعثة على الصدمة التي ملأت اليو تيوب والشبكات الاجتماعية، ظهرت الجثث المغطاة ملقاة الواحدة الى جانب الاخرى، وآثار بقع الدم كانت تقود الى ساحة مسجد رابعة العدوية، حيث استلقى العديد من الجرحى ممن تلقوا العلاج في المكان.
وقد بدأت الصدامات بعد أن وصل عشرات الالاف من رجال الاخوان المسلمين الى المبنى كي يحرروا من داخله الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلن رجال الحركة في الشبكات الاجتماعية ان لديهم صورا وافلاما لاعتداءات قوات الامن عليهم. وتسمع في الافلام اصوات اطلاق نيران، وفي الصور يظهر المصورون حشوات العيارات النارية. وفي افلام اخرى يدعي الاخوان المسلمون ان الجنود استخدموا بنادق القنص.
رغم المشاهد الاليمة وردود الفعل القاسية التي جاءت في اعقابها، أوضح قادة الجيش انهم سيقتلون بذات الحزم وسيردون بسلاح ناري اذا حاول الاخوان المسلمون مرة اخرى اقتحام المبنى والاعتداء على الجنود. وبالمقابل، أعلنت جماعات المتظاهرين من الحركة بانهم سيشكلون ميليشيات مسلحة للرد على هجوم آخر من الجيش. واتهم محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين، قائد الجيش بقتل المواطنين وبقيادة مصر الى طريق سورية. ونشر رجال الحركة بيانا اشاروا فيه الى أنه حتى اليهود لم يفعلوا ما فعله الجيش المصري بالاخوان المسلمين. وبالتوازي شدد الجيش الضغط على الاخوان المسلمين، وبأمر من المحكمة اغلق المقر الرئيس لحزب الحرية والعدالة التابع للحركة. واشار الناطق بلسان الجيش المصري، احمد محمد علي، بان رجال الاخوان المسلمين حاولوا المس بالجيش المصري، واشار الى أنه في الهجوم على مقر الحرس الجمهوري قتل ضابط وأربعة جنود.
‘حاول الارهابيون اقتحام مبنى الامن القومي فجرا’، قال، ‘في ظل محاولة الهجوم على قوات الامن بالسلاح الناري، بالزجاجات الحارقة وبالحجارة’. وأعلن علي ان متظاهرين آخرين صعدوا الى المباني وهاجموا رجال الشرطة والجيش. واعتقل 200 منهم. ونفى الادعاء ان الجيش قتل اطفالا: ‘الصورة التي نشرها المتظاهرون وظهرت فيها جثث أطفال اخذت من سورية’. وقال الناطق بلسان وزارة الداخلية المصرية هاني عبد اللطيف في مؤتمر صحافي ان قوات الشرطة والجيش عملت حيال مخترقين بالقانون بكل التصميم والقوة، من دون صلة بهوية المتظاهرين وانتماءاتهم. واشار الى أن 440 الف ضابط وجندي يشاركون في الدفاع امام المتظاهرين.
في أعقاب احداث أمس أمر الرئيس المؤقت عدلي منصور بتشكيل لجنة تحقيق. وجاء في البيان ان ‘على الطرفين التصرف بضبط للنفس، وتفضيل المصلحة الوطنية على كل شيء’.
وأطلق المسؤول الكبير في جبهة الانقاذ الوطني المصرية عمرو موسى دعوة في وسائل الاعلام لحوار داخلي، وحذر من حرب اهلية قائلا، ان ‘على الرئيس المؤقت عدلي منصور ان يعقد جلسة طوارئ مع عموم القوى السياسية. في هذه اللحظات الحرجة لا يوجد احد يمكنه أن يتحدث باسم الجميع. توجد جهات تريد الحرب الاهلية، التصعيد والفوضى. مصر تحتاج الى الاستقرار’. ودعا موسى الى اجراء تحقيق دولي في الاحداث امام مبنى الحرس الجمهوري ونشر نتائج التحقيق علنا. وشدد على الحاجة الى تشكيل حكومة انتقالية بالسرعة الممكنة.
المصدر:
معاريف
0 comments: