Wednesday, September 12, 2012


لعنة سوريا

يديعوت احرونوت ـ غي بخور
حينما دخل الرئيس براك اوباما البيت الابيض، حينما كانت ما تزال عنده أوهام عن حلف امريكي مع العالم الاسلامي والثالث، أراد ان يجعل بشار الاسد شخصا رئيسا في هذا الحلف ولهذا حاول ان يُقرب اليه بشار بكل ثمن تقريبا وان يرسل الى دمشق سفيرا امريكيا. وكان البيت الابيض مستعدا لتجاهل الأدلة على المشاركة السورية في قتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في 2005 وان يتجاهل وضع حقوق الانسان الصعب في سوريا، وان يتجاهل مساعدة دمشق لمنظمات إرهابية كحزب الله وحماس والجهاد الاسلامي أو العلاقة التي لا تنفصم بين سوريا وايران المتطرفة.
ومن الذي ترأس جماعة الضغط لتقوية العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا؟ ومن الذي عمل في مجلس النواب بطرق درسها جيدا ذات مرة، ومن الذي نجح في اقناع ادارة اوباما باعادة السفير الامريكي الى دمشق؟ انه يهودي امريكي اسمه توم داين، كان بين السنتين 1980 و1993 المدير العام لـ "ايباك" لا أكثر ولا أقل، وكان من الاصدقاء الشخصيين لاسحق رابين. "السوريون دافئون جدا، ولهم نفس الامور المقلقة مثلنا نحن الامريكيين"، هذا ما قاله داين في فترة المراودة، على صوت هتاف أصحاب الأعمدة الصحفية الامريكيين الذين يفهمون في شؤون الشرق الاوسط دائما.
انهار كل هذا بالطبع مع دخول سوريا حربا أهلية وثبوت طابع النظام السوري القاتل لمن كان ما يزال يحتاج الى برهان. ولم تُسمع أية كلمة اعتذار من البيت الابيض أو أي تفسير للسياسة المخطئة.
انتقل رقاص ادارة اوباما الآن الى الجانب الثاني تماما، فقد أصبح الاسد شريرا وينبغي تأييد المتمردين السنيين عليه بصواريخ ارض – جو مثلا أو بمعدات اخرى. بيد ان هذه ايضا سياسة قبيحة قصيرة الأمد. فهؤلاء المتمردون منقسمون والجزء الأكبر منهم أصبح يميل الى منظمات اسلامية مسلحة كالقاعدة، والتطهير العرقي الذي يقومون به موجها على أقليات كالمسيحيين أو العلويين صارخ الى السماء. ان عشرات الآلاف من المسيحيين يُطردون من بيوتهم ببساطة في حمص وحلب، ولا يفتح أحد فاه في العالم لأنهم يُطردون على أيدي "الأخيار" في ظاهر الامر.
أصبحت ادارة اوباما قد خسرت تقريبا كل الحلفاء الذين كانوا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط العربي، ولم تكن سوريا قط حليفة يجب الاسراع الى انقاذها. فلماذا تتعجل التدخل فيما يحدث هناك؟ ان رئيس روسيا بوتين على حق في قوله ان كل تدخل اجنبي يجعل هذه الدولة البائسة تزداد غرقا في بئر عميقة.
وماذا سيحدث بعد ان يسقط بشار الاسد "السيء"؟ هل ستعلو قوة "خيّرة" هناك؟ ليس هذا بالضرورة. ستصبح سوريا افغانستان جديدة مع عشرات العصابات المسلحة والقوى الطائفية المتعادية وتصبح عبئا ثقيلا على كل جاراتها وتهديدا لا ينقطع بفوضى اقليمية، ولا يوجد أخيار في هذا الامر.
ستُحسن الولايات المتحدة على عهد اوباما الصنع اذا كفت عن البحث عن نماذج جديدة للتدخل في صراعات لا تعرف كثيرا عنها، وكل تدخل لها فيها سيُسبب ضررا فقط. ان ما يحدث في سوريا وما سيحدث بعد ذلك في تركيا ولبنان وايران وغيرها اعمال تُقسم من جديد الشرق الاوسط العربي والمسلم بدل الدول القومية المزيفة التي أُنشئت هناك في المائة سنة الاخيرة. ان هذه الدول لم تلائم التقسيم العرقي أو الديني أو القبلي أو الطائفي ولهذا ستجري هذه المسارات مع أو بلا تدخل امريكي أو غربي.
تلتزم اسرائيل بسياسة حكيمة هي عدم التدخل بحيث يمكن التعلم منها. ليست سوريا حليفة للولايات المتحدة أو للغرب ولن تكون كذلك ايضا بعد الاسد بل بالعكس: ستكون عدوا للولايات المتحدة وتراثها وستُحسن ادارة اوباما الصنع اذا خففت حماستها لاغراق نفسها في صراع ليست فيه حتى مصالح واضحة سوى الرياء.

اسرائيل تستعد لأزمة اقتصادية

يديعوت أحرونوت ـ موران أزولاي
" احتلت موجة الإقالات في المرفق الإقتصادي جوهر نقاش العطلة الخاص الذي جرى في الكنيست، فقط 25 من أعضاء الكنيست حضروا الجلسة، معظمهم من المعارضة. في البهو جلس عمال من معمل فنيسيا في نتسيرت عيليت، مهددون بالإقالة. قال رئيس المعارضة، شاؤول موفاز مهاجما: "هل كلّف رئيس الحكومة نفسه بإظهار اهتمام؟. نتنياهو يعرف كيف يعد، لديه حركات أيدي من يقدم الوعود ومجموعة يمكنها بيع أثاث حتى لمُقال خسر بيته للتو، لأنها فقدت الحياء أيضا".
وادعى موفاز: "بالنسبة لنتنياهو الحياة هي في نزهة واحدة كبيرة. ووفقا لمفهومه، فإن وضعنا لم يكن يوما أفضل ـ فعلا بيبي في أرض المعجزات. لكن في اسرائيل الطبقة الوسطى لا تعرف أي رسالة ستصل أولا ـ رسالة إقالات أم الأمر 8. أو ربما رسالة من البنك، أو من شركة الإئتمان بأن رصيده قد انتهى".
وقال مشيرا الى إيهود باراك: "في حفلة الشاي لدى بيبي هناك 33 ورقة لعب. هناك من يحدد بحق، هناك من يُعرف بـ "صانع القرارات"". وأضاف: "هناك من يلغي حسابات شخصية ويغلق قنوات، يكسر رؤوسا ويدهور "اسرائيل" الى منحدر لا سابقة له في أية ناحية وأي موضوع. في حفلة الشاي لدى بيبي الطاولة مليئة بكل الأطايب والوجبة مجانية. لا حكم ولا محكمة [باغاتس]. في حفلة الشاي لدى بيبي لا شيء ناقص، كل شيء مسموح. حالا ستقدم أيضا الحلوى. فلا تاج للملك ولا بيت للرعايا، لا زال هناك قلة لن يكون لديهم عمل ولا ملف استثمار".
الى ذلك وجّه وزير الصناعة والتجارة والعمل، شلوم سمحون، انتقادا لوزير المالية، يوفال شتاينتس، الذي قال "بأنه لا يعرف معطيات بطالة جديدة". وبحسب كلام سمحون، "كان مهما بالنسبة لي الإفصاح عن موقفي وليس عن موقف وزير المالية. نحن مختلفان. صممت على المجيء للرد، فأنا لا أفكر مثله". وأضاف: "المشكلة مع بعض الأقوال الصادرة عن المالية أنها مقولات من أجل كونها ميزانيات عمل وليست مقولات من أجل التعبير عن المسألة نفسها. هذا جزء كبير من خلافات الرأي بين الوزارات ووزارة المالية".
وشدد سمحون على أن "كلام شخص ما، ولا يهم ما هي الوظيفة التي يشغلها، كما لو أن لا بطالة، هو ليس فقط كلاما غير مسؤول، بل هو أيضا يسيء الى 6000 شخص". وبحسب كلامه "الضبابية الإقتصادية وحالة الشكوكية التي تسيطرة على الأسواق الدولية والعالم كله حرك وزارة الصناعة والتجارة والعمل للإستعداد ولتحريك الإقتصاد الإسرائيلي لاحتمالات مفاقمة الوضع وسيناريو بطء خطير وإنكماش إقتصادي".
وقبل ذلك رد باسم الحكومة أيضا نائب وزير المالية، اسحق كوهين. حيث قال: "إن الأزمة الإقتصادية العالمية التي بدأت نهاية العام 2008 نشعر بها هنا أيضا. فالإقتصادات المتطورة لم تنتعش بعد. نسبة النمو التي تسجلت في السنوات الأخيرة منخفضة عن وتيرة النمو. من جهة أخرى، ربما لن تحبوا السماع لكن اسمعوا، في اسرائيل تسجلت نسبة نمو عالية. اقتصاد اسرائيل تطور بوتيرة أسرع من الولايات المتحدة أو دول تكتل اليورو. وبالإضافة الى وتيرة النمو فقد تسجلت حالات تطور إيجابية في سوق العمل أيضا. حيث تعتبر نسبة البطالة حاليا بمستوى منخفض من وجهة نظر تاريخية".
وقال كوهين أيضا إن "من الواجب القول، بأن أزمة العلاقات في تكتل اليورو قد تؤدي الى أزمة عالمية إضافية وتتطلب تصرفا ماليا مسؤولا. ونتيجة للأزمة انخفضت إيرادات الدولة من الضرائب وازداد العجز المالي. كما أدى البطء في زيادة الإيرادات من الضرائب الى انخفاض هامشي فقط في عجز العام 2011. هناك خشية من احتمال يتكرر العجز بدون عملية فعالة من جانب الحكومة".
عمال فينسيا تظاهروا: "نحن غير مرئيين".
في المقابل، تظاهر حوالي 40 عاملا من معمل فينيسيا أمام الكنيست. وحمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها، من بين عدة أمور: "الجليل هو جزء من دولة اسرائيل، نحن غير مرئيين". ودعوا رئيس الحكومة ووزير المالية الى إيجاد حلول للمعمل. وبحسب ادعائهم، فإن 400 عائلة قد تبقى بدون مصدر عيش آخر وأثمان البطالة سوف تكلف الدولة أكثر بكثير من مساعدة المعمل.
عنوان النقاش هو "الوضع الإقتصادي المتدهور لإسرائيل وحكومة نتنياهو". احتج عضو الكنيست روني بار-أون من كاديما على أن "هذه إهانة أن يجتمع الكنيست ومن المعيب أن لا يجد أيٌّ من وزراء الحكومة أنه من الصواب مجيئه للجلسة للرد".
ويجري النقاش اثر طلب قدمته عضو الكنسيت داليا إيتسيك (كاديما)، التي قالت قبيله: "خلال ثلاث سنوات قدم الوزير الأعلى للإستراتيجيا الإقتصادية، رئيس الحكومة نتنياهو، عروضا كاذبة عن وضع الإقتصاد الإسرائيلي. حاليا المفهوم المضلل لنتياهو ينهار والطبقة المتوسطة هي من تدفع الثمن. الكنيست يجب أن يجتمع بسرعة ويعطي الحكومة بطاقة حمراء".
وظهر من معطيات خدمة العمالة أن عدد المقالين في شهر تموز الأخير بلغ 16084 - وهو رقم ذروة منذ تموز 2009. ومن بين المقالين، 7497 كانوا رجالا و8587 نساء. والمستوطنة التي سجلت أعلى رقم من المقالين كانت تل أبيب 1072 مقالا، تليها القدس مع 803 مقالا.
في المقابل، أظهرت معطيات مكتب العمالة أن عدد العاطلين في شهر تموز بلغ 187000. شريحة طالبي العمل بعمر 45 حتى 64 أظهرت أن عددهم بلغ 98000 تقريبا".

وسط تل أبيب منطقة حرب

اذاعة الجيش الاسرائيلي
تتواصل تحضيرات الجبهة الداخلية لحرب محتملة مع إيران. فبعد أن تم تحصين وتأهيل أكثر من 60 موقف سيارات في أنحاء تل أبيب لحالات الطوارئ، يتدربون اليوم الخميس على إخلاء واسع النطاق في أحد الأماكن الأكثر الأساسية في المدينة ـ برج المكاتب والعيادات وسط "ويزمان". 
يقع مركز "ويزمان" على طريق أساسي جدا من محطة القطار، والكريا وملاصق لمستشفى "إيكيلوف". وسيتحول المبنى عند التاسعة صباحا لمنطقة كارثة مشابهة. وستقوم فرقة الإطفاء بالتعاون مع نجمة داوود الحمراء والشرطة وبلدية تل أبيب بالتدرب سويا على الحريق والإخلاء.
وأوضح العقيد "دورون نتنال" ضابط التدريب والمتحدث باسم محطة تل أبيب - يافا أن: "المناورة تحاكي حريقا كبيرا يحصل في الطابق 11 للبرج ويمتد للطوابق العليا". وأضاف: "وسيتم التدرب على الحماية الكاملة لهيئة الخدمات وسيشارك فيها قوات مساندة من محطات مختلفة وأذرع الطوارئ الأخرى".
التحضيرات للمناورة ليست سهلة بشكل عام. وتعمل عليها الأذرع المختلفة منذ أسابيع. ويقول "افيتار غولان" مدير الأمن لمركز ويتزمان والذي واكب التحضيرات: "كان هدف المناورة مسبقا وبشكل أساسي اختبار جهوزية جهاز الأمن يوميا وفي حالة الروتين، اختبار أنظمة البرج، اختبار جهوزية منسقي الأمن لكل الجوانب ومشاركة قوات الإنقاذ برئاسة قوات الإطفاء والتجاوب في الحوادث الحقيقية". 
ويبدو أن مركز تل أبيب سيتحول هذا الصباح لمنطقة حرب. ولا يعرف أحد كيف ستبدو، إن كانت بشكل عام، لكن لا أحد يريد أن يكون غير جاهز".

Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: