Tuesday, July 16, 2013

البقاء خارج جحر الافاعي


بقلم: زلمان شوفال
يشبه الشرق الاوسط حولنا جحر أفاع، تبذل اسرائيل أقصى ما تستطيع كي لا تُدفع الى داخله. ففي سيناء تجري حرب دامية بين الجيش المصري والاصوليين، الذين تدعمهم حماس وهي حرب كان يمكنها ان تنتقل بسهولة الى ارضنا لولا انشاء الجدار (بحث من رئيس الوزراء ورغم معارضة رئيس هيئة الاركان. ونقول بالمناسبة إن هذا الجدار قلل ايضا التسلل من افريقيا بصورة حادة). والوضع في الشمال أشد خطرا. فبقعة دم الحرب الاهلية السورية تتسع الى داخل لبنان، وليس الحديث فقط عن صراع بين قوات الحكومة والمتمردين، بل عن مواجهات عسكرية عنيفة بين المتمردين أنفسهم.
لكن سيكون من الخطأ ان ننظر الى الجحيم حولنا على أنها تتابع انفجارات عنيفة محلية فقط، لأنه سيكون لما يجري تأثيرات بعيدة المدى من جهة الصراع الداخلي بين السنيين والشيعة، ومن جهة المكانة النسبية للجهات الدولية التي تحرك القِدر (ايران وتركيا وروسيا ودول الخليج) والولايات المتحدة ايضا، ودورها الذي تؤديه في المرحلة الحالية غير واضح حتى لها.
ولا يغيب مكان اسرائيل بالطبع عن الميدان ومصلحتنا المباشرة والخالصة في ألا تسبب الاحداث في حيينا الأهوج والخطير تهديدا مباشرا أو في المستقبل لأمننا.
ونقول إن المعاني الجغرافية السياسية في الأمد البعيد أوسع كثيرا ويشمل ذلك النقاش الحالي في ميزانية الامن وتخطيط الجيش الاسرائيلي.
لا يشارك في الحرب في سورية الصقور أنفسهم فقط، بل جاذبات الخيوط وهي ايران وحزب الله، وروسيا والدول العربية السنية (التي ليست هي على مذهب واحد)، فتركيا وامريكا كما قلنا آنفا، بمثابة نصف غائبة. والخيارات في الملخص غير مُبهجة، فاما ان يسيطر على الحدود الشمالية بشكل مباشر أو غير مباشر ايران أو جهات اخرى هي في الجزء الأكبر منها جهادية، وإما ان توجد هناك فوضى دائمة قد يصيبنا شرارها ايضا.
هذه هي السيناريوهات غير المبهجة، لكن ربما لا تكون الاخبار كلها سيئة، لأنه اذا ثبتت الثورة في مصر فان ذلك قد يؤخر سيطرة الاسلام السياسي على سائر أجزاء العالم العربي ايضا، بل قد يضع حدا لهذا التوجه الذي كان الى الآن النتيجة الرئيسة للربيع العربي. وقد يكون بدأ العد التنازلي مع سقوط حركة الاخوان المسلمين في مصر (وسنعلم هذا في الاسابيع القريبة) لضعف حماس التي هي الفرع الفلسطيني عنها.
والوضع أشد تعقيدا بالنسبة لحزب الله، ورغم ان مشاركته الفاعلة في الحرب الاهلية السورية أضرت بصورته وأضرت به ضررا عمليا، فانه اذا غلب الرئيس الاسد في نهاية الامر، فستحظى هذه المنظمة ايضا بنصيب مهم من القيمة السياسية. واذا هُزم الاسد في مقابل ذلك، فسيترك ذلك آثاره على حزب الله بالاضرار بمكانته. وسيكون لهذين السيناريوهين تأثير في استعداد اسرائيل الأمني.
إن الجدل في الميزانية الامنية اذا ليس هو في المال فقط، بل هو في الأساس في الطرق والخطط التي يجب على اسرائيل ان تتبناها لمواجهة الواقع الجغرافي السياسي الجديد، وهو انتقاص ما من التهديد العسكري التقليدي المباشر، لكن مع ازدياد خطر ان تعمل منظمات ارهابية مثل القاعدة (أو حتى حزب الله وحماس رغم أنهما في تراجع الآن) على اسرائيل بطرق قد تفضي بالمنطقة كلها الى حريق. ويقوم من فوق كل ذلك بالطبع التهديد الذري الايراني الذي يقصر زمن صده من يوم الى يوم..
حرره:
 المصدر:
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: