Sunday, October 29, 2017

بعد الإنتصار على الوكلاء الإرهابيين..!!!2\2

بعد الإنتصار على الوكلاء الإرهابيين..!!!2\2


هل تجر أمريكا العَرب إلى حَربِها ضِد إيران، لمَصلحة الكَيان الإسرائيلي؟؟هل أصبحت المنطقة على سكة الحرب بين الناتو العربي الإسرائيلي و محور المقاومة بأكمله؟؟ من الذي سيزول أو من الذي سينتصر في المنطقة مشروع الأمركة والأسرلة أم مشروع المقاومة وحلفها؟؟ وما هي تداعيات الإحتمالين على مستقبل المنطقة والعالم؟؟

أم/هل أن المنطقة الأن باتت على سكة التسوية الشاملة التي تراعي لعبة التوازنات الإقليمية والدولية بما يحفظ مصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين كافة تجنبا للكارثة الأكبر والتي ستجبر اللاعبين الدوليين الكبار على دفع أثمانا باهظة والإنكفاء عنها بالكامل مما يفقدهم الكثير من نفوذهم فيها..؟!؟!

 


2/2 – تابع– السعودية ومنذ نشأته التي تزامنت مع الإجتياح "الإسرائيلي" سنة1982 للبنان، أي بعد إنتصار ثورة الإمام الخميني سنة 1979، بذلت المملكة جهودا إعلامية وسياسية وعسكرية وأمنية وإقتصادية للنيل من "حزب الله" وبتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية والمخابرات الصهيونية ضدّ “ وما التفجير الفاشل الذي حصد أكثر من مئة من الأطفال والنساء والشيوخ بين شهيد وجريح والذي كان يستهدف الراحل الكبيرالسيد محمد حسين فضل الله إلا أحد أوجها وهذا ما ألمح إليه محمد بن سلمان نفسه عندما تحدث عن مشروع الصحوة 1979والتي كان سماحة السيد أحد أهم أركانها في لبنان. في عهد الملك سلمان وولده محمد، دعمت المملكة بشكل واسع الإرهاب في سوريا تحت عنوان دعم ما يسمى "الثورة السورية" بهدف توجيه ضربة لإيران ومحور المقاومة والقضاء على حزب الله، للأهداف نفسها التي كانت سببا لإندلاع الحرب في سنة2006، وهي اليوم تخوض حربا عدوانية ظالمة على اليمن وشعبه تحت ذريعة منع تحويل الحوثيين ل"حزب الله" آخر على حدود المملكة، وقد أشار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قَوله "الحَرب في اليَمن ستَستمر لمَنْع تَحوّل الحوثيين إلى “حزب الله” آخر على حُدودنا الجنوبيّة"،وهذا يكشف ويؤكد الأسبلب الحقيقية التي دفعت بالحرب على اليمن، ومنذ مدة وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان أطلق عدة تغريدات، كان آخر ما قاله فيها بخصوص حزب الله:"للجم حزب الميليشيا الإرهابي يجب معاقبة مَن يعمل ويتعاون معه سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، والعمل الجاد على تقليمه داخلياً وخارجياً ومواجهته بالقوة".

إن الجهود الصهيوأميركية والسعودية التي تبذل وفي أكثر ميدان للحد من النفوذ الإيراني في المحور المقاوم والعمل على محاصرة "حزب الله" تمهيدا للقضاء عليه، وبعد الفشل الذريع في سوريا إنتقلت إلى حلقة استراتيجية أخرى في محور المقاومة وهي العراق ومحاولة إخراجه من المحور عبر دعْم حياديةِ رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يلعب دور المنتصر على "داعش" والإنفصاليين الأكراد، ويدرك العبادي نفسه أن هذه الإنتصارات كانت ثمرة فتوى المرجعية وحضور أبناء الحشد الشعبي والجيش والدعم الإيراني والمواكبة السياسية لحكومته، وأن الحيادية التي تحاول سلخ العراق عن دوره الطبيعي والتاريخي والمحوري في نصرة قضايا الأمة من خلال قطْع طريق "طهران _بيروت" على الحدود "السورية _العراقية" هي حيادية مشوهة ومشبوهة والمسألة ليست بالأمر اليسير على الإطلاق.

خاصة وأنه يجري في مرحلة مفصلية، بالتزامن مع تصفية القضية الفلسطينية لصالح "إسرائيل"، والشعب الفلسطيني في الضفة وغزة لصالح يهودية الدولة الصهيونية الصغرى والتى تمهد لأسرلة المنطقة وأمركتها بالكامل، هنا يبرز جوهر الصراع والأهداف التي تسعى إدارة ترامب والصهاينة وبالتعاون مع السعودية تحقيقها وما تعبير الرئيس الفِلسطيني محمود عباس الذي سبق محمد بن سلمان في وصفه للحوثيين ب"حزب الله آخر على حدودنا"، حين قال :"أنه لا يُمكن أن يَسمح لإقامة “حزب الله” آخر في قِطاع غزّة، ولا مُصالحة إلا بنَزع سِلاح حماس كُليًّا، فالسّلاح الشّرعي الوحيد في نَظَره هو سِلاح قوّات الأمن الفِلسطينيّة التي تُنسّق أمنيًّا مع الاحتلال الإسرائيلي".

عليه فإن إيران ومحور المقاومة وتحديدا رأس الحربة حزب الله وحماس والجهاد وكافة فصائل المقاومة ستُواجه بسيل من الضغوطات من أجل نزع سلاحها وبالحرب الناعمة وفي حال فشلت الإندفاعة الصهيوأمريكية السعودية والغير المسبوقة لمعاودة تشكيل المنطقة وتَوازُناتها والحد من النفوذ الإيراني، وهي ستفشل بإذن الله، عندها ما من خيار أمامهم إلا الحرب. التي سيكون عنوانها محاربة "الإرهاب الجديد القديم البديل لداعش" والمتمثل بالنفوذ الإيراني وأذرعه في المنطقة، والذي يستدعي تحالفاً بين الناتوالغربي والناتو العربي لمواجهته وتقليم أظافره، تمهيدا للقضاء عليه.

خاصة وإن التقارير الغربية لا تستبعد انزلاق المواجهة الى ما هو أدْهى في حال قررتْ إسرائيل او إيران خلْط الأوراق، او نتيجة اي “دعسة ناقصة” في ظلّ تَزايُد “الإحتكاكات” بين إسرائيل و”حزب الله” على الحدود وفي الاجواء، وهو الأمر الذي قد يُشعِل “برميل البارود” بعدما تجنّب الطرفان انفجاره طويلاً لاقتناعهما بأن أي حرب مقبلة ستكون معركة وجود.

"إنها مسألة وقت".. بهذه الخلاصة انتهى تقريرٌ عَكَسَ مناقشات حول احتمالات الحرب، دارتْ بين مسؤولين سابقين من وزارات الدفاع في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وألمانيا واسبانيا اجتمعوا حول الطاولة في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وأجمعوا على أن التصعيد المتبادل بين “حزب الله” و"إسرائيل" قد يقود المنطقة الى حرب جديدة، وعلى ان الترسانة المتعاظمة للحزب وتوسع رقعة تواجده الجغرافي قد تشكل بذاتها “الضوء الاخضر” لجنوح إسرائيل نحو الحرب.

وفي تقدير جنرالات رفيعي المستوى أمثال رئيس اللجنة العسكرية السابق لـ”الناتو” كلاوس نومان ورئيس أركان الجيش البريطاني سابقاً ريتشارد دانات، أنّ “حرباً ثالثة في لبنان وأَشْنع من سابقاتها تلوح في الافق بعدما خرج “حزب الله” فائزاً من الحرب السورية ما يعزّز دور إيران الاقليمي، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لاستقرار الشرق الأوسط يقتضي اجراءات فورية تَدارُكاً لاندلاع الحرب كممارسة ضغوط متزايدة لفك ارتباط لبنان (الرسمي) بـ”حزب الله”.

ما يريده جنرالات "الخمس نجوم"، الذين خبِروا الشرق الأوسط الأشبه بـ”صندوق باندورا” هو الآن “تحصيل حاصل” في واشنطن والعواصم الحليفة لها في المنطقة، وخصوصاً بعدما حسم الرئيس دونالد ترامب خياراته الشرق أوسطية حين أعلن عن استراتيجيةٍ عنوانُها التصدي لنفوذ ايران وأذرعها، وفي مقدمها “حزب الله” في لبنان وسوريا وفصائل من “الحشد الشعبي” في العراق لم تنضوِ في المنظومة الشرعية، إضافة الى جماعات أخرى يديرها “الحرس الثوري” الإيراني.

في السياق نفسه كتب جدعون ساعر ورون تيرا "مركز دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب" دراسة تحت عنوان: "خطوط المخطط الهيكلي السياسي والعسكري لمواجهة مستقبلية مع حزب الله"، تصف حالة التوتر بين طبقتين من التحليل: المعطيات الأساسية الساسية والعسكرية والحالة المتفردة التي يمكنها إحداث التصعيد.
المعطيات السياسية تظهر أن الإنجازات الإستراتيجية الحقيقية التي يمكن للطرفين تحقيقها في المواجهة هي نتائج ضئيلة، وأنه في مواجهة واسعة سيدفع الطرفان أثمانا باهظة؛ وهذه الإعتبارات الهامة تمنع اندلاع المواجهة، وإذا اندلعت فإنها ستدفع نحو مخطط مواجهة محدود.  

في السياق الحالي تتطور تهديدات شاذة مثل: إنتاج صواريخ دقيقة في لبنان، وتمركز مستقبلي لوسائل قتالية نوعية إيرانية في سوريا.

في السياق الفريد المتعلق بمنع هذه التهديدات، يجب على إسرائيل تحديد خطوط حمراء، فالإمتناع عن المخاطرة بمواجهة في الوقت الحالي يمكن أن يكلف إسرائيل ثمنا لا يمكنها تحمله في المستقبل.

مخطط  المواجهة في الوقت الحالي يجب أن يشمل الساحة السورية، وأن يأخذ روسيا في الحسبان.

بناءا على ما تقدم ثمة من يقول في دوائر القرار أن هذا المستوى من التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور وأن المنطقة قادمة على حرب مصيرية ومدمرة وأن المحوران يتأهبان لها وهذا الضغط السياسي الكبير من طرف الولايات المتحدة الأمريكية بفرض جملة من العقوبات والتلويح بالحرب إتجاه إيران وحزب الله يهدف لتحقيق بعض المكاسب بعد ما هزم مشروعهم  عسكريا في سوريا والعراق. ومن أجل تهيئة المناخات التفاوضية لتجنب حصول الكارثة، فيجب أن توضع المنطقة على سكة التسوية الشاملة إبتداءا من الخليج حتى باب المندب مرورا بالعراق وسوريا وفلسطين والتي تراعي لعبة التوازنات الإقليمية والدولية بما يحفظ مصالح اللاعبين الإقليميين والدوليين كافة تجنبا لوقوع الكارثة بزوال الكيان الصهيوني أو تحطيمه وقد تتوسع الحرب فتشتعل النار في نفط الخليج وتنقطع الكهرباء والماء ويزحف ملايين اليمنيين من الجنوب والشمال نحو العواصم والمدن الخليجية المشاركة في العدوان وتقع الكارثة الأكبر والتي ستجبر اللاعبين الدوليين الكبار في المنطقة على دفع أثمانا باهظة والإنكفاء عنها بالكامل مما يفقدهم الكثير من نفوذهم فيها..!!

في هذا الإطار ولتلافي الأسوأ بالنسبة للمحور الأخر وفي محاولة منهم للخروج من الحرب التي عصفت بالمنطقة بأقل الخسائر نشاهد ما يلي:
1/ الدور المصري في المصالحة التي تمت بين فتح وحماس لإستعادة دورها الإقليمي والمساهمة في الحل السوري.
2/الزيارات المكوكية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للسعودية وإيران ليقول العراق تعافى وعاد ليمارس دوره لاعبا إقليميا.
 3/تصريحات محمد بن سلمان التي صعد فيها من لهجته بخصوص العدوان على اليمن، إلا أنه أشار إلى تغير منهجي شامل للفكر الديني ومحاربة التطرف من أجل القضاء عليه في المملكة والتعايش مع العالم للمساهمة في تنمية المملكة والعالم وأرسل السبهان للرقة ليشتري الولاءات ليقوي أوراقه في ظل الأميركي.
4/الحضور الأميركي المباشر في الساحة السورية وتصعيد اللهجة في الخطاب تهدف لحفظ التوازنات وتحسين شروط  المفاوضات وليقول للروسي أنا شريك في الحرب والنصر على الإرهاب وما بعده.
 5/تولي القوات التركية إدارة الأمور في إدلب في ظل توتر العلاقات التركية الأميركية وتحسنها مع الجانب الروسي والإيراني تهدف لحفظ حصتهم في الحل القادم.
6/النشاط الديبلوماسي الإيراني في أكثر من إتجاه وأخرها زيارة رئيس الأركان للقوات المسلحة الإيرانية الغير مسبوقة لتركيا وزيارته الأولى لسوريا تأتي في إطار التشاور.
7/الزيارة المهمة المتوقعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بحر هذا الإسبوع لإيران..والتي سيلتقي فيها الإمام الخامنئي"فيها الكثير الكثير"... 
8/ وما خفي أكثر بكثير..
  
                           السيد حسين سلامي/محلل سياسي/وكالة نيوز

         
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: