الناصرة ـ زهير
أندراوس: زعم د. يارون فريدمان، محلل الشؤون العربية في موقع صحيفة 'يديعوت
أحرونوت'، إن سيناريو الربيع العربي سيكون في المرحلة القادمة في الخليج العربي
وفي شرق شبه الجزيرة العربية، وتوقع انتهاء ما يُطلق عليه الربيع العربي باندلاع
حرب بين السنة والشيعة، على حد تعبيره.
وأشار فريدمان، وهو
أيضا محاضر العلوم الإسلامية في معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون) في حيفا إلى أن
الرئيس السوري، د. بشار الأسد، هو نموذج للزعيم العربي الذي يتشبث بكرسي الحكم كمن
سبقه من الزعماء أمثال الرئيس المخلوع حسني مبارك والرئيس التونسي السابق زين
العابدين والراحل معمر القذافي، وساق قائلاً إن الرئيس السوري لا يعنيه الحصول على
ضمانات من المعارضة السورية حتى يلحق سورية بالعراق ويحولها إلى جزء من
الإمبراطورية الشيعية الإيرانية. وتابع فريدمان، الذي أنهى دراسته في جامعة
(السوربون) الفرنسية، إن العالم العربي لا يزال يحوم حوله ثورات الربيع العربي
الذي تحول إلى شتاء إسلامي، فالشعارات تستبدل من الشعب يريد إسقاط النظام إلى
الشعب يريد إسقاط فلول النظام السابق، لافتًا إلى أنه حتى الآن لم يتضح البُعد
الذي تتحرك باتجاهه عجلة الربيع العربي ولكن هذا لا ينسحب على سورية، ذلك أن
النظام الحاكم في دمشق، بحسب الخبير الإسرائيلي، يُحافظ على قوته وحكمه من خلال
استخدام كافة أنواع العنف، مشيرا في السياق ذاته إلى أن استمرار الدعم الروسي
والصيني والإيراني لنظام الرئيس الأسد من شأنه أن يُساهم في تحريك عجلة قطار
الربيع العربي إلى بلدان أخرى، على حد تعبيره.
وساق الخبير قائلاً
إن البلدان العربية التي شهدت المرحلة الأولى من الربيع العربي حققت فيها الأحزاب
الإسلامية انتصارا في الانتخابات مقابل تراجع بين أوساط الشباب العلمانيين الذين
قاموا بهذه الثورات، الأمر الذي ألحق الأضرار بالأهداف الحقيقية للثورة، مؤكدًا
على أنه إذا انتصر الرئيس الأسد، وتمكن من الخروج من قطار الربيع العربي، فإن هذا
الانتصار سيُسعد الجزء الكبير من المسيحيين والدروز والعلويين الذين يخشون من صعود
الإسلام السني إلى الحكم، وبالتالي فإن الرئيس الأسد سيقود العنصر الشيعي مقابل
التمدد السني في بلدان الربيع العربي، على حد قوله.
علاوة على ذلك، زعم
أن هجرة المسيحيين العرب من منطقة الشرق الأوسط، تعتبر أفضل المقاييس التي يمكن من
خلالها تقدير قوة ونفوذ التيار الإسلامي في المنطقة الشرق الأوسط، وبرأيه فإنه
خلال الآونة الأخيرة، ترددت أصوات شخصيات بارزة في العالم المسيحي مثل البابا
بنديكتوس الـ16 وغيره، تُحذر من مطاردة مسيحيي الشرق من قبل التيارات الراديكالية
والإسلام السياسي، الذي حمله الربيع العربي وجعله السلطة البديلة في المنطقة، وفي
ما يتعلق بالأقباط في مصر رأى الخبير الإسرائيلي أن المساس بهم، لا يمثل المؤسسات
الإسلامية الرسمية، إذ أدان كبار قيادات جامعة الأزهر علانية المساس بأقباط مصر،
مؤكدين على أن أن ذلك يخالف تعاليم الإسلام، وبحسبه فقد بدأت الأقليات المسيحية في
منطقة الشرق الأوسط تتقلص، فالمسيحيون العرب يتزايدون في تعدادهم السكاني اقل
بكثير من النمو السكاني بين المسلمين، وخلال الآونة الأخيرة هاجر الكثير من مسيحي
الشرق إلى الخارج على خلفية التطورات السياسية التي تشهدها المنطقة، كما ضاعف
الانسحاب الأمريكي من العراق الهجرة السلبية للمسيحيين، والتي بدأت إبان حكم
الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.
وزعم أيضا أن
الانسحاب الأمريكي من العراق ترك مسيحيي بلاد الرافدين بلا غطاء امني، أما في
لبنان، فقد أدى تعاظم قوة حزب الله إلى ارتفاع معدل هجرة المسيحيين، فالشيعة في
لبنان، وفقًا للخبير الإسرائيلي، استغلوا صعود نفوذ حزب الله والأموال القادمة من
إيران لشراء أراض ومنازل تابعة للمسيحيين الذين هاجروا من لبنان، على حد قوله.
كما تساءل الخبير
الإسرائيلي في ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين حركة اجتماعية أم منظمة
إرهابية، قائلاً إنه في نهاية المطاف، تسعى الحركة إلى تحويل مصر لدولة خلافة
إسلامية، زاعما أن الأكثرية الساحقة من مؤيدي الحركة في مصر هم من القرى، وعندما
وصلوا إلى المدن المصرية، تفاجئوا من التأثير الغربي على نمط الحياة، وبالتالي
فإنهم سيسعون لإعادة المجتمع المصري إلى تبني القيم الإسلامية، ولكن الظروف
السياسية والاقتصادية لا تسمح للرئيس المصري، محمد مرسي، وهو من الجماعة، بإدارة
ظهره للولايات المتحدة الأمريكية، ذلك أن المعادلة واضحة، بحسب فإذا تجرأ الرئيس
مرسي على فعل ذلك، وأقدم على إلغاء اتفاق السلام المُبرم مع الدولة العبرية، فإن
واشنطن ستقطع المعونات التي تُقدمها سنويًا لمصر، وبما أن الاقتصاد المصري.
أضاف د. فريدمان،
يمر في أزمة خانقة، فإن مرسي سيضطر لقبول الإملاءات الأمريكية، على حد قوله. وأشار
إلى أن الحركة تتبنى شعار الإسلام هو الحل، وما يُميزها أنها تتحلى بالصبر لتحقيق
الأهداف، ذلك أن الجماعة تؤمن بالتغييرات البطيئة عن طريق الدعوة، وترفض اللجوء
إلى العنف، ولكن هذا الأمر، أضاف الخبير، لا يعني بأي حال من الأحوال تنازل الحركة
عن الجهاد، أيْ الكفاح المسلح، إنما ما فعلته الجماعة في هذه الفترة هو تأجيل
الجهاد، لكي تتهيأ الظروف المناسبة لتحقيق الأهداف وهي إلغاء الحدود وتوحيد الدول
الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية من جديد، والقضاء على إسرائيل وشن الحرب
على الغرب، على حد قوله.
القدس العربي، لندن، 2/10/2012
جوناتان ليس - متابع الشؤون الحزبية "هآرتس"، 2/10/2012
[الأحزاب الإسرائيلية
تستعد للانتخابات المقبلة]
- لا يبدو أن الساحة السياسية في إسرائيل تنتظر أن يتخذ رئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو قرار تقديم موعد الانتخابات، إذ إن الأحزاب السياسية منهمكة في
التحضير لهذه الانتخابات منذ أسابيع مضت. فقد دعا حزب الليكود إلى عقد مؤتمره
السنوي في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ويسعى الحزب لإلغاء الانتخابات
الداخلية العامة لمصلحة هيئة مصغرة تضم نحو عشرة آلاف ناخب تكون مهمتها
اختيار قائمة مرشحي الحزب للانتخابات المقبلة.
- أمّا رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، التي انتُخبت قبل عام، فقد
أعلنت قبل شهرين أن حزبها مستعد لخوض الانتخابات. وكان الحزب قد أنهى قبل
ثلاثة أشهر انتخاب مؤسساته ومؤتمره، وخصص نحو 40٪ من المقاعد في الكنيست
للنساء. وفي تقديرات هذا الحزب أن عدد النساء اللواتي ستشملهن قائمة مرشحيه إلى
انتخابات الكنيست المقبل سيكون أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي.
- من جهتها بدأت حركة ميرتس حملة دعائية في المواصلات العامة ووسائل
الاعلام من أجل حشد الناخبين. أمّا حزب البيت اليهودي (المفدال)، فقد أنهى في
الأسابيع الأخيرة إحصاء جديداً لمناصريه شمل نحو 40,000 شخص، وسينتخب الحزب
في 6 تشرين الأول/أكتوبر، زعيماً جديداً له، وسيتنافس على المنصب زفولون
أورليف المخضرم ضد نفتالي بنط الشاب. وبعد أسبوع ستجري الانتخابات لاختيار
قائمة مرشحي الحزب للكنيست، وينوي المفدال التحالف مع حزب الاتحاد القومي
قبيل الانتخابات.
- أمّا فيما يتعلق بحزب كاديما، فإن تقديم موعد الانتخابات من شأنه أن
يؤدي إلى انشقاق هذا الحزب إلى ثلاثة فصائل: فصيل سيبقى في كاديما، وفصيل
سينضم إلى حزب يسار الوسط، وفصيل سينضم إلى الليكود أو إلى حزب إسرائيل
بيتنا. بالإضافة إلى ذلك، من المنتظر أن يؤدي إعلان تقديم موعد الانتخابات
إلى إلحاق الضرر بعدد من الأحزاب، مثل حزب الوسط بزعامة حاييم رامون (والذي
من المحتمل أن تتزعمه تسيبي ليفني)، وحزب اليسار القومي بقيادة ألداد يانيف،
والحزب الجديد لآرييه درعي. وجميع هذه الأحزاب ستحاول أن تضم أسماء جذابة إلى
قائمة مرشحيها.
- من جهة أخرى، أعلن رجل الأعمال يائير شامير، ابن رئيس الحكومة الراحل يتسحاق
شامير، عن رغبته في الانضمام إلى قيادة حزب إسرائيل بيتنا. أمّا الصحافي
السابق يائير لبيد، فقد كشف في الأسابيع الماضية عن رغبته في أن يضم إلى
قائمة حزبه الجديد "يش عتيد" [يوجد مستقبل] رئيسة بلدية هرتسليا
ياعل غرمان، والقائد السابق لشرطة القدس ميكي ليفي. ويحاول وزراء الليكود في
الفترة الأخيرة الظهور في وسائل الإعلام لتعزيز موقع الحزب السياسي والشعبي
قبيل الانتخابات.
يهودا بالنغا - خبير في موضوعات تتعلق بمصر وسورية "معاريف"، 1/10/2012
[هل الحديث عن تصفية الطيارَين التركيين في سورية جزء من الحرب النفسية التي تشنها المعارضة
السورية ضد نظام الأسد؟]
- تسود حالة من الجمود جبهة القتال في سورية
خلال الشهرين الأخيرين. فصحيح أن الثوار يحققون من وقت إلى آخر بعض الإنجازات،
لكنهم ما زالوا عاجزين عن الوصول إلى نقطة تؤدي إلى "كسر التوازن"
كي يغيروا صورة الواقع.
- ففي أواسط تموز/يوليو، وبعد الهجوم على
قيادة الأمن القومي، بدا أن الثوار قد نجحوا في ترجيح الكفة لمصلحتهم، إذ
استطاعوا اغتيال القيادة الأمنية دفعة واحدة، بالإضافة إلى إصابة ماهر الأسد،
شقيق الرئيس بشار، إصابات بالغة. لكن منذ ذلك الحين نجح النظام السوري في
تحقيق عدد من الإنجازات في كل من حلب ودمشق، في وقت لا يزال فيه الثوار
يراوحون مكانهم.
- بيد أن النقطة التي يمكن اعتبارها في مصلحة
الثوار هي أن الأسد أصبح وحده في المعركة، الأمر الذي يجعله أكثر عرضة للخطر،
ولا سيما في أعقاب تراجع عدد أنصاره، بصورة كبيرة، وسط الموالين له ولوالده،
وداخل الأوساط العائلية.
- ومن المعلوم أن ماهر الأسد، قائد الفرقة
الخامسة للحرس الجمهوري فقد ساقية في الهجوم الذي وقع في 18تموز/يوليو، أمّا
شقيقته الكبرى بشرى زوجة آصف شوكت، الذي قُتل في الهجوم، فقد غادرت سورية إلى
إحدى دول الخليج. وقد شكل هذا ضربة معنوية قاسية لبشار الأسد، وكشف الخلافات
الداخلية ضمن العائلة، ووسط الطائفة العلوية والقيادة الحاكمة.
- وفي تقديرنا أن المعارضة السورية رأت في
هذه المرحلة مناسبة لتوجيه ضربة معنوية جديدة لنظام الأسد، وذلك من خلال
استغلال الوثائق الأخيرة التي تم الكشف عنها والمتعلقة بحادثة اعتراض
الطائرتين التركيتين في حزيران/يونيو الماضي. فقد كشفت هذه الوثائق تورط
الروس بصورة مباشرة في قمع الاضطرابات في سورية، وبأنهم هم الذين أعطوا
الأوامر بقتل الطيارَين، وأن الأسد يسمح للأكراد في شمال سورية بشن هجمات ضد
تركيا.
- في حال كان هناك شيء من الحقيقة في هذا
الكلام، فإن قضية الاعتداء على سفينة مرمرة تبدو صغيرة للغاية مقارنة بهذه
الحقائق الجديدة. فالكرامة التركية لن تسمح بالتغاضي عن مثل هذه الإساءة، الأمر
الذي سيدفع أردوغان إلى الرد، وهذا ما ترغب فيه المعارضة السورية، وستحاول
استغلاله لكسر التوازن القائم.
- إن ظهور تقارير كاذبة في الماضي تحدثت عن
اغتيال، أو انشقاق شخصيات مهمة في القيادة السورية (مثل حديث المعارضة عن
فرار نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، والذي تبين أنه غير صحيح) تدفعنا إلى
عدم تصديق التقارير الأخيرة، ففي نهاية الأمر تلعب الحرب النفسية والدعاية
دوراً مهماً في الانتصار في الحرب.
لقد بات الأسد معزولاً ويعتمد على إيران وحزب الله وروسيا. في المقابل، تبدو
المعارضة السورية مستعدة لاستخدام كل الوسائل من أجل إلحاق الضرر بالأسد، مثل
استخدامها حادثة وقعت قبل ثلاثة أشهر، وذلك إدراكاً منها أن التدخل الخارجي القوي
وحده الذي سيسمح بإنهاء الاضطرابات في سورية.
غيورا أيلاندا- لواء
احتياط والرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية [أمان] ومجلس الأمن القومي
"يديعوت
أحرونوت"، 3/10/2012 [الحل السلمي للمشكلة النووية
الإيرانية مرهون باستمالة روسيا]
- على الرغم من أن عناوين وسائل الإعلام تكرّر في الأيام الأخيرة أن
الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بإيران، تحت وطأة العقوبات القاسية
المفروضة عليها، ستؤدي إلى واحد من أمرين، إمّا إلى سقوط النظام الإيراني،
وإمّا إلى وقف تطوّر برنامجه النووي، إلا إنني أعتقد أن النظام في طهران لن
يسارع إلى التخلي عن برنامجه النووي، وأن المواطنين في إيران لا يملكون في
المقابل القدرة الكافية على ترجمة إحباطهم ومعاناتهم إزاء هذا النظام إلى
ممارسات تشكل ضغوطًا عليه. وبناء على ذلك فإن الأمل الذي يراود البعض بأن
تؤدي الضغوط الاقتصادية التي تُمارس على إيران إلى التخلي عن شن عملية عسكرية
ضدها لن يتحقق.
- في الوقت نفسه، لا يعني هذا الكلام أن الحل الوحيد للمشكلة النووية
الإيرانية كامن في الخيار العسكري. إن العقوبات الاقتصادية هي شرط ضروري لحل
هذه المشكلة، لكنه غير كاف. وثمة شرط آخر لا بُد منه، كامن في التوصل إلى
اقتراح توافق عليه الأسرة الدولية كلها. وهذا الأمر لم يتحقق حتى الآن، وذلك
بسبب معارضة كل من الصين وروسيا.
- وفيما يتعلق بروسيا، معروف أنها في كل ما يخص الموضوع الإيراني تعمل
على نحو مضاد للولايات المتحدة، لكون هذه الأخيرة تنتهج سياسة خارجية تلحق
أضرارًا فادحة بالمصالح الروسية، بدءًا بالانتقادات المتكررة التي يوجهها
المسؤولون الأميركيون إلى موضوع انعدام الديمقراطية في روسيا، وانتهاء
بمحاولات التدخل الأميركية في شؤون الجمهوريات التي كانت جزءًا من الاتحاد
السوفياتي السابق. وفي ضوء ذلك، يمكن القول إن كل ما ستحاول الولايات المتحدة
أن تفعله، ستحاول روسيا في المقابل أن تعرقله.
- إذا كانت الولايات المتحدة معنية فعلا بحل المشكلة النووية
الإيرانية بالوسائل السياسية، يتعين عليها أولا وقبل أي شيء أن تستميل روسيا
إليها، وذلك من خلال الأخذ في الاعتبار مصالح روسيا المتعلقة بموضوعات
أخرى.
0 comments: