سياسة أوباما: أنا وبعدي الطوفان
بقلم: دان مرغليت
قبل اربعة ايام فوجيء بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون أنهما سمعا في خلال زيارة جون كيري أن الغرب ينوي أن يفرج لأجل ايران عن ثلاثة مليارات دولار مجمدة في بنوك امريكية. وتبين لاسرائيل أول أمس أن الامريكيين مستعدون لتنازل أكبر. ففي جعبتهم استعداد لنقض تدريجي لعقوبات في فروع اقتصادية مختلفة.
وقد حذر نتنياهو من صفقة سيئة بل شديدة السوء. وأيدت فرنسا موقفه وقد يكون مجلس النواب الامريكي له نفس رأيه. وأدركت بريطانيا جوهر المشكلة، لكن ديفيد كامرون يحرص منذ تلقت حكومة بريطانيا لطمة على وجهها في مجلس العموم في الشأن السوري، يحرص على التمسك بموقف براك اوباما.
من حسن الحظ أن مقولة الحكماء ‘اذا أمسكت بالكثير فكأنما لم تُمسك بالشيء’ لم تترجم للغة الفارسية. فقد طلبوا توسيع حل العقوبات ليشمل سوق النفط ايضا. ونشأ احتكاك وبدأوا في هذه الاثناء في الغرب يصغون الى اصوات نتنياهو ومسؤولين كبار في مجلس النواب الامريكي وفي باريس، وأمس بقي وزراء الخارجية يجتمعون في جنيف مع مُحادثيهم الايرانيين لكن الأقلام لم تُسحب للتوقيع بعد.
ما هو وزن المعارضة الاسرائيلية للصفقة التي أخذت تُصاغ مع ايران التي لا تتخلى في واقع الامر عن زخمها الذري ما عدا تسليم اليورانيوم الذي خُصب بدرجة 20 بالمئة؟.
في مدة ولاية الحكومة السابقة كان نتنياهو واهود باراك ووزراء الثُمانية ايضا في أكثر الحالات يمسكون بأوراق اللعب قريبة من صدورهم. وقد أثاروا انطباع أن اسرائيل قد تستعمل خيار الهجوم العسكري على المشروع الذري الايراني. وقد خاف الغرب ما بقي هذا الامكان يُرى صادقا، وتفضل بفرض عقوبات حقيقية على ايران كي لا يتحرك الجيش الاسرائيلي فقط نحوها. وكان الانجاز الاسرائيلي لامعا.
وتلاشى هذا التهديد الخفي الذي كان يشبه لعبة ‘بوكر’ سياسية. وقد أشار آري شبيط من صحيفة ‘هآرتس′ في حضوره أول أمس منتدى أيلاه حسون في القناة الاولى الى ثرثرة شمعون بيرس ومئير دغان ويوفال ديسكن وغابي اشكنازي باعتبارها حديثا فارغا. ومنذ ذلك الحين ضعف بالتدريج تأثير التهديد الاسرائيلي باستعمال القوة العسكرية. وهذا مؤسف.
من الواضح تماما أن عالم الاعمال في الغرب يغمض عينيه ويتمنى عودة الاتجار مع ايران، وكل دولة ستنافس جارتها. وقد قال وزراء المالية في أنحاء العالم ذلك لنظيرهم الاسرائيلي يئير لبيد. هذا واضح، ولا يجوز تصديع السد، إلا اذا كانت توجد دول في العالم المستنير لا يهمها أن ترى ايران ذات قدرة ذرية. إن اوباما هو رئيس قصير المدة. وإن سند دينه سيُقدم ليُقضى في خلال ثلاث سنوات. واذا لم يوجد لايران قنبلة ذرية حتى ذلك الحين فسيصيب هدفه ويقول ‘ليكن الطوفان بعدي’. لكن العالم ينظر في قلق الى قصر رؤية واشنطن. وليس العالم وحده بل كل حليفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ايضا.
إن الاتفاق سيء جدا لأنه يُقرب آيات الله من هدفهم الذري. وهو سيء لأنه يترك حليفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط العربية السعودية ودول الخليج ومصر بلا حماية وفاغرات الأفواه.
0 comments: