Friday, November 18, 2016

"العالم بتوقيت ترامب .. أم بتوقيت غرينتش...!!!

 "العالم بتوقيت ترامب .. أم بتوقيت غرينتش...!!!


Image result for ‫"العالم بتوقيت ترامب .. أم بتوقيت غرينتش...!!!‬‎



"بلا خبرة سياسية تخطى إعلام و أفخاخ هيلاري .. شتم كل خصومه والصحفيين والرجال والنساء, ألقي وعوده يمينا ً ويسارا ً, قال سأحمي العالم فأنا “أكثر معرفة ً من الجنرالات”!, وسأبني حائطاً مكسيكيا ً وقد أفكك الأطلسي وأطيح بالنووي وسأحمي من يدفع..ماذا حصدنا بإقصاء القذافي وصدام حسين , و رحيل الأسد جنون , لا للحلفاء لا للأعداء !.. نرجسي صادق مخيف أخرق القول و ربما الفعل ، إباحي فضائحي حالم وقال: ” لن أيأس ولربما أنام الليلة وأصحو في الغد لأجد نفسي أحكم الكوكب”.. قلب التوقعات وكسب الخصومات والعداوات , قرع جرسا ً دوليا ً , حرر أمريكا من أمريكا , وسيطلق يدها من جديد , تعهد بإعادة بناء الأمة وتحقيق الحلم الأميركي, غازل بوتين وهاتفه بعد التهنئة , لا يؤمن بالحلول والإصطدام المباشر مع روسيا و يقول سيكون من الرائع إذا توافقنا واستطعنا محاربة داعش معاً ً.. أدخل العالم في دوامة حسابات قبل أن يدخل البيت الأبيض, يبدو أن أمريكا تحتاج لجنون ٍ خاص يعيد إليها عقلها وقد يكون ترامب منقذ أمريكا الجديد ).

"دونما شك علينا التمييز بين ترامب ما قبل الإنتخابات و أثنائها و ما بعد فوزه , و علينا إقتناص ما يمكن الإستدلال عليه بواقعية و دراية كافية و هدوء , بعيدا ً عن الإستعجال في طرق أبواب القادم من الأيام , فالرئيس الجديد – على ما يبدو لا نمطي , ولا يمكن التكهن بما سيفعله في إطار المساحة والهامش الذي يملكه كرئيس ٍ للولايات المتحدة الأمريكية , ونعتقد أنه من الصعب تصديق أن إدارة أوباما لا تزال تحكم منذ لحظة إنتخاب ترامب , وأنه جاء صدفة ً أو في غفلة.
إذ بات من المعروف أن الرئيس الأمريكي لا يعدو أكثر من منفذ ٍ للسياسات الأمريكية العليا.. خاصة ً بعد أحداث أيلول الشهيرة , إذ يستلم ورقة عمله في بداية كل ولاية بحسب “الوثيقة الأمريكية” لإستراتيجية الأمن القومي لصياغة السياسة الأمريكية ويبقى له هامش محدود لحسن التنفيذ..
فما بين ما أطلقه الرئيس ترامب قبل الفوز و بعده و ما أكده و ما تراجع عنه يرسم حدود حكمه كرجل إقتصاد خبير و واثق , رفع سقف التوقعات حوله ليكون في عداد الأقوياء ممن سبقوه في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

فقد أبدى رأيه في العديد من القضايا و الملفات الهامة و منها الشائكة كالحرب في سورية و على سورية , فقد إنتقد الإدارة الحالية وحمّلها مسؤولية صعود و تعاظم الدور الروسي أكثر فأكثر , واعتبر أنها ” تدعم الجانب الخطأ “, وقال:” نحن لا نعرف من ندعمهم “,على عكس روسيا التي دعمت الجانب الاّخر, و إعتبر أنه من الخطأ محاربة دمشق التي تحارب “داعش” , و هو بذلك يعكس رؤية الكثيرون في الداخل الأمريكي من الجمهوريين و سواهم حول العالم.
و قد يسعى دونالد ترامب لقلب المعادلات السابقة و يخفف من لهجة العداء مع إيران و روسيا و يعيد علاقة بلاده معهما إلى حالة التنافس و بلا صدام , وقد يعتمد على التوافق في مسالة محاربة داعش بحسب رؤيتهما ليشاركهما في حصد النتائج ليضمن حصة واشنطن في سورية عبر “الحل السياسي” المبني على أساس تمسكه بعزل الرقة والقبض على تحركات “قوات سوريا الديمقراطية” و قوات “درع الفرات” العسكرية ليفرض شروطا ً مباشرة على الدولة السورية وشكل حكمها القادم أو على دستورها الجديد عبر الإمساك بقرار بعض “المكون” السوري الذي يدعمه في الشمال , إذ ألمح أنه سيكون “وفيا ً لمن قاتلوا الإرهاب” – بحسب مستشاره ” وليد فارس″ , أو دعمه للمشروع الإسرائيلي في شمال سوريا و العراق و ما إبتدعوه ودعوه تطلعات “السنة العرب”, أو مكاسب أخرى تقدمها روسيا في ملفات ٍ أخرى.

"عالميا ً.. تحدث عن إعادة فتح بعض الملفات وأهمها الملف النووي الإيراني , بما ينسجم مع إحتواء إيران من جهة , ومن جهة ٍ أخرى لدفع الأوروبيين نحو تعاط ٍ جديد مع إدارته وحثهم على استنباط الأفكار الجديدة التي ستحدد نوع العلاقات الإقتصادية – الإستراتيجية الجديدة مع العالم الأوروبي الغربي خاصة ً على أسس ٍ إقتصادية جديدة تليق بإحجامهم السياسية الحقيقية – حاليا ً – أما دول شرق أوروبا فالتهديد بالإطاحة بحلف الناتو سيكون كافيا ً لجعلهم أكثر سخاءا ً في تقديم “الأضاحي” والطاعة , أما اليابانيون والكوريون الجنوبيون– بحسب ترامب – فعليهم أن يهتما بأمنهما الذاتي أمام كوريا الشمالية أو التفكير مليا ً بشراء مواقفه تجاههما !, في حين أربك فوزه دول الإتحاد الأوروبي و بريطانية المغردة من خارجه , مستفيدا ً من عودة المدّ القومي المتطرف و تصاعد قوى اليمين في غالبية دول الإتحاد الأوروبي, وباتت الخشية والغضب يضربان الجدران الداخلية للقصور والقلاع الأوروبية في باريس و لندن و برلين وغيرها و يدفعهم لإستنهاض مؤيديهم في الداخل الأمريكي في مجلس الشيوخ و الكونفرس على أمل إقناع العملاق ترامب بتغيير مواقفه في عديد المسائل و الملفات و الحروب التي يخوضونها في الشرق الأوسط في إيرانو سوريا ولبنان و اليمن و ليبيا والعراق وغير مكان, فقد راهنوا بمال ٍ كثير على غير أحصنة, و وضعوا نفوذهم في كفة التحالف مع إدارة أوباما و الإستثمار في الإرهاب, واهتموا كثيرا ً بالمال الإيراني المفرج عنه بعد الإتفاق النووي, و أخذوا يتحسسون الخسارة على صعيد نفوذهم وهيبتهم وإقتصادهم, الأمر الذي دفع بحناجر البريطانيين والفرنسيين للصراخ همسا ً عسى ترامب يسمعهم ! كما همس الرئيس فرانسوا هولاند بقوله :”على أوروبا أن تعتني بنفسها لاحقا ً”.. في حين لم تعد السعودية ودول الخليج تتمسك بأي قشة ٍ بعد أن قاربوا على الإفلاس والسيد ترامب يطلب الكثير لحمايتهم قبل التفكير بدورهم و مصالحهم وأطماعهم وأحقادهم أو بحفظ ماء وجههم … يبدو أن ترامب لن يوقف المعارك بل سيحولها من شكل لاّخر, و سيحاول الحد من نفوذ الكثيرين في عالم ٍ متعدد الأقطاب, وقد يعتبر الشراكة مع روسيا نوعا ً من الإحتواء القطبي المؤقت.

يبدو أن السوريون لا يستعجلون الحكم أو التوقعات, ولا يراهنون على شخص ترامب وحده, إذ يعتقد الرئيس الأسد :”أن الأمر في الإدارة الأمريكية لا يتعلق بالرئيس فقط ولكن بقوى مختلفة داخل الإدارة”, ويؤكد تعاون بلاده مع ترامب “إن كان سيحارب الإرهاب فإننا سنكون حلفاء طبيعيين له”, فيما أكدت السيدة بثينة شعبان استعداد سوريا للتعاون مع ترامب” إذا توافقت سياسته مع تطلعات دمشق”.

ويدركون أن الأهداف الأمريكية تدحرجت من قضم سورية إلى تقسيمها إلى الحصول على حصة , وأن أهدافهم تتلاشى شيئا ً فشيئا ً, مع استمرار صمود سورية و تحقيقها الإنتصارات العسكرية و السياسية بما فيها متابعة التقدم عبر المصالحات الوطنية , بالإعتماد على وقوف الشعب السوري خلف قيادته وجيشه الوطني, و رفضهم كافة أشكال التقسيم أوالإنتقاص من سيادتهم , خاصة ً مع إيمانهم أنه كما في الميدان فإن الذكاء والحكمة والعقل السوري سينتصر على الإرهاب و يضع سورية في مرتبة الأقوياء أمام “رياح” ترامب الأمريكي القادمة.

أخيرا ً… نتسائل هل سيصمد دونالد ترامب و يقضي على خصومه اللذين يتزايدون في الداخل الأمريكي و الغرب الأوروبي ؟ قبل أن يستفحلوا حلفا ً جديدا ً ! وهل ستكونا روسيا والصين أصدقائه الأوفياء؟ وتتغير عقارب الزمن و يسقط توقيت غرينتش في زمن ترامب ؟ في زمن ٍ يبدو أنه سيشهد اصطفافا ً جديدا ً يتعدى الجنسيات والقوميات وحدود التحالفات السابقة تحت عنوان مع ترامب أو ضد ترامب.

المهندس : ميشيل كلاغاصي

Previous Post
Next Post

0 comments: