Wednesday, October 18, 2017

كوابيس الصاروخ الذي إستبق الزيارة ورافقها في الكواليس....

كوابيس الصاروخ الذي إستبق الزيارة ورافقها في الكواليس....




وصل وزير الدفاع الروسي سيرغاي شويغو صباح اليوم الثلاثاء إلى تل أبيب في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل منذ توليه منصبه كوزير للدفاع في العام 2012. وقد أتت زيارة شويغو إلى كيان العدو قبيل توجّه وزير دفاعه ليبرمان إلى واشنطن بيومين. وفي وقت كان مجلس الدفاع التابع للحكومة الإسرائيلية  قد عقد اجتماعا استثنائيا اطّلع خلاله على آخر التطورات فيما يتعلق بصاروخ سوري من نوع SA5 أطلق ضد طائرات حربية إسرائيلية كانت تقوم بـ "طلعة تصوير روتينية في إطار الأعمال اليومية لسلاح الجو الذي يحلّق في الأجواء اللبنانية لـ "فحص استعدادات حزب الله"، وبعد ساعتين على الحادث شنت طائرات العدوالاسرئيلي غارة على بطارية دفاع جوي في موقع رمضان الواقع 50 كم شرق دمشق موقعة خسائر مادية فقط.
وقد حمّل المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي النظام السوري مسؤولية إطلاق الصاروخ من سوريا في اتجاه الطائرات الإسرائيلية، واصفاً إياه بالإستفزاز، وهو خط أحمر لن تسمح إسرائيل بتجاوزه. وأكد أن "ليس هناك أي نية للتصعيد، ومن جانبنا الحدث انتهى رغم استعدادنا لأي تطور. وننصح بعدم امتحان عزمنا وتصميمنا" في وقت أعلن فيه رئيس الحكومة نتنياهو"أن إسرائيل لن تتردد في الدفاع عن نفسها".
إن هذا التطورالغيرمسبوق، واللافت هذه المرّة،هو في الزمان والمكان وأمرالإطلاق والهدف، وفي الرسائل الأساسية والسريعة التي أُريد إيصالها. فهذه ليست المرة الأولى التي تستباح فيها الأجواء اللبنانية ولكن يبدو أن متغيرات بالغة الأهمية قد حصلت تستوجب خطوطاً حمراء جديدة برسائل مجنحة عاجلة، خاصة بعد مواقف ترامب الأخيرة التي تستهدف حزب الله والحرس الثوري الإيراني وصولا لإلغاء أو تعديل الإتفاق النووي مع طهران.
يأتي هذا التطور أيضا بعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن تغيير لقواعد الصراع مع العدو الإسرائيلي بوحدة جغرافيا المواجهة في كافة الميادين والساحات في المحور المقاوم وفي حال وقوع حرب وعد بفتح العديد من الجبهات ضد إسرائيل، وأن المعركة  لن تبقى محصورة في جغرافيا محددة وأن عشرات الألاف من المجاهدين من كافة دول المحور سيتدفقون إلى الساحة الأم. وتحدّث عن جبهة لبنان وسوريا معتبرا أنها جبهة واحدة ضد العدو الإسرائيلي، وقد جاء الصاروخ السوري في إطار تكريس وحدة الأجواء وكتطبيق عملي لوحدة جغرافيا الدم والشهادة والنصر والمقاومة ورسالة تتضمن تأكيداً لما قاله نصرالله.
إذا الصاروخ الرسالة إنطلق بقرار محور المقاومة مجتمعا طبقا للإستراتيجية الجديدة وأيضا بالإشارة لخطبة السيد نصرالله في عاشوراء وعن وسائل الردع للخروقات الأمنية(التجسسية)الإسرائيلية المتكررة الأرضية والجوية على حد سواء، يبدو أن القرار أتخذ بشل العين الإسرائيلية بالوسائل المتاحة ومهما كلف الأمرومستعدون لتغيير قواعد اللعبة والستاتيكو القائم، وهذا الأمر من خصوصيات محور المقاومة حصرا ولا تطمينات ملزمة للمحور ومن أي جهة أتت، وأن موسكو لن تكون قادرة على التأثير في مجريات الأمور في حال تمادى العدو الإسرائيلي في خروقاته.

وفي لقاء رئيس الوزراء العدو، "بنيامين نتنياهو" مع وزير الدفاع الروسي، "سيرغي شويغو"، قال نتنياهو: "إنه يجب على إيران أن تدرك بأن إسرائيل لن تسمح لها بالتموضع عسكريا في سوريا". فجاءه الرد سريعا من إيران عبر مستشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية  للشؤون الدولية "علي أكبر ولايتي"، أن حضور طهران في دول المنطقة، يأتي في إطار ما أسماه "اتحادا للمقاومة"، محذرا الغرب من التدخل في شؤونه وأن "إيران رسمت خطوط حدودها على بعد مئات الكيلومترات من حدودها(الجغرافية)"، موضحاً أنه "كما امتلكت أمريكا قواعد بحرية لها للحفاظ على نفسها في الخليج، تملك إيران عبر دعم محور المقاومة  قواعد محكمة  في حديقة الكيان الصهيوني الخلفية، وذلك من أجل حماية حدودها أمام تهديدات هذا الكيان". مما يعني أن ما تقدم أصبح أمرا قائما على الأرض ويجري تعزيزه ميدانيا بكل وسائل القوة والإقتدار من أجل ردع أي عدوان وإلحاق الهزيمة المحققة فيه.

إن الصهاينة  يدركون جيدا أن هذا المحور لا يحرق أوراق القوة لديه، ورسالة الصاروخ ذات أبعاد متشعبة وكبيرة بحيث لن تمر على دوائر التخطيط والقرار في كيان مرور الكرام، و (أن ما بعده وما بعد بعد) وحجم ما يمتلكه المحور من صواريخ الأرض أرض والأرض جو هو حتما سلاح كاسر للتوازن وهذا ما وعد به السيد نصرالله في خطابات سابقة، والصاروخ الذي أطلق من العمق السوري إلى الأجواء اللبنانية سواء أصاب الطائرة أم أخطأها فلا شك أنه أرعب قلب الطيار الإسرائيلي ومن خلفه من جنرالات الحرب الصهاينة، وأنه في حال أطلق هذا الصاروخ أو ما هو أكثر تطورا من الأراضي اللبنانية  بإتجاه الطائرات الإسرائيلية عند إقلاعها من مطاراتها أو وهي في الأجواء الفلسطينية  فإن ذلك من شأنه أن يشل قدرة سلاح جو العدو في أن يكون فاعلا بأي حرب قادمة، فكيف إذا أتبعت بمئات الصواريخ أرض أرض على المطارات الصهيونية.

وعليه، فإن محور المقاومة  أراد إيصال الرسالة وقد وصلت ولا تزال  الأمور تحت السقف والإسرائيلي لن يجرؤ على إرتكاب أي حماقة، وهو نفسه تحدث عن أنه أبلغ موسكو بالضربة قبل تنفيذها، وبأنها ردّ على (فعل اقترفه النظام السوري) مدعوماً من إيران. ما يعني، أن يُبقي اللعبة  ضمن  سقف معين  ومدروس. ولكن المفاجآت تبقى واردة وإحتمال حصولها قوي جدا، حيث أن الإسرائيلي وفي حالة من عدم التوازن نتيجة سلسلة منالإحباطات والخيبات المتتالية في أكثر ساحة وسقوط  رهاناته، وأيضا الأمريكي وفي ظل إدارة ترامب الحمقاء، قد يقدموا على إرتكاب الخطأ التاريخي والإستراتيجي بشن حرب مفاجئة تكلفهم أثمانا باهظة جدا تفقدهم كل شيئ وتؤدي لتغيير جذري لوجه الحرب والمنطقة.

السيد حسين سلامي/ محلل سياسي /وكالة نيوز, 
Previous Post
Next Post

About Author

0 comments: