من الصحافة الإسرائيلية
مقتطفات من تحليلات المعلقين السياسيين والعسكريين
أريئيلا رينغل- هوفمان- محللة سياسية
"يديعوت أحرونوت"، 16/4/2014
[لا بديل من السلام لوضع حدّ
للعنف في المناطق الفلسطينية]
· ترتكب الحكومة الإسرائيلية خطأ فادحاً إذا ما اعتقدت أن الحل لمشكلة العنف في المناطق الفلسطينية [المحتلة] كامن في تنفيذ مزيد من حملات الملاحقة والاعتقال ضد السكان الفلسطينيين، كما تفعل منذ أول من أمس (الاثنين) عقاباً لهم على العملية المسلحة التي وقعت بالقرب من الخليل وأدت إلى مقتل ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية.
· إن الحرب الحقيقية التي يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تخوضها هي الحرب من أجل تحقيق السلام. وبناء على ذلك، فإن هذه العملية يجب ألا تكبّل يديها وتمنعها من المضيّ بجولة المفاوضات الحالية مع الفلسطينيين قدماً نحو توقيع اتفاق سلام نهائي.
· أعتقد أنه ما من بديل ماثل أمام إسرائيل أفضل من بديل السلام. وإذا ما تظاهرنا بالتخلي عن هذا البديل، فإن الصوت الأقوى في المناطق [المحتلة] سيكون من نصيب حركة "حماس" التي أعلن رئيس حكومتها في القطاع إسماعيل هنية فور وقوع العملية المسلحة أنه لا بديل من المقاومة لمواجهة إسرائيل.
· على الحكومة الإسرائيلية أن تعلن الآن على رؤوس الأشهاد أن أي عملية مسلحة لن تمس عزمها على تحقيق السلام، ولن تلحق أي ضرر بالجهود التي تبذلها من أجل التوصل إلى تسوية النزاع مع الفلسطينيين.
عاموس هرئيل - محلل سياسي
"هآرتس"، 16/4/2014
[إطلاق النار على طريق الخليل
عملية مخطط لها سلفاً وتوقيتها مدروس جيداً]
· مقتل ضابط كبير في الشرطة في إطلاق نار من كمين عشية عيد الفصح على طريق الخليل، عملية مخطط لها جيداً بصورة مسبقة. وفي الواقع، كانت حوادث إطلاق النار على السيارات المدنية الإسرائيلية على طرقات الضفة الغربية من السمات البارزة التي طبعت الانتفاضة الثانية. وحتى اليوم وعلى الرغم من الهدوء الذي يسود المناطق، فإنه ليس من الصعب تنفيذ مثل هذه الهجمات على الرغم من أن الدوريات التي ينشرها الجيش الإسرائيلي على الطرقات خلال ساعات الازدحام، تحسن إلى حد ما الشعور بالأمان لدى العابرين عليها. لكن لا توجد طريقة لضمان أمن الطرقات كلياً في وجه مخرب حزم أمره على القيام بعملية.
· لقد كان حجم القوات التي نشرها الجيش الإسرائيلي في الضفة في هذه الأيام محدوداً منذ البداية. وأي مخرب أو خلية إرهابية تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية بصورة مسبقة، يستطيعون تحديد نقطة الضعف واختيار المكان الذي يمكن انطلاقاً منه إطلاق النار والفرار قبل وصول أول دورية إلى المكان. وتدل الطلقات الفارغة التي عُثر عليها على أن السلاح المستخدم هو بندقية كلاشينكوف، وهو السلاح الذي تستخدمه أجهزة الأمن الفلسطينية. لكن يوجد أعداد كبيرة من هذا السلاح في الضفة الغربية بيد جهات أخرى، والهجوم الذي وقع قد يكون من عمل مخرب وحيد تحرك بمبادرة فردية، أو خلية أكثر تنظيماً وتنتمي إلى منظمة إرهاب نشطة.
· لكن من الواضح أنه على عكس الهجمات السابقة التي وصفت بالعشوائية أي موجة الهجمات التي قُتل من جرائها أربعة إسرائيليين في الضفة في نهاية 2013، فإن الهجوم الذي وقع أول من أمس بالقرب من حاجز ترقوميه كان مدروساً ومخطط له، وحتى التوقيت لم يكن مصادفة، إذ من المحتمل أنه جرى التخطيط للهجوم عشية عيد الفصح تحديداً من أجل إحداث ضجة إعلامية كبيرة.
· حتى الآن لم يُعلن أي تنظيم مسؤوليته عن الهجوم على الرغم من ثناء "حماس" والجهاد الإسلامي على الهجوم الذي يتلاءم مع سياسة "حماس" التي تدعم الإرهاب على نار خفيفة في الضفة الواقعة تحت سيطرة السلطة، بينما هي تحترم بصورة عامة وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة.
· إن القاسم المشترك بين الهجوم الأخير وموجة الهجمات السابقة هو عدم وجود تحذير استخباراتي محدد. وبصورة عامة، فإن عدد التحذيرات الاستخباراتية تضاءل بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة بسبب التغطية الكثيفة للشاباك ولشعبة الاستخبارات العسكرية لما يجري على الأرض، الأمر الذي يعزز الاعتقاد بأن أغلبية الهجمات هي ثمرة مبادرات فردية لا تشكل جزءاً من نشاط منظمة ذات هرمية تنظيمية من الأسهل تحديدها ومراقبتها.
· في هذه الأثناء تتواصل المساعي لإنقاذ المفاوضات السياسية بين إسرائيل والسلطة من النفق المسدود الذي وصلت إليه. ومما لا شك فيه أن وقوع هذا الهجوم المجرم في وقت تسود فيه الخلافات في الائتلاف الحكومي حيال إطلاق عدد كبير من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، سوف يقلص هامش المناورة السياسية الذي يملكه نتنياهو. وفي هذه الأثناء يواصل رئيس السلطة محمود عباس عمليات جس النبض للمصالحة مع حركة "حماس"، جنباً إلى جنب مع العملية السياسية. ومن المنتظر أن يصل وفد من كبار المسؤولين في "فتح" إلى غزة خلال الأيام المقبلة للبحث في اتفاق حول هذا الشأن.
دان مرغليت - محلل سياسي
"يسرائيل هَيوم" 16/4/2014
[الوضع يدعو إلى القلق لكنه ليس ميؤوساً منه]
· خلال مقابلة أجراها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، سألت الصحافية أتيلا شومفلبي تسيبي ليفني ماذا ستفعل إذا انهارت جهودها من أجل الدفع قدماً باتفاق مع الفلسطينيين، وجاء الرد الصحيح على لسان ليفني أنه خلال المعركة لا يسأل الجندي نفسه ماذا سيفعل إذا انهزم، بل هو يواصل القتال.
· صحيفة "النيويورك تايمز" التي استشهدت بالأمس بالانتقادات التي وجهتها ليفني إلى نفتالي بينت واتهمته فيها بتقويض الاتفاق السياسي، تجاهلت عبارتها السابقة ودعت في افتتاحيتها باراك أوباما إلى التخلي عن المفاوضات، وأن يعتبر المعركة الدبلوماسية محكوماً عليها بالفشل مسبقاً. ولكن ما الفائدة التي قد يحصل عليها كل من إسرائيل والفلسطينيين وأميركا والشرق الأوسط إذا تخلى كيري عن مواصلة مساعيه لأن العبء من أن يُحتمل؟ لا شي. لكن قد يحدث ما هو أسوأ من ذلك، فخلال وقت قصير قد تشهد الساحة تدهوراً وسنشهد مزيداً من الهجمات من نوع الهجوم الذي استهدف العائلة التي كانت في طريقها لقضاء ليلة العيد في كريات أربع.
· مما لا شك فيه أن الجيش والشاباك لن يرتاحا ولن يهدآ قبل إلقاء القبض على القاتل. لكن مر أكثر من 24 ساعة على الجريمة ولم نسمع بعد كلمة استنكار من المقاطعة في رام الله.
· منذ بعض الوقت بدأت أجهزة الأمن الفلسطينية تفقد سيطرتها على المناطق باختيارها أو بدافع من اللامبالاة. لكن حتى الآن يبقى أبو مازن ملزماً بالامتناع عن دعم الإرهاب، وثمة فرصة لعزل هذه الحوادث الخطيرة. لكن الجميع يعرف أن هذه الفرصة ستتضاءل في ظل غياب ولو ظاهري للمفاوضات.
· وبدلاً من إجراء نقاشات جدية، يجتمع أبو مازن اليوم مع عضو الكنيست يحئيل بار من حزب العمل ومرافقيه وقد دعا معهم عدداً من الصحافيين. ويريد أبو مازن إيصال كلامه إلى الجمهور الإسرائيلي. لا مشكلة في ذلك، ولكن عليه إجراء النقاش مع ممثلي الحكومة في إسرائيل وليس مع عضو كنيست من المعارضة وصحافيين.
· مع ذلك، فالمرجح أن خوف الفلسطينيين لا يقل عن مخاوف إسرائيل من أن يستجيب أوباما لنصائح صحيفة "النيويورك تايمز" بالتخلي عن المفاوضات. لقد تسلق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني شجرة عالية، وهما لا يعرفان الآن كيف النزول عنها من أجل مواصلة المفاوضات.
· لقد بقي أسبوعان على الموعد المقرر لانتهاء المفاوضات. ويمكننا افتراض أن نفتالي بينت وأوري أريئيل سيحاولان التضييق على المفاوضات وإيصالها إلى حائط مسدود، كما يوجد العديد من أمثالهما في الجانب الفلسطيني. لكن على الرغم من ذلك، يتعين علينا أن نصغي جيداً إلى عضو الكنيست فانيا كيرشينباوم من حزب إسرائيل بيتنا كي ندرك أن كل شيء لم يضع بعد. ففي الوقت الذي يفضل زعيمها أفيغدور ليبرمان المضي نحو انتخابات جديدة من أجل تشكيل ائتلاف جديد، نراها تلمّح إلى أنه من الممكن الاستمرار في التركيبة الحالية للائتلاف إذا تم التوصل إلى اتفاق على تمديد المفاوضات.
· يوجد سبب للقلق، لكن لا يوجد حتى الآن سبب لليأس. وتبقى وجهة نظر المحارب المقاتل التي عبرت عنها وزيرة العدل تسيبي ليفني هي الأفضل حتى في اليوم الذي وقع فيه هجوم.
0 comments: