مصر على لائحة العدوان السعودي المدمر ؟!
حرب او صراع المياه ليس شعار تهويل لحروب كبرى ربما تشهدها المنطقة بأسرها في الأعوام المقبلة ، فلا يمكن اغفال عشرات الدراسات حول أزمات الشح المائي التي تعاني منها معظم الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط ، ولا شك ايضا ان انخفاض أسعار النفط عالميا جعل هذا الانتاج غير اساسي لمعظم الدول النفطية ، وليست مبالغة ان يصل سعر ليتر المياه في بعض الدول ضعف سعر النفط الخام وربما اكثر ، لذلك فان اشتعال الحروب في دول المنطقة حاليا تسبب بانقسامات وصراعات جعل قضية المياه خارج أولويات الحكومات رغم ان هذه القضية هي اهم الاولويات واكبر المخاطر الداهمة على المنطقة
وربما تكون مصر اكثر الدول خشية من هذه الازمة التي أدت حاليا بانخفاض منسوب نهر النيل مما تسبب بشح مائي وعبء اقتصادي كبير على الشعب المصري الذي يعاني من أزمات اقتصادية وعجز في الميزانية العامة وتفاقم في الديون على الدولة
وما زاد من خوف الدولة المصرية في قضية المياه خشيتها من اقدام اثيوبيا على إقامة سد كبير لمياه النيل على ارضها مما سيقلص تلقائيا حجم منسوب النيل في مصر بثلاثة اضعاف على ما هو عليه اليوم ، لذلك تعتبر مصر ان اقدام اثيوبيا ومن يدعمها على مثل هذا الامر يعتبر اعلان حرب استراتجية على القاهرة تفوق تداعياتها كل الحروب التي خاضتها مع اسرائيل لان ذلك يستهدف الامن القومي والاقتصادي المصري وسيلحق الضرر بشعب المصري كله
ولا يخفى على الحكومة المصرية ان اسرائيل أرسلت عدة خبراء الى اثيوبيا من اجل دعم سد النهضة مقابل دعم صهيوني غير محدود لإقامته ، وتترقب القاهرة بحذر شديد زيارة مستشار الملك السعودي مؤخرا لاثيوبيا وما رشح عن نية الرياض باستثمار بالمليارات الدولارات لإقامة السد
وعليه فان مصر باتت قاب قوسين من الدخول بحرب قومية على اثيوبيا اذا ما قررت الرياض وتل ابيب تنفيذ دعمهم لسد النهضة ، ويمكن اعتبار دخول اسرائيل والسعودية على هذه القضية عقابا سياسيا واضحا للرئيس المصري الذي يدعم نظام الاسد بمواجهة الاٍرهاب التكفيري ورفضه الاستمرار بالمشاركة في الحرب على اليمن
وتتقاطع رغبة الرياض بمعاقبة مصر مع السودان وقطر وتركيا الذين سيدعمون انشاء سد النهضة انطلاقا من رغبة اخوانية تنتقم من حكومة السيسي التي أنهت حكم الاخوان في مصر
ولا يبدو ان ازمة سد النهضة عابرة في ظل عزم مصري حاسم باستهداف عسكري مباشر لسد النهضة في حال بدء اثيوبيا بخطوات تنفيذية بهذا السياق
ولا شك ايضا ان لدى اسرائيل والسعودية نية في اغراق مصر بحرب مدمرة مثل ما يحصل اليوم في سوريا وفق مشروع استهداف واستنزاف الجيوش العربية القوية خصوصا جيوش دول الطوق بعد تدمير جيش اليمن والعراق وسوريا وليبيا ولاحقا جيش مصر والأردن
عباس المعلم - اعلامي لبناني
0 comments: