"هآرتس"، 21/3/2017
افتتاحية
•السيناريو معروف: قلق من اشتعال في الجبهة الشمالية، أو من تأججه وانتشاره في أرجائها، وتشعر بذلك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ويجر إلى عمليات الهدف منها منع انتشاره.
•هذا ما جرى في 1967 وفي 1973، وفي معارك جوية بين الجيش الإسرائيلي والجيش السوري، اتضح بعد أسابيع قليلة أنها مقدمة لحرب الأيام الستة [حرب حزيران/يونيو] وحرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر]. وهذا يمكن أن يحدث الآن في أعقاب الاشتباكات بين سلاح الجو الإسرائيلي وقوات الدفاع الجوي السورية، ومن هنا فالمطلوب هو سياسة عاقلة وحكيمة لمنع نشوب حرب في الجبهة الشمالية.
•يبدأ هذا بـ"الإعاقة" (قصف تكتيكي تقوم به طائرات) على سلاح ذي أهمية خاصة ولا سيما ضد صواريخ أرض-جو يمكن أن تسقط طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، وصواريخ بر - بحر تهدد سفن سلاح البحر وأهدافاً تابعة لبنى تحتية مثل مرفأ حيفا، وخزانات الأمونياك ومنصات الغاز. تفضل إسرائيل الرد بجرعات صغيرة على سلاح يمكن أن يستخدم ضدها بقوة في المعركة الكبرى. والنجاح في معركة كهذه هو نجاح جزئي، وشرطه المحافظة على الصمت كي لا نتحدى رئيس سوريا بشار الأسد وزعيم حزب الله حسن نصر الله للدفاع عن كرامتهم والقيام بعملية مضادة.
•لكن هذه التفاهمات الصامتة تبددت في الفترة الأخيرة مع تزايد التدخل الروسي إلى جانب نظام الأسد.
•لقد أنقذ الروس الأسد من الهزيمة، وفي المقابل جددوا وعززوا سيطرتهم على قطاع الساحل الممتد من اللاذقية الى طرطوس، حيث هم معنيّون بإقامة قاعدة لسلاح البحر. وإيران أيضاً تتطلع للحصول على موقع بحري في هذه البقعة من البحر الأبيض المتوسط، وكان هذا الأمر أحد الموضوعات التي تحدث في شأنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين في مطلع الشهر الحالي.
•بعد هذا اللقاء تحديداً، وبطريقة يمكن أن تفسر كتنسيق إسرائيلي – روسي، نفذ سلاح الجو هجوماً آخر على شاحنة سلاح تخص حزب الله. وبعد أن أخطأ الصاروخ المضاد للطائرات الذي أطلقه الجيش السوري على طائرات سلاح الجو ولكنه تسلل إلى أراضي إسرائيل جرى اعتراضه بنجاح بواسطة منظومة حيتس في منطقة وادي الأردن. هذا الهجوم أظهر إسرائيل وكأنها تخطط لتصعيد. وأول من أمس جرت عملية اغتيال استهدفت شخصاً ناشطاً في سورية يعتبر عنصراً معادياً لإسرائيل، ونسبت وسائل إعلام عربية العملية إلى إسرائيل. وانضم إلى هذه الإشارات خطوة دبلوماسية حادة من جانب روسيا تمثلت في استدعاء مندوب إسرائيل لمحادثة في وزارة الخارجية الروسية.
•حتى الآن نجحت إسرائيل في التهرب من التدخل في الحرب الأهلية في سورية المتورط فيها روس وأميركيون وأكراد وأتراك وإيران وحزب الله والقاعدة وداعش. في ظل هذه الفوضى جرت عمليات الإعاقة. لكن يبدو الآن أن الوضع تعقد، لذا يتعين على إسرائيل أن تدرس خطواتها جيداً لمنع اشتعال الجبهة الشمالية.
0 comments: