معركة حلب الحاسمة أوائل الشهر المقبل.. والمعارضة تتحدث عن مفاجآت
الخميس 13 حزيران 2013، ماهر الخطيب - خاص النشرة
بعد المعارك الكبيرة التي شهدتها مدينة القصير السورية، يبدو أن الأنظار سوف تتجه إلى مدينة حلب وريفها، حيث يدور الحديث عن التحضير لمعركة حاسمة خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل الحديث عن التحضير إلى مؤتمر دولي من أجل البحث في حل سياسي للأزمة السورية، لا يبدو أنه سوف ينجح في تحقيق هدفه.
معركة حلب تكتسب أهمية خاصة لدى فريقي النزاع السوري، وهذا الأمر كان واضحاً من خلال التصريح الأخير لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي شدد على ضرورة إعادة التوازن بين قوات النظام والمعارضة، لأنه في حال لم يتم ذلك لن يعقد مؤتمر جنيف لبحث الأزمة السورية، فما هو الواقع هناك، وما هي تحضيرات كلا الجانبين؟
قرار حاسم بالمعركة
يبدو أن الإنتصارات التي تمكن الجيش السوري النظامي من تحقيقها على أرض الواقع في مدينة القصير، دفعته إلى الذهاب بعيداً في خيار الحسم العسكري، من خلال التحضير لحملة عسكرية واسعة على ريف حلب بهدف إستعادة القرى والبلدات التي تخضع لسيطرة قوى المعارضة المسلحة.
وفي هذا السياق، يؤكد رئيس الدائرة السياسية في منظمة المغتربين العرب محمد ضرار جمو أن قوات من وحدات النخبة في الجيش السوري توجهت منذ مدة إلى حلب من أجل التمركز هناك، والتحضير لعملية نوعية لم تبدأ حتى الآن، ويرجح أن تبدأ ما بين الخامس والسابع من الشهر المقبل، على الرغم من أن بعض الدول الغربية تراهن على منع القيادة السورية من تحقيق نصر جديد، لكنه يشير إلى أن هناك قراراً حازماً وحاسماً في هذه العملية، لأن الوقت حان لذلك في ظل السعي إلى تحسين الأوراق على أرض الواقع.
أما بالنسبة إلى الحديث الأوروبي عن تقديم مساعدات عسكرية إلى قوى المعارضة، يؤكد جمو، في حديث لـ"النشرة"، أن هذا الأمر قائم منذ مدة طويلة، بعكس ما يتم الحديث عنه، وفي حال كان هناك توجه لتسليم أسلحة من النوع الذي يعتبر من الخطوط الحمراء، فإن الرد عليه سيكون حاضراً بشكل سريع.
في الجهة المقابلة، لا يبدو الحديث عن هذه المعركة بعيداً عن توقعات قيادة "الجيش السوري الحر" التي تعتبر ان السؤال عن معركة حلب أمر طبيعي، وتشير إلى أن السؤال أيضاً عما إذا كان ما حصل في القصير سيتكرر أمر منطقي وغير منطقي، لأنه سيفتح الباب على تدمير سوريا بشكل كامل مع دخول أطراف خارجية على خط الأزمة.
ويشدد مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة لـ"الجيش السوري الحر" فهد المصري على أن هذا الجيش سوف يخوض المعركة مهما بلغت التضحيات بما لديه من عتاد وقوة، ويشير إلى أنها ستكون معركة أساسية، ويؤكد أن القوات النظامية إن تمكنت من السيطرة على بعض المناطق ستتم إستعادتها من جديد بالرغم من غياب توازن القوة بين الجانبين.
ويرفض المصري، في حديث لـ"النشرة"، الدخول في تفاصيل الاستعدادات لهذه المعركة، لكنه يؤكد أن هناك مفاجآت من العيار الثقيل، ويؤكد أنها ستكون مؤلمة جداً.
لا حوار في وقت قريب
في ظل هذه الإستعدادات العسكرية، لا يبدو أن الحديث عن أي فرص لعقد المؤتمر الدولي الذي يتم الحديث عنه بين الجانبين الروسي والأميركي ممكناً في الوقت الراهن.
ويعتبر المصري أن دخول روسيا وإيران وحزب الله في المعارك ساهم في إطالة عمر الأزمة، ويشدد على أن هؤلاء هم أفرقاء أساسيون في الأزمة، ويستغرب التصريح الأخير الصادر عن القيادة الروسية، والذي يعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد كان بامكانه تجنب الحرب فيما لو قام بالإصلاحات، ويعتبر أن ذلك يؤكد أن النظام هو المسؤول عن الحرب، وبالتالي لا يجب دعمه.
ويشدد المصري، الذي يعتبر أن روسيا تتحمل المسؤولية المباشرة عن الفشل المسبق لمؤتمر جنيف المقبل، على أن أعداد المقاتلين الأجانب الذين يدعمون النظام يفوق بعشرات الأضعاف أعداد الذين يقاتلون في صفوف المعارضة، ويشير إلى أنهم لم يدخلوا بطريقة نظامية، كما أنهم لم يأتوا إلا بسبب تخاذل المجتمع الدولي، لكنهم قدموا خدمة للنظام من أجل إقحام حلفائه في المعركة.
في الجهة المقابلة، يرى جمو أن هناك مشكلة في الفهم الغربي للوضع في سوريا، ويشير إلى أنهم عند أي معركة يتحدثون عن أنها ستكون حاسمة، ويذكر بأن هذا الأمر حصل عند معركتي حمص ودمشق، ويضع الموضوع في سياق الموقف السياسي.
ويعتبر جمو أن لا فرصة لأي حوار حقيقي في القريب العاجل، حيث يشير إلى أن الاشتباك الدولي لا يزال كبيراً بين الجانبين الأميركي والروسي، ويؤكد ان هناك محاولة من أجل اشعال فتنة طائفية كبيرة في المنطقة، لافتا الى أن كل الذي يطرح هو من أجل قلب موازين القوى لصالح الأمن الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن العمليات لن تكون سهلة من وجهة نظر جمو، على إعتبار أن حرب الشوارع تأخذ بعض الوقت، إلا أنه يرى ان معركة حلب ستكون عاملاً أساسياً في تغيير التوازنات.
0 comments: