شروط اسرائيلية تبيح لواشنطن تسليح 'جبهة النصرة'!
أمد/ القدس :اثارت الخطط الاميركية لتسليح الثوار السوريين مخاوف اسرائيل من امكانية وقوع تلك الاسلحة في الايدي الخاطئة ولكن المحللين قللوا من مخاطر ذلك شريطة الا تكون هنالك اسلحة متقدمة.
واعلنت واشنطن الاسبوع الماضي بانها ستقوم بتزويد المتمردين السوريين بالدعم العسكري على شكل اسلحة صغيرة بعد ان اكدت بان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية.
ورفض الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء تحديد طبيعة المساعدة العسكرية الاميركية الجديدة لمسلحي المعارضة السورية بعدما اعلن مسؤولون اميركيون انه يمكن ارسال شحنات اسلحة خفيفة.
وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين "لا يمكنني التعليق على تفاصيل برامجنا المرتبطة بالمعارضة السورية ولن اقوم بذلك".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نبه قبل شهرين من خطط مماثلة، قائلا انها "تطرح سؤال اي ثوار واي اسلحة".
وكرر نائب وزير الخارجية السابق داني ايالون التحذير من ارتكاب مثل هذا "الخطأ".
وقام مسؤولون اسرائيليون آخرون بتشبيه الوضع بالثمانينات عندما زودت الولايات المتحدة المجاهدين في افغانستان الذين يقاتلون القوات الروسية بالأسلحة التي تسربت بعد ذلك بسنوات الى ايدي القاعدة.
واكد المحللون ان حجم التهديد الذي قد تمثله لإسرائيل يتوقف على نوعية الاسلحة ومن يتسلمها.
وقال جونثان سباير وهو باحث في مركز العلاقات الدولية في هرتسيليا "ان كان ذلك يعني توفير اسلحة صغيرة وذخيرة مثل صواريخ ار بي جي وقذائف الهاون، لا أظن ان هذا سيعني شيئا بالنسبة لإسرائيل ولست متأكدا ان كان سيعني شيئا بالنسبة للثوار".
واكد سباير انه "حتى لو وصلت بعض هذه الاسلحة الى ايدي عناصر جهادية متطرفة مثل جبهة النصرة (...) فان هذا ليس خطرا استراتيجيا كبيرا بل مصدرا للازعاج".
ويتفق الدكتور جاك نيريا وهو مستشار سابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين بان ذلك يعتمد على نوعية الاسلحة التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها للمعارضين.
وقال "الاسلحة المضادة للدبابات هي اشكالية لأنه في السابق انتهت الاسلحة المقدمة من الولايات المتحدة لحلفائها في لبنان او غزة"، في اشارة الى اسلحة المجاهدين في افغانستان التي تعتقد اسرائيل بان معظمها تسرب الى ايدي حزب الله الشيعي اللبناني والجماعات الاسلامية في قطاع غزة.
واكمل "هناك فرصة جيدة لان تجد هذه الاسلحة طريقها الى غزة".
وبالنسبة لدانيال نيسمان وهو خبير استخباراتي فان "الاسلحة المتقدمة مثل تلك التي لديها قدرات مضادة للدبابات.. قد تزيد مستوى القلق لدى اسرائيل وحتى الاعتراض".
واشار نيريا الى ان المقاتلين في سوريا ليسوا بحاجة الى اسلحة مضادة للدبابات او اسلحة صغيرة ليصبح لديهم اليد العليا في النزاع المستمر منذ اكثر من عامين.
واضاف "لقد قاموا بنهب مستودعات الجيش السوري. وحصلوا على اسلحة ودبابات وناقلات جند مدرعة وغيرها".
وراى نيريا ان الاهم من ذلك سيكون عبارة عن امتيازات استراتيجية مثل قدرات استخباراتية الكترونية او منطقة حظر جوي ولكنه اكد بانه من غير المرجح تطبيق ذلك نظرا لمعارضة روسيا حليفة نظام الاسد لهذه الخطوة.
وخلص قائلا الى ان امدادهم بالأسلحة سيكون له تأثير لا يذكر، موضحا "لا يوجد منطق في منحهم تلك الاسلحة".
بينما اعترض نيسمان على ذلك قائلا "اي مساعدة مهمة حتى ولو كانت خفيفة (..) خذوا القصير مثالا على ذلك"، حيث استطاع الجيش السوري استعادتها بمساعدة حليفه حزب الله في وقت سابق من حزيران/يونيو.
واضاف "اعتقد نظام الاسد وحزب الله في البداية بأنها ستكون حملة سريعة ولكن الامر يستغرق وقتا اطول ويسبب خسائر اكثر من المتوقع. هذا لأنهم وجدوا مقاومة كبيرة من المقاتلين في المدن مع اسلحة صغيرة باستخدام تكتيكات نصب الكمائن".
واعتبر نيسمان ان "هذا النوع من المساعدة العسكرية المحدودة قد يساعد الثوار في القضاء على حزب الله ونظام الاسد في مدينة مثل حلب".
ويعتبر المحللون ان النصر في سوريا قد يكون حليف من يحصل على نصيب اكثر من المساعدات العسكرية الغربية.
ويرى مايك هرتسوغ وهو الرئيس السابق لوحدة التخطيط في الجيش الاسرائيلي ان المساعدات الاميركية المقترحة "لا تقارن بالمساعدات التي يحصل عليها (النظام) من روسيا وحزب الله".
وقال نيسمان إن الانتصار "هو مسألة المساعدات الدولية ومن يحصل على اكثر منها.. حاليا يحصل نظام الاسد عليها بشكل اكبر سواء أكانت من حزب الله وايران او نظام الطائرات دون طيار الروسي" في اشارة الى تقارير تفيد بان موسكو منحت الاسد طائرات تجسس.
واكمل بان الخسائر التي سجلها الثوار حصلت مؤخرا "تزامنت مع انخفاض (في المساعدات)".
0 comments: