Wednesday, July 10, 2013

الجيش المصري وقع في الفخ

الجيش المصري وقع في الفخ


بقلم: عاموس هرئيل
مع أن الخطوة التي اتخذها الاخوان المسلمون في القاهرة صباح أمس كانت متوقعة مسبقا، الا أن الجيش وقع على ما يبدو مباشرة في الفخ الذي اعدوه له. فالجنود الذين ذبحوا المتظاهرين خارج المنشأة العسكرية التي يحتجز فيها الرئيس المعزول بالقوة، محمد مرسي، يضعون في خطر نجاح الرهان الهائل الذي أخذه الجنرالات على عاتقهم الاسبوع الماضي.
لقد بدأ الطرفان منذ الان بطرح روايتيهما المتضاربتين لما حدث: فالجيش يدعي ان المتظاهرين هم الذين اطلقوا النار أولا، كاستفزاز، عند الهجوم على النطاق. اما الاخوان المسلمون فيدعون ان رجالهم ذبحوا اثناء الصلاة، نسخة واسعة عن حدث بحجم اصغر كان وقع في نهاية الاسبوع في العريش. على أي حال يلوح أن الكثير من القتلى لم يكونوا مسلحين وانهم على خلفية الوضع المتوتر على اي حال في مصر ذعر الجنود الذين كانوا يحرسون المنشأة وفتحوا النار مع اقتراب الجموع.
مهما يكن من أمر، فان استراتيجية الاخوان واضحة. نشر صور جثث مسلمين ذبحوا يضع الجنرالات امام مشكلة مزدوجة، من الداخل ومن الخارج. داخل مصر، تآكلت شرعية الانقلاب الذي بادر اليه الجنود ظاهرا لانقاذ الامة. في الساحة الخارجية، فانه حتى الدول التي تحفظت من حكم الاخوان، كالاردن، السعودية واتحاد الامارات (قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي دعمت بقلب كامل النظام الذي اسقط في مصر)، ستجد صعوبة في التسليم بمشاهد فظيعة كهذه.
اما الولايات المتحدة التي بصمتها منحت اسنادا مبطنا للخطوة العسكرية، فلا تشعر على اي حال بالراحة لسقوط حكم انتخب بشكل ديمقراطي. وصور القتل تجعل صعبا اكثر عليها تأييد ادارة اوباما لخطوات الجيش المصري. وليس عبثا ان تبث شبكة ‘الجزيرة’ القطرية، الحليفة الكبرى للاخوان المسلمين، الشهادات عن المذبحة المرة تلو الاخرى.
قتل المصلين ـ هكذا بات يؤطر منذ الان في بعض من التقارير الاعلامية وليس كصدام مع من هجموا على النطاق ـ يخلق نوعا من التوازن بين المعسكرين الصقريين، ويفرض المصاعب على الخطوات التالية للجنرالات. فالسيطرة السريعة للجيش المصري الاسبوع الماضي لم تفاجئ فقط محافل الاستخبارات ووسائل الاعلام في الدول المجاورة، بل وايضا قيادة الاخوان المسلمين، التي يبدو أنها لم تتوقع الانقلاب ولم تتخذ خطوات وقائية على أمل ما في محاولة لاحباطه.
ومع أن قيادة الجيش فاجأت خصومها، ولكن فقط لاحقا سيتبين اذا كانت خططت جيدا ايضا الخطوات التالية (بالتنسيق مع المعسكر المعارض للاخوان) واذا كان بوسعها ان تصد الهجوم المضاد من الاخوان المسلمين ومحاولة اخراج مصر من الازمة. هذا هدف صعب جدا على المنال، متعلق بقدر كبير بحجم المساعدات الاقتصادية التي ينجح الحكم الجديد في تجنيدها من الخارج. في هذه اللحظة يبدو أنه يوجد احتمال عال في أن يستمر العنف، بشكل كفيل بان يكون أخطر حتى مما شهدته مصر حين اسقط حكم مبارك.
اسرائيل، كما سبق أن قيل، قلقة الان أساسا من أن ينتقل العنف الذي يعربد في سيناء، حيث تجد قوات الامن صعوبة في مواجهة الخلايا الاسلامية من أوساط البدو، ليصبح عمليات داخل اراضيها ايضا. وفي اطار ذلك، بدأ منذ الان كما هو متبع النقاش في مسألة هل توقعت الاستخبارات في اي مرة من المرات التطورات المفاجئة.
المصدر:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: