اعتراف كيري بان الاسد يزداد قوة فأل سيىء للمعارضة السورية.. والوقائع على الارض تؤكد اعترافه والاسباب معروفة
صورة للرئيس بشار الاسد يتوجه الى مكتبه وهو في قمة اناقته، ومطمئنا على امنه، وغير متخف في تحركاته، فهذا ليس فال طيب للمعارضة السورية، ولقطاع من الشعب السوري يتمنى زوال حكمه
اعترف جون كيري وزير الخارجية الامريكي في حديث مع محطة “سي ان ان” ان الاتفاق على تدمير السلاح الكيماوي السوري ادى الى تقوية الرئيس بشار الاسد وتحقيقه تقدما على الارض، ولكنه اكد ان نظامه عاجز عن الفوز.
هذا الاعتراف المفاجيء جاء بعد تحذير جيمس كلابر مدير جهاز الامن الامريكي من ان وضع الرئيس السوري بات افضل، وانه ما زال يتربع على قمة ترسانة ضخمة من الاسلحة الكيماوية، وهذا ما يفسر الحملة المفاجئة التي بدأتها واشنطن قبل اسبوع وتتهم النظام السوري بعدم تنفيذ التزاماته بتسليم هذه الاسلحة تمهيدا لتدميرها.
نظام الاسد يتعزز لعدة اسباب ابرزها الدعم الايراني، مشاركة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وميليشيات شيعية عراقية في القتال الى جانبه في مواجهة كتائب المعارضة السورية المسلحة.
ولعل العامل الابرز لقوة النظام السوري حالة الاقتتال الشرسة الدائرة حاليا بين فصائل اسلامية كانت موحدة خلف هدف اسقاط النظام، وتصاعد الخلافات الفقهية والسياسية بينها، والصراع على مناطق النفوذ.
وجاء مؤتمر “جنيف2″، ومشاركة النظام فيه بكتيبة اعلامية ضخمة ليكسر الحصار الاعلامي والسياسي عن النظام السوري، ويعزز شرعيته من خلال جلوسه وسط اربعين وفدا بزعامة وزراء خارجية 40 دولة ومنظمة، وحضور با كي مون امين عام الامم المتحدة.
النظام السوري غير متعجل في امره، بينما وفد المعارضة بزعامة السيد احمد الجربا عكس ذلك تماما فهو يريد قلب بنود مؤتمر جنيف الاول رأسا على عقب، والبدء بمسالة تشكيل “هيئة حكم انتقالي” بصلاحيات كاملة، بينما يرى السيد وليد المعلم رئيس وفد النظام مناقشة النقاط المدرجة في بيان جنيف حول ورودها فيه والبدء بالقضايا الانسانية.
اخطر ما جاء في مقابلة كيري في نظرنا تأكيده على ضرورة تشريع العمل الدبلوماسي في جنيف ولكنه اعترف “ان مفاوضات واشنطن مع فيتنام استغرقت سنة كاملة” في حين “استمر العمل على الاتفاقية بين البلدين عدة سنوات اخرى”.
هذه الفقرة ستصيب وفد المعارضة المفاوض بالاحباط وخيبة الامل، لان هذا يعني ان الحل السياسي الذي بات الحل الوحيد المعروض على الطاولة وموضع اتفاق الجميع تقريبا، سيطول وان استلام المعارضة لزمام الحكم مثلما تتمنى سيطول ايضا.
النظام السوري يملك خبرة طويلة وعميقة في المماطلة وكسب الوقت وتوفير الحجج والذرائع اللازمة في هذا الصدد، فقد كان مفاجئا اكتشاف حقيقة هامة، وهو انه لم يسلم الا خمسة في المئة من اسلحته الكيماوية حتى الآن، اي بعد اكثر من ستة اشهر من الاتفاق!
الوفد السوري الى مفاوضات جنيف بدأ برئاسة السيد وليد المعلم، وقد ينتهي برئاسة موظف مغمور في وزارة الخارجية، او المخابرات كلما طال امد المفاوضات، فالنظام ذاهب الى جنيف ليس من اجل التوصل الى اتفاق يحد من صلاحياته، وانما من اجل كسب الوقت والمزيد منه وعدم تحمل مسؤولية افشال مؤتمر جنيف.
ان توزع وكالة سانا الرسمية صورة للرئيس بشار الاسد يتوجه الى مكتبه وهو في قمة اناقته، ومطمئنا على امنه، وغير متخف في تحركاته، فهذا ليس فال طيب للمعارضة السورية، ولقطاع من الشعب السوري يتمنى زوال حكمه.
المصدر: رأي اليوم
0 comments: