فصول جديدة من الصراع الخليجي وتداعياته ...؟
لا يبدو ان أزمة قطع العلاقات التي اقدمت عليها السعودية تجاه قطر ستقف عند حدود إيصال رسالة قوية للنظام القطري فحسب ، ولا شك ان السعوديون لم يكن بحسبانهم ان اعادة قطر الى بيت طاعتها سيتخطى ايام معدودة كان من المتوقع ان تستجيب فيها قطر لشروط السعودي عبر وساطات وصلت الى ذروتها بدخول ترامب مباشرة على خط الوساطة
وحتى الان كل المحاولات بهذا السياق بائت بالفشل مع استمرار التوتر والتصريحات الموتورة من أركان الحصار على قطر ، خصوصا اتهامها بتمويل الاٍرهاب التكفيري المتمثل بداعش والنصرة ، وما لهذا الاتهام من ابعاد وانعكاسات سلبية ليس فقط على المتهم بل ربما يتحول لاحقا لتداعيات لم تكن في حسابات مطلق الاتهام
في المقلب القطري يبدو حتى الان ان الدوحة استطاعت امتصاص ما يعرف بالضربة الاولى وبعد معاينة الإضرار انطلقت نحو بناء دفاعات هجومية عن نفسها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وعبر الأزمة المفتوحة في المنطقة وكل الميادين الساخنة من اليمن والعراق مرورا بالبحرين وفلسطين وصولا الى سوريا ،وكل ما رشح من معطيات حول موقف النظام القطري من الوساطات القائمة يشي بانه لم يقبل باي شرط او فتح نافذة لعودة العلاقات الطبيعية بين دول الخليج وعلى رأسها السعودية
ترافق ذلك مع معلومات عن استنفار عسكري قطري بحرا وجوًا وبرا خصوصا عند الحدود السعودية مع فتح خط عسكري مباشر مع تركيا التي ستقيم قاعة عسكرية في قطر هي الأكبر خارج حدودها مما يؤشر الى نواة تحالف اخواني على مستوى إقليمي بدأت الإمارات تتلمس خطره على الخليج بأسره وعلى مصر وليبيا مع خشية اسرائلية من فتح حماس حرب انطلاقا من غزة وما لذلك من تداعيات قد تقدم انتصارا للنظام السوري والعراقي في حربهم ضد الاٍرهاب وتوسع لقوة ونفوذ ايران وتعاظم لقوة حزب الله جراء صراع خليجي خليجي لن تقف حدوده عند الخليج
بالمحصلة يمكن اعتبار الخطوة السعودية ضد قطر بدأت تتحول مغامرة غير محسوبة منها، خصوصا بعد اتهام قطر بدعم الاٍرهاب وما لهذا الاتهام من عواقب قد تجعل الدوحة وأنقرة يقدمون على فضح المستور بهذا السياق واتهام الرياض بالمشاركة بهذا الدعم والكشف عن لقاءات المشتركة بين اجهزة استخباراتهم في الاْردن وتركيا والرياض والدوحة بحضور الامريكي وبدعم إسرائيلي وأوروبي وكيف تمت مقاسمة تبني دعم وتمويل وإدارة المجموعات التكفيرية في اليمن والعراق وسوريا وربما يصل الامر الى كشف الاجتماعات السرية التي كانت تقام بغرفة عمليات مشتركة هدفها التخطيط وتمويل العمليات الانتحارية التي طالت أكثر من بلد عربي وإقليمي وأوروبي؟؟ هذا فضلا عن كشف تفاصيل صفقات السلاح والسطو على نفط سوريا والعراق وليبيا وكيف تمت تغطية تصديرها الى دول كبرى برعاية مسؤولين بهذه الدول رفعي المستوى بالاضافة الى اسرار التفاوض على الأسرى في الدول التي غزاها الاٍرهاب وعن اسرار صراعات المجموعات التكفيرية ومن يقف خلفها ولمصلحة من كانت تخاض
لذلك يبدو ان الصراع السعودي القطري سيشهد في المرحلة القادمة فصول جديدة تتخطى تدخل الدوحة بكشف مخطط التوريث في السعودية ومخطط الرياض باحتلال دول خليجية من اجل تقسيم الحكم بين بن نايف وبن سلمان ورغبة إدارة ترامب بابتزاز قطر ماليا ، ليصل الى حدود تجاوز الخطوط الحمراء على كل صعيد
وعليه على محور المقاومة ان يكون حذرا من تداعيات الصراع الخليجي لان النظام السعودي وأمريكا وإسرائيل ربما يكون من جملة خياراتهم للخروج من هذه الأزمة تنفيذ سياسة الهروب الى امام عبر تسعير الحرب على محور المقاومة عسكريا وأمنيا واقتصاديا مع عدم استبعاد قيامهم بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات لشخصيات قيادية رفيعة في محور المقاومة بهدف عدم تمكين هذا المحور من الاستفادة من التوتر الخليجي المتصاعد ..
عباس المعلم -اعلامي لبناني
0 comments: