Thursday, February 2, 2017

تحليل: حزب الله في الطريق إلى استعادة شرعيته عبر اسرائيل

تحليل: حزب الله في الطريق إلى استعادة شرعيته عبر اسرائيل

بواسطة ياسر اوكبي / معاريف الخميس، 26 يناير 2017

شرعية حزب الله في العالم العربي ولبنان اتخذت منحى خطير بسبب مشاركته في الحرب الاهلية السورية.ونصر الله يعلم أن تهديد اسرائيل من شأنه ان يصلح ما افسدته الحرب السورية .

السيارات المصفحة الأمريكية والدبابات الروسية ومئات الجنود في صورة واحدة: هذا هو حزب الله والعرض العسكري في مدينة القصير السورية في تشرين الثاني.الصورة التي تركت انطباعاً ان الحزب لم يعد مجرد منظمة ارهابية بل جيشاً متكاملا، ويبدو أن الرسالة التي اراد زعماء حزب الله إرسالها كانت بصوت عال وواضح: جئنا إلى سوريا من أجل الانتصار...جئنا لنبقى هنا..

وبحسب المحلل السياسي قاسم كوبير "إن العرض العسكري يحمل ثلاثة رسائلة قوية: "رسالة الى الداخل اللبناني،مفادها أن القتال جنبا إلى جنب مع النظام السوري غير قابل للنقاش.ورسالة إلى إسرائيل:هي ان حزب الله مستمر في تطوير قدراته العسكرية؛ ورسالة إلى المجتمع الدولي،هي أن المنظمة وحلفائها على استعداد تام لأي تطور في سوريا." وربما هذا العرض يحمل رسالة اضافية موجهة لداخل المنظمة،وذلك باعتبار مقاتليه لديهم الدور الهام في حماية النظام السوري، مما أدى ايجاد تاثيرات عسكرية وسياسية ضخمة في البلاد،واعتبارهم مجموعة رائدة في قتال ومحاربة الارهابيين وهم جديرون بالثقة.

المنظمة الشيعية ثبتت جذورها في الدولة السنية قبل وقت طويل.فمنذ عام 2011، عندما اندلعت أعمال الشغب التي أدت في النهاية إلى استمرار الحرب الأهلية.في حين ان حزب الله تواجد في سوريا قبل الربيع العربي. وكان هناك بالفعل في يونيو 2000، عندما تولى بشار الاسد السلطة.

"في السنوات 2000-2003  كانت نشاطات الحزب تمر عبر  المخابرات السورية ونقاط التفتيش في وادي البقاع دون تفتيشها".وقال ضابط انشق عن النظام:"في عام 2005، عندما انسحب الجيش السوري من لبنان، بدأت الخدمة في الضاحية الجنوبية لدمشق. هناك رأيت اعلام حزب الله وصور حسن نصر الله تلوح في السماء وفي حمص كذلك.اضافة الى تجمعات ومنشآت هامة اقيمت في المنطقة تحت رعاية المحافظ، ضاهر يونس، الذي كان على مقربة من طهران.حمص فقد هويتها."

تم تحديد حمص كنقطة من شانها ان تؤدي لوقف الربيع العربي. وبشهادة من كبار المسؤولين العسكريين السوريين الذي انشق،قال أن في عام 2011، عندما وصلت رياح التغيير وصل الى تونس ومصر،تم تاسيس "خلية ازمة" مؤلفة من عدة مئات من العناصر.وكان هناك اتفاق،مع اشياء أخرى، أن هؤلاء الذين سوف يتسببون في تسرب الدم السوري من أجل وقف التمرد وهم من حزب الله.ركزت المجموعات على حمص،طرطوس و الجولان السوري والقصير،عسال الورد،الزبداني ومضايا  والتي تعتبر مناطق ذات أغلبية سنية.
"مع اندلاع الثورة لم يكن الجيش السوري قوياً..لا يمكننا تسميته بجيش،كان متضعضعاً وغير قادر على ادارة معارك صعبة كالحرب الاهلية الداخلية" وهذا ما اوضحه العقيد مصطفى أحمد الشيخ،الذي كان رئيس الجيش السوري الحر والمجلس العسكري في والبداية،الى ان اعلن انشقاقه حيث عمل كرئيس فرع الأسلحة الكيميائية وضباط الامن فيالمحافظات الشمالية للبلاد. وتابع قائلاً "عندما انهار الجيش،حزب الله كان مخلص النظام الاول"وأضاف:"الحزب اعتبر حماية النظام مسالة حياة او موت وكان زعيمه حسن نصرالله قد صرح بذلك علناً".
الشعب السوري رأى وجود حزب الله في كل مكان،هو محاولة لنشر الاسلام الشيعي الايراني." لماذا اوكل لحزب الله حماية النظام السوري؟...في كلمة له ذكرى التحرير في مايو 2015 اوضح الأمين العام حسن نصر الله ان الحزب يقوم بالدفاع عن حدود مدينة بعلبك والهرمل،ذات الاغلبية الشيعية، من ما أسماه التحدي التكفيري السوري اشارة منه الى المجموعات الجهادية كالنصرة وداعش، الذين كانوا قد نشطوا في كل من سوريا ولبنان. نصر الله حذر أن هذه المنظمات يجري استخدامها من قبل إسرائيل و "حلفاؤها العرب" بما في ذلك السعوديين، من أجل زرع الشقاق والطائفية. ومع ذلك، فإن الخطر الذي تشكله هذه المجموعات على حزب الله، بما في ذلك الهجمات على مؤيديه و اغتيال احد كبار مسؤولي حزب الله حسان اللقيس و هجمات انتحارية ضد السفارة الايرانية، فضلا عن غيرها من أهداف مدنية في بيروت ووادي البقاع، لم تبدأ على الفور مع اندلاع الثورة السورية.وعندما بدا حزب الله بالتدخل في الأزمة السورية في عام 2011، لم يكن هناك خطرا محدقا بتلك القرى وهذا لم يظهر حتى نهاية 2012،".كما اعتبر بشير نفحة،الباحث العلمي في التاريخ العربي الحديث. "الانتقال من التمرد إلى الثورة المسلحة جاءت لاحقاً.وبدا المتمردون باستخدام الأسلحة على نطاق صغير في أغسطس 2011، وبعد أشهر من انطلاق التمرد تحديدا عندما بالغ النظام باراقة دماء المتمردين."
ووفقاً لنفحة،كان هذا ببداية مشاركات حزب الله السطحية في الازمة.وفي الايام التي سبقت التهديدي التكفيري كانت" قيادة المجلس الوطني السوري الذي قاد الائتلاف الوطني للثورة السورية وقوى المعارضة،على علاقات وثيقة مع زعماء حزب الله.
في البداية، حزب الله لم يتسرع في اعلان مشاركته في سوريا. بل فعل ذلك تدريجيا. تعرضها زيادة كما الجيش السوري فقدت أكثر الأراضي في القتال."حزب الله توخى الوضع الجغرافي والسياسي على وجه التحديد،" يقول الدكتور ناصر اللحام مدير مكتب قناة الميادين اللبنانية في فلسطين.و"عندما تدفق مئات الآلاف من السوريين اللاجئين الى لبنان وعندما بدات السيارات المفخخة تنفجر،مما أسفر عن مقتل العشرات من الضحايا،ساد مفهوم انتقال الازمة السورية الى لبنان. في ذلك الوقت، كان هناك خطر ملموس في لبنان،وهو عامل لمصلحة حزب الله." وأضاف أن طريقة واعذار الحزب لتبرير مشاركته في سوريا تم بواسطة التحذير وجودي التهديد التكفيري. في حين حزب الله كان يحاول ترويج مشاركته في سوريا إلى اللبنانيين والعالم العربي، كان المتمردون أنفسهم قد توجهوا لشرح وتقديم اهداف حركتهم. ففي 2013، اقدموا على نشر اعلانات حول اسباب القتال في سوريا والتي تعتبر نتيجة مشروعة للنضال ضد النظام الذي قام بقتل شعبه.وقد كانت اساليبهم من اجل تحقيق اهدافهم عديدة: استخدام قنوات تلفزيونية لإقناع العالم العربي أن سقوط بشار الأسد كان على وشك؛وشن معركة على قلوب وعقول الناس في لبنان ضد حزب الله ومشاركته في سوريا. شرح شامل لأهمية تزويدهم بالأسلحة والمال والدعم اللوجستي من أجل حشد عشرات الآلاف من المقاتلين من الدول العربية لمكافحة النظام السوري؛ اضافة الى اعتماد الدبلوماسية العامة الرامية إلى إقناع العالم بالحاجة إلى إنشاء تحالف عربي-غربي ضد حزب الله والنظام السوري.
ووفقا للحام،كانت اسرائيل تقود العلاقات العامة في المعركة ضد مشاركة حزب الله في سوريا."يمكنك ان ترى أن هذه المعركة تعتمد على اثنين من الافتراضات التي تم إنشاؤها من قبل اسرائيل أثناء حرب لبنان الثانية في عام 2006 وهي: الهجمات الشخصية على حسن نصر الله الذي يمثل مغامراً عسكرياً، وتقديم حزب الله كمنظمة شيعية تحت رعاية ايران وحسن نصر الله ليس قائداً للعرب والمقاومة.
"لم يأبه الحزب بالهجمات التي شنت عليه،بل عمل على استعادة شرعيته بالسيطرة على عقول وقلوب الناس ومحاولة فصل الاحداث العسكرية بتوجهات الحزب.وعلى الرغم من الصعوبة، نجح نصر الله في الحفاظ على علاقات جيدة مع منظمات سنية مثل حماس والجهاد الإسلامي، واوجد حلفاء داخليين للوقوف جنباً الى جنب:عند الدروز وليد جنبلاط؛والمسيحيين بقيادة آنذاك الرئيس الجمهورية السابق اميل لحود،والعماد ميشال عون الذي أعلن أنه يقف مع حزب الله في حربه ضد المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
قصة الحب بين حزب الله و نظام الأسد بدات في مايو 2013.وفي تحقيق من قبل الصحفي الكردي العراقي روشون قاسم،والذي تم نشره في العام الماضي في صحيفة الشرق الاوسط المؤيدة للسعودية،أظهر التحقيق أن الحزب قرر فصل قواته عن قوات نظام الأسد، وبالتالي كل مجموعة تبدا بالقتال بشكل مستقل.وفي تصريحات مع قاسم،قال القادة الذين انشقوا من الجيش السوري أن حزب الله كان مهتما في السيطرة على سوريا بما "يتناسب مع التضحيات."وبحسب التقرير،ان حزب الله يعتقد أن الأسد ونظامه لم يكن ليصمد لولا دعم الحزب له، في حين أن النظام رأى حزب الله كوحدة من وحدات الجيش السوري، وتحت أي ظرف من الظروف تكون الامرة للجيش.

وهناك من يعتقد ان السيطرة الايرانية على قرارات حزب الله كانت مصدر التوترات في ساحة المعركة. ووفقا للتسلسل الهرمي، قام ضباط ايرانيين بإعطاء الأوامر إلى قادة حزب الله الذين بدورهم قاموا بإعطاء الأوامر إلى الضباط والجنود السوريين،وهذا الامر ادى الى التوتر والذي بدوره ادى إلى الاشتباك المباشر بين القوات في يونيو من العام الماضي عندما قام سلاح الجو السوري بقصف مقر لحزب الله. ووفقا للتقارير، من مقربي حزب الله،ان العشرات من المقاتلين قتلوا وجرحوا في الهجوم.
وفي كتابه حزب الله والتكيف السياسي:من الإرهاب إلى الإرهاب،المؤلف اللبناني فادي عاكوم تحدث حول انهيار قوات حزب الله في سوريا:قال انه تم تجنيد القوات التي كانت نشطة في جنوب لبنان، بما في ذلك القوات الخاصة "النخبة"ووحدة 901، والتي تنفذ عمليات خارج لبنان، فضلا عن الميليشيات الشيعية التي يدعمها حزب الله والتي تتألف من الشباب اللبناني في الخارج كان لهم دور حراسة الأماكن المقدسة.
وبالإضافة إلى ذلك، الوحدات العسكرية التي تتكون من المرتزقة في لبنان تم إرسالها إلى الجبهة في سوريا. "حيث تم ووفقا لشهود يعيشون في الضاحية الجنوبية لبيروت،الجنوب وفي وادي البقاع،انه في عام 2015 جند الحزب شباب غير شيعة للمكافحة في سوريا مقابل $ 500 شهرياً اضافة الى مساعدات اجتماعية واقتصادية لأسرهم،وذلك بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة في لبنان،حيث انضم العديد من الشباب للمجموعة للقتال في سوريا،ولاقى الكثير منهم حتفهم،واعتبرهم حزب الله شهداء، كما لو كانوا جزء من المنظمة وليس المرتزقة."
وحدة اخرى من حزب الله تدعى " ميليشيا الدفاع الوطني" تتكون من المقاتلين السوريين وتلقوا تدريبات يقودها حزب الله أو تحت قيادة الجيش السوري. هذه الوحدة معتمدة من قبل الحرس الثوري الايراني وتنتشر في جميع أنحاء سوريا، وتتضمن مقاتلين من الطائفة الشيعية من العراق وإيران، أفغانستان وباكستان والفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان.
الفكرة التي شكلها مسؤول في حزب الله في سوريا لم تأتي بثمارها وفقا للعقيد عماد راحل، وهو واحد من كبار الضباط الذين انشقوا وساعدوا الجيش السوري الحر،والذي اشار بأصابع الاتهام نحو إسرائيل في اغتيال محمد علي الله-دادي القائد البارز في الحرس الثوري وجهاد مغنية، وهو من كبار مسؤولي حزب الله في كانون الثاني 2015. "وعندما تم تعيين سمير القنطار قائدا لقطاع الجولان،اغتالته اسرائيل أيضا". عندها علق راحل الذي اصبح معلق عسكري استراتيجي :"فكرة حزب الله في سوريا دفنت".
المشاركة الايرانية في سوريا يمكن التعلم منها عبر وسائل الاعلام الايرانية التي نشرت في ديسمبر 2016 صورة لقاسم سليماني قائد قوة القدس منذ 1988،وهو مسؤول عن العمليات الخارجية الإيرانية للحرس الثوري.الصورة تشير الى قيام سليماني بجولة مع ضباط سوريين في حلب والتي استعادها الجيش السوري مؤخراً.حيث وجه سكان المدينة المحاصرة اتهامات قاسية لايران وميليشيات نظام الاسد بمنع المدنيين ومقاتلي المعارضة من مغادرة المدينة.
وبعكس التصريحات الاسرائيلية وبعض اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية،لم يتصور نصر الله سقوط نظام الأسد،خاصة بعد المعارك التي خاضها الحزب وانقذ بها الجيش السوري المتضعضع،حيث فاز بعدد من المعارك الاستراتيجية. ومع ذلك، الآن،تقوم وضعية النظام على تدخل القوى العالمية في رسم مستقبل سوريا،وعلى وجه تحديد مستقبل من نظام الأسد.حيث اعلنت روسيا وطالبت بسحب القوات غير النظامية من سوريا ما جعل حزب الله يلتزم الصمت حيال ذلك.
في بداية هذا العام،ذكرت صحيفة عربية مركزها لندن أن حزب الله ينتظر أوامر من ايران قبل أن يبدأ بسحب القوات من سوريا وفقا للتعليمات الروسية. التسريبات حول اتفاق وقف إطلاق النار تفيد ان "كل من المقاتلين الاجانب يجب عليهم الانسحاب من سوريا وذلك لبناء الثقة قبل المحادثات بين النظام السوري والمتمردين،" وهذا ما وضع حزب الله استنفار.
مصادر مقربة من المنظمة الشيعية ادعى أن قيادتها المفهوم أن الرئيس السوري لا يوجد لديه مصلحة من تمركز عشرات الآلاف من المقاتلين والميليشيات من العراق وأفغانستان وباكستان. وانهم يعرفون أن الأسد سوف يتخلى عن جميع التزاماته الاخلاقية والسياسية تجاه حزب الله،لا سيما ان الفائز الوحيد في المعركة هي القوات الروسية وليست الايرانية.وعليه فان الرئيس السوري يريد ان يتخلص من الميليشيات الايرانية،التي اثارت التوترات مع الجيش السوري في ساحة المعركة مؤخراً.

ليلة رأس السنة، وزير الخارجية التركي قابوس اوغلو اعلن ان "كل من المقاتلين الاجانب سيغادرون سوريا، وحزب الله سوف يضطر للعودة الى لبنان." استنادا إلى هذا الإعلان، يبدو أن واحدا من بنود الاتفاقية الروسية-التركية تقوم على انسحاب جميع قوات حزب الله من المدن السورية.وعنونت صحيفة العرب في افتتاحيتها "انسحاب حزب الله من سوريا سوف يجلب الكوارث" . "طهران ستضطر إلى الاستجابة لكي تثبت أنها لاعب مهم في سوريا وأنه لا يمكن تجاهلها."
على الرغم من الحقيقة التي حددها رئيس المجلس السياسي للحزب،إبراهيم أمين السيد، أن الأتراك لا يريدون وجود حزب الله في سوريا،فقد علق الإعلام العربي أن القرار في يد آيات الله خامنئي في طهران، الذي يحاول ان يتودد للروس بسبب تأييدهم للملف النووي الإيراني.
انهم يقولون ان الميليشيات التي تعمل بقرار ايراني سوف يؤدي وجودها لتجدد القتال في سوريا وإثارة الجماعات المتمردة.ويبدو أن معظم اللاعبين في سوريا - بما في ذلك الأتراك، والروس والأسد - يعتقدون ان حزب الله قد لعب دوراً هاماً وينبغي عليه الآن العودة.
منذ بداية الحرب الأهلية،اصبحت البيئة السياسية والأمنية للحزب أكثر تعقيدا.وعلى الرغم من حقيقة أنه لا يزال أقوى المجموعات العسكرية في لبنان،ولها مشاركة قوية وفاعلة في الحرب الأهلية السورية،الا ان هذا ساعد في تقويض وضعها في لبنان ومحدودية قدراتها في التعامل مع خصومها الداخليين.
"حزب الله قد اصبح هدفا للسنة في لبنان،سيما في العاصمة بيروت" قال جيفري وايت من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.كما قال "دخول حزب الله القتال في سوريا قد تسبب بالتوتر مع شريحة كبيرة من السنة في لبنان.المنظمة التي كانت  محضونة من العالم العربي خلال حربها ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، تحولت اليوم إلى العدو للكثير من السنة." ليس هناك شك أن انشطة حزب الله في الخارج تسببت في التوترات بين اللبنانيين الشيعة الذين يشكلون تجمع رئيسي من المجندين المعارضين من سياسة الحزب بسبب المشاركة في الحرب دفاعاً عن نظام الأسد استبدادي.فتصاعد العديد من الاصوات الشيعة باعتبار الحرب غير مشروع وتؤدي للأخذ بلبنان و كل العالم العربي إلى الفوضى.هذه الأصوات المعارضة برزت في الصحافة وحتى في جنوب لبنان لبنان معقل حزب الله نفسه.
"لا يوجد انتصار يأتي بعد الحصار ونفي وتجويع المواطنين،"قالها  صبحي الطفيلي، واحد من مؤسسي الحزب وهو أول أمين العام له وذلك في مقابلة مع وكالة أنباء الأناضول التركية فيه مناقشة حول احداث حلب.الطفيلي ادعى أن تورط المجموعة في سوريا يخدم إسرائيل.وقال"كيف لتدمير سوريا وقتل مواطنيها يكون طريق إلى تحرير القدس؟".."حزب الله ضحى بالشيعة في لبنان من أجل إيران."وهو يتعامل مع التحديات في الخارج والداخل في وقت واحد.وعليه فان الحزب يعاني من ازمة مزمنة مع الانقسام.كما زادت الازمة في لبنان مع وصول اللاجئين السوريين إلى أراضيه،والذين بلغ عددهم بنهاية 2016 الى 2.2 مليون لاجئ،اي  أكثر من ثلث السكان في لبنان.
المعلقين اللبنانيين اعتقدوا أن موقف حزب الله الإيجابي تجاه الأعداء التقليديين في لبنان،بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري و سمير جعجع يهدف إلى إعداد الأرض لعودة مجموعة المقاتلين و لاستعادة الشرعية كمدافع عن البلاد.ورغم المشاكل التي تواجه حزب الله،فانه لن ينسَ ابداً العدو المتربص في الجنوب.وابقاء العيون على اسرائيل يبدو انه الحل الوحيد للحزب ومجموعاته المسلحة لتحويل الانظار عليه في العالم العربي ورفع الحظر من اغلب دول الخليج وجامعة الدول العربية.
اللحام يتفق مع هذا الافتراض،وأن حسن نصر الله لا يزال على علم بالسياسية العامة في خطابه حول إسرائيل."ففي خطبه شدد واكد على ان العدو الرئيسي هو إسرائيل،"وقال ان السبيل الوحيد في الفوز بقلوب العرب من جديد هو اعتبار اسرائيل العدو الاساسي."حيث قال نصرالله ان حزب الله هو هوس اسرائيل وان مبدا المقاومة ضدها محفورة في عقيدة المقاتلين لديه.
وفقا لدراسة من قبل معهد دراسات الأمن القومي نشر هذا الشهر، حزب الله يشكل التهديد التقليدي الاخطر لإسرائيل. التقديرات أن قوة الحزب الذي خسر أكثر من 1،000 مقاتل في ساحة المعركة السورية،أكبر من الجيش السوري.ربما وبسبب هذا،يقال في بعض الأحيان، وفقا لتقارير خارجية،ان سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربات في سوريا من أجل منع تحويل الأسلحة إلى حزب الله.والوضع الحالي يبعث بالقلق،ليس فقط إسرائيل، ولكن أيضا في لبنان.ويمكن أن يقوم نصر الله بسحب قواته من سوريا في نهاية المطاف. ومع ذلك، فإنه ليس من المرجح أن يتخلى عن جذوره المتينة والقوية لمجموعاته هناك.


Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: