nrg"، 16/10/2017
يوحاي عوفر - مراسل عسكري
•القذائف الأربع التي أسقطتها هذا الصباح (الثلاثاء) طائرات حربية إسرائيلية على بعد 50 كيلومتراً شرقي دمشق، استهدفت في الأساس نقل رسالة. لقد أرادوا في إسرائيل رسم خطوط حمراء والتوضيح أن كل من يحاول المس بنا سنضربه. لقد أضاء إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من البطاريات السورية ضوءاً أحمر، وربما أثار ذلك غضب جهة ما، فطُلب من [سورية] من وزارة الدفاع توضيح القواعد للطرف الثاني، وحدث الهجوم.
•لاحظت المؤسسة الأمنية ارتفاعاً في وتيرة إطلاق صواريخ أرض - جو في سورية في الأشهر الأخيرة. ولكن، بخلاف حادثة هذا الصباح، فإن ما كان يجري على الأغلب ليس عمليات فعّالة يقوم بها السوريون على شكل طلعات جوية في سماء الدولة، ولا إطلاق نار مركز لضرب طائرة، بل في الأساس محاولة للمحافظة على مجال جوي نظيف.
•حتى لو كانت تلك مناورات تدريبية وفحصاً للقدرات الدقيقة، فإنه لا يمكن تجاهل التأهب العالي في المنظومة الدفاعية للأسد في الأسابيع الأخيرة، على خلفية الهجوم الذي نسبته مصادر أجنبية إلى إسرائيل. هذا الصباح تحركت البطاريات ضد عمليات إسرائيلية في أجواء لبنان وليس في أجواء سورية، الأمر الذي على ما يبدو تطلب رداً لتوضيح القواعد.
•هناك أهمية كبيرة جداً لحقيقة أن ما جرى هو اطلاق صواريخ أرض - جو سورية على خلفية تحركات إسرائيلية في أجواء لبنان، وربما هذه النقطة أكثر دراماتيكية من الهجوم نفسه. يدل إطلاق صواريخ مضادة للطائرات هذا الصباح على أن الكلام الإسرائيلي عن جبهة شمالية واحدة هو حقيقة مطلقة، وليس تقديراً اعتباطياً لا أساس له. في المواجهة المقبلة لن يكون كلاً من لبنان وسورية على حدة، بل سيعملان معاً من خلال قوات مشتركة بين الدولتين، والحدود بينهما لا أهمية لها.
•لقد سارعوا في الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم إلى توضيح أنهم لا يرغبون في تصعيد الوضع ولا نية لديهم في أن يستمروا بعد هذا الحادث. ويدل هذا الهجوم، على الرغم من البيان الرسمي التهديدي للجيش السوري الذي يحذر إسرائيل، على أنه رد مدروس وصحيح. لقد رسمت المؤسسة الإسرائيلية هذا الصباح الحدود وأوضحت أنها لا تقبل وضعاً تتدخل فيه سورية بالتحركات الإسرائيلية في لبنان. وعلى الرغم من التخوف من رد مضاد، وصل بعد ساعات معدودة من الهجوم رئيس الأركان غادي أيزنكوت إلى منزل رئيس الدولة للمشاركة في حفل بلوغ لأيتام الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، وكان يبدو هادئاً ومطمئناً للغاية.
•ويدل التحديث الذي نقلته جهات أمنية إسرائيلية إلى جهات روسية في الوقت الفعلي لوقوع الحادث، على الصلة التي نشأت بين الطرفين على الأقل في ما يتعلق بتنسيق العمليات، ومن الصعب عدم الحديث عن المحور الذي يربط موسكو بالقدس. فقد التقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مساء في الكرياه وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان الذي حرص على طمأنة نظيره الروسي.
•قال ليبرمان: "نحن نقدر علاقاتنا مع الروس. وخصوصاً الانفتاح والصراحة. لا نتفق دائماً، لكننا نتحدث معاً بصراحة وانفتاح". وعقد ليبرمان مع وزير الدفاع الروسي اجتماعاً منفرداً مساء، قبل أن ينضم إليهما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس الاستخبارات العسكرية.
•في الاجتماع جرى البحث في الوضع في سورية والتدخل الإيراني فيها ومحاولات إيران التمركز هناك، وكذلك التأثير الإيراني السلبي في المنطقة. كما تحدث الطرفان عن نشاط حزب الله، والمحاولات الإيرانية لنقل السلاح إلى لبنان عبر سورية، وعن الوضع في جنوب سورية. وهذا لقاء دوري يجري على خلفية آلية التنسيق المكثف الجاري منذ أشهر بين الطرفين.
•بعد هجوم طائرات سلاح الجو، بعثت إسرائيل برسالة قاطعة وواضحة: اطلاق نار مثل الذي حدث هذا الصباح غير مقبول، ولن يبقى من دون رد. وفي هذا الاتجاه كانت ردود المستوى السياسي، ومن ذلك البيان الذي أصدره رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد الهجوم واجتماع وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان مع نظيره الروسي، وفي هذا الاتجاه كان كلام المستوى العسكري هذا الصباح مباشرة بعد الهجوم.
•صحيح أنه في المرة السابقة التي جرى فيها إطلاق صاروخي مثل هذا في آذار/ مارس الماضي، جرى استخدام منظومة "حيتس" لاعتراض صواريخ 5AS التي أطلقت نحو طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، لكن في ذلك الحين لم يجر هجوم مشابه لذلك الذي جرى اليوم. هذه المرة يبدو الهجوم الجوي كتغيير في السياسة الإسرائيلية وفي الأساس تلميح للطرف الثاني، وليس له فقط، ما لا يجب أن يقوم به، وما هي الأدوات التي يجب ألا يحاول استخدامها.
•في الخلاصة، في شأن ما تتضمّنه الرسائل، تقول جهات إسرائيلية في الـ12 ساعة الأخيرة، إنه عندما يكون مطلوباً من إسرائيل أن تتحرك، فإنها تفعل ذلك.
0 comments: