عمليات "امير الظلام"
في طهران
خفافيش الليل
في عش النسر...!
محمد صادق الحسيني
خلافاً لكل التحليلات التي طبعت الشاشات والساحات فان عمليات طهران الارهابية لم تكن "داعشية " تقليدية معروفة بالقتل الاعمى وذبح اكبر عدد ممكن من جانب الخصوم ...!
بل عمليتان سياسيتان رمزيتان بامتياز الاولى استهدفت ضرب ركن الاسلامية والثانية ضرب ركن الجمهورية ...!
عند حرم الامام الخميني كانوا يريدون الوصول الى الضريح لتفجيره ليطيحوا بصورة رمز الثورة الكبير امام اعين الناس ...!
بقايا القنابل واصابع التفجير المتبقية ، وكتابات بعض السنتهم من مرتزقة ستينات القرن الماضي بساعات( منافقي خلق) تشير الى ذلك...!
واما عند حرم السلطة التشريعية فقد كانوا مصرين للوصول الى قبة البرلمان لاخذ ممثلي الشعب رهائن وجعلهم يستجدون التفاوض المذل لاطلاق سراحهم او تفجيرهم وذلك للانتقام من ركن الجمهورية التي يعتبرها الوهابيون والمنافقون رمزاً للكفر والشرك ...!
تصوروا للحظة لو ان الشهيد الاول من الحرس الثوري الذي كشفهم وعرقل حركتهم السريعة ما جعلهم يستفزون بشدة ويخلعون الشوادر النسائية للقتال على المكشوف قبل الوصول الى الهدف ولولا الشهيد الثاني من الحرس الثوري الذي اغلق باب الحديد الرئيسية المؤدية الى قبة البرلمان بصدره ومشاغلة النائب من منتسبي الحرس الثوري ايضا لهم حتى وصول قوات النخبة من الحرس واضطرارهم عملياً للوقوع في حصار طبقات مكاتب مراجعات البرلمان ، ماذا كانت حال ايران الثورة الاسلامية فيما لو نجح مخطط امير الظلام الامريكي الذي اعد للعملية بعناية بالغة...!؟
انها عين العناية الالهية بلا شك ولا ترديد وسواعد رجال الله المقاتلين بصورة مستشارين في سورية والعراق عن العروبة والاسلام وبصيرة القائد العام للقوات المسلحة الذي كان لتوه قد حذرهم من مخطط استهداف امنهم الداخلي فور الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي كما ورد في كلام الامام السيد علي خامنئي ...!
ولو كانت عملية ارهابية داعشية تقليدية واعتبارها حلقة في سلسلة استهداف داعش لكل الاقطار والمجتمعات ( ظاهرة وخطر عالمي ) كما جاء على لسان الكثيرين من اهل الداخل والخارج ، لكانت الخطة استهداف بازار ايران المكتظ جدا بالناس او مترو الانفاق المكتظ ايضا جداً او اي اماكن تجمع عامة يحصدون فيها اكبر عدد من الضحايا ويثيرون فيها اكبر حجم من الرعب ...!
لقد اراد الجنرال مايك بوضوح ان يرسل رسالة واضحة باسم ترامب الانجلو ساكسوني المتوحش ومحمد بن سلمان الوهابي بان ما وعدوا به في قمة الرياض وما قبلها بقليل وبعدها بسرعة هاهو صار قيد التنفيذ ، ولكن الله ابى الا ان ينصر عباده المؤمنين ويهزم المنافقين ...!
لقد كانت عمليات تنفيذ مشتركة بين اداة قديمة ماجورة عملت ولا تزال بامرة الاستكبار العالمي اي منظمة منافقي خلق ( يسمونها مجاهدي الشعب) الارهابية التي قدمت التسهيلات وخريطة الطريق المفترضة والتقنيات ، وبين اداة الاستكبار الجديدة القديمة من اخوات داعش ( من يسمونهم بجيش العدل) بتخطيط اسرائيلي امريكي وتمويل سعودي صريح انطلقت من غرفة عمليات اربيل ...!
تؤكد المصادر المطلعة على ان عمليات طهران كان قد اوكل تنفيذها الى تشكيلات اسرائليه امريكيه خاصه وظيفتها العمل خلف خطوط العدو :
وهي عبارة عن :
- خليتان تضمان ٩-١٠ أفراد .
- تم ادخال ثلاثه منهم عن طريق أذربيجان والباقون قدموا من كردستان العراق وتم ترتيب انتقالهم من خلال ضباط مخابرات سعوديه وضباط موساد.
- طبيعة العمليه ليست من عمل داعش التقليدي المعروف وإنما من عمليات اقرب لنمط "مجاهدي خلق"...
- انتحار احد مهاجمي مرقد الامام الخميني بتناول السيانيد هو دليل على ما نقول....
- لديهم غرفتي عمليات في أربيل والمنامه تتابع التحرك الميداني داخل ايران وبتوجيه من باريس ( قيادة المجاهدين ).
و تدير هذا الخط الموساد الاسرائيليه
- كما ان هناك ثلاث خلايا جاهزه للتحرك ، ضد أهداف خاصه ومراكز بحث علمي خاصه بالحرس الثوري في طهران ، عندما يصدر الامر ببدأ التحرك.
- الطموح الذي كان يخطط له مايك هو التمهيد لتحرك أمني عسكري أوسع ضد الدوله الايرانيه.
- تم تجنيد أربعين شابا وشابه داخل البلاد كللعمل كأعضاء خوذ بيضاء .
يقيم ١٨ من هؤلاء كما تعتقد المصادر في طهران والباقون في تبريز وأصفهان ...
تتم إدارة هذه المجموعات من خلال غرفة العمليات في المنامه.
- تؤكد المصادر على وجود خلايا مسلحه جاهزه للتحرك داخل طهران لا زالت في حالة استعداد كامل. المعلومات تشير الى ان ثلاث مجموعات منها مكلفة بالتحرك عند الحاجة...
- يستخدم أفراد المجموعات النائمه في طهران ومشغلبهم في في الخارج اجهزة هاتف من طراز ثريا تبدأ أرقامها بِ 0088.
المعلومات الاوليه تشير الى ان هذه هي الوسيلة الاساسيه لإدارة عمليات الخلايا النائمه في طهران...
كل هذا يفترض انه اصبح الان في مهب الريح بعد فشل العملية الاساس كما يفترض ان الخلايا تم تفكيكها بعد امسك بتلابيبها في اليومين الماضيين...
كل اصابع الاتهام الصريح اذن تتجه للجنرال دي اندريا الذي كلفه دونالد ترامب حديثاً مسؤولية وحدة عمليات ايران في السي اي ايه والى الغلام الذي يطمح بمطاردة المهدي المنتظر ونقل المعركة الى الداخل الايراني كما اعلن بكل صلافة ، والى الاسرائيلي الذي قال بوضوح اخيرا وبعد قمة الرياض تحديدا الان توضحت الامور وظهرت الامور على حقيقتها للعالم بان " ايران هي العدو وان اسرائيل هي الحل بالنسبة لمشاكل الدول العربية" كما ورد على لسان ليبرمان ...!
وختاماً نقول لاية الله مايك كما يحب ان يسمي نفسه :
صحيح انك لعبتها بالمكشوف ولكن بات نهارك ليل معتم يا امير الظلام ...!
وعليك التحرك بعناية وانت تخطط لطهران لان ثمة تحول جدي وعميق قد حصل في قواعد الاشتباك بيننا وبين الشيطان الاكبر وزبانيته ونختم :
لقد وقع خفافيش الليل في عش النسر ...!
فاذا كان ظله هو من كان يطاردكم منذ عمليات بغداد كما كان يقول بترايوس ...
فانه هو بذاته وبكامل تجهيزاته سيقاتلكم من الان فصاعداً وجهاً لوجه...
بعدنا طيبين قولوا الله
عمليات "امير الظلام" في طهران خفافيش الليل في عش النسر...!
Tags:
السيد محمد صادق الحسيني
0 comments: