إيران الثورة أحبطت الفتنة الثامنة.. وبددت الآمال الصهيوأميركية بتفجير الداخل بحكمة وثبات.. والتي إستغرق تحضيرها سنوات.. ومليارات بن سلمان تلاشت في أيام معدودات.. لم يعد أمامهم إلا الذهاب للحرب المباشرة أو الركون للمفاوضات..1/2
بين الفينة والاخرى تتعرض الجمهورية الإسلامية في إيران إلى تحديات إقتصادية وسياسية يلجأ فيها المتضررون للشارع، الأمر الذي يحدث في معظم الدول وحتى العظمى منها، ولا أحد ينكر بأن ايران تعاني من أزمة اقتصادية، وخروج المتظاهرين كان نتيجة لانعكاس هذه الازمة على حياتهم اليومية، ولكن من الذي أوصل الشعب الإيراني إلى هذا الوضع ومن فرض عليه عقوبات اقتصادية الواحدة تلو الأخرى منذ نهاية التسعينات، والعقوبات الدولية والغربية منذ عام 2006 والتي جرى تشديدها وتوسيعها في 2012، أليست أمريكا وحلفاؤها الأوروبيين..؟؟ أليس هو نفسه النهج الذي مورس ضد كوبا وكوريا والإتحاد السوفياتي سابقا والعراق سياسة تركيع الشعوب والدول والأنظمة إقتصادياً..؟!؟!؟
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة من الذي أوقع مئات الألاف من المستثمرين ليكونوا ضحية الإفلاس؟؟ وما هي الشركات والبنوك والمصارف التي ساهمت في الترويج لهذه القضية ؟؟ وما هي المشاريع التي تم إغراء المستثمرين بها؟؟ وما هي نسبة الفوائد والأرباح وعلى أي أساس تم إحتسابها وتم إيهام المودعين بها؟؟ بالتأكيد هناك شركات ومصارف تقع في خطأ في التقدير نتيجة ظروف أمنية وسياسية وإقتصادية قاهرة ولكن الأوضاع في إيران بقيت على حالها طوال هذه المدة.!!! والأكيد أيضا أن هناك شركات ومصارف تجارية خاصة قد تكون تابعة لجهات في المعارضة الإيرانية في الداخل والخارج وغير خاضعة للبنك المركزي الإيراني وبالتعاون مع شركات أجنبية مشبوهة إستغلت موضوع رفع العقوبات وروجت لها وشجعت المستثمرين من خلال أرباح أو فوائد عالية تمهيدا للنصبة الكبيرة على طريقة "البونزي تكنيك" وهذا ما حصل في أكثر من بلد، بهدف توجيه ضربة مالية مؤلمة لأوسع شريحة من الشعب الإيراني وخلق أزمة إجتماعية كبيرة تؤدي لخلق فتنة عظيمة في البلاد تتسلل من خلالها الجهات المخططة لتنفيذ أجندتها السياسية والأمنية على أرض الواقع..!! لذلك سارع الإمام الخامنئي إلى تبني المطالب المحقة لهؤلاء وأكد على أن أصولهم المالية يجب أن تعوض لأنه إعتبر أن الأمن الإقتصادي مسؤولية الدولة، وقد تعرض لخرق ونكسة خطيرة ووجب على الحكومة معالجة الأمر على الفور كما وطالب الحكومة بتعديل سياستها الضريبية والإقتصادية التي أقرت للعام الجديد، الأمر الذي ساهم بخروج أصحاب المطالب المالية والإقتصادية ولإجتماعية بوعي وحرص من الشارع، وتم تفويت الفرصة على الأعداء المتربصين شرا بإيران وقام الرصد المتقن بتتبع خيوط المحركين في الشبكة العنكبوتية وإنكشفت اللعبة وتم إلقاء القبض على المئات.
فيما أكد الموقف الإيراني الرسمي على حرية التعبير وحق التظاهر السلمي في وقت تم الإستجابة لكافة مطالب المتظاهرين، وأكد أيضا بأن الشغب والفوضى مرفوضة والمحاسبة ستكون شديدة بعدما تم حرف التظاهرات بإتجاه أهداف وأجندات سياسية خارجية معادية للجمهورية الإسلامية وسياستها الإقليمية والدولية كما بات واضحا جدا أيضا بأن هذه الهجمة الصهيوأمريكية على إيران سببها إفشال إيران لمشاريعهم في المنطقة والموقف الواضح والصريح من القضية الفلسطينية ومن المقاومة، وعلى كل الأحرار والشرفاء أن يكونوا في خندق إيران الإسلام في مواجهة المؤامرة "الأميرصهيوهابية"التي تستهدفها.
إذا يبقى الحذر من الخطر الأمني الذي تستغله الجهات الداخلية والخارجية المعروفة بعدائها للثورة مع كل تحرك مطلبي شعبي، وذلك لوجود جهات في الداخل الإيراني مرتبطة بأجندة الإستخبارات الصهيوأمريكية والتي هي بالأصل وراء الحصار الإقتصادي المفروض علي إيران كما أسلفنا وهي تخطط ليل نهار من أجل النيل من الجمهورية الإسلامية التي تقف سدا منيعا بوجه المشاريع الإمبريالية التآمرية المعادية لقضايا العرب والمسلمين والدول والقوى المستضعفة في العالم، ولا أظن اننا امام نهاية لرؤية مثل هذه المشاهد لاحقاً، لان الاسباب والدوافع والأهداف والمصالح والارضية لا زالت وقد تزيد مع الأيام، خاصة بعد قرار ترامب الغير مسبوق بخصوص القدس ودعمه المطلق لسياسة التهويد العنصري الصهيوني.
إن هذه المحاولات هي للتعويض على سلسة الهزائم التي مني بها المحور الصهيوأمريكي وحلفائه الإقليميين من دول وحركات إرهابية في المنطقة، هذه في الحقيقة وهذه هي احدى تجلّيات ومصاديق الصراع القائمة بين الحق والباطل عبر التاريخ وستستمر في المستقبل، وإيران التي تشكل قلعة من قلاع الصمؤد والمقاومة بالبعدين العقائدي الإسلامي والثوري الإنساني، تشكل الأمل والأنموذج الصادق والفريد والقدوة الصالحة لكافة الدول المستضعفة وحركات التحرر في العالم، من خلال مواجهتها لقوى الباطل والطغيان التي تريد إحكام قبضتها على العالم وموارده ومقدراته.
وكالعادة أمام الأزمات تتفاوت مواقف الموالين لإيران الثورة في الداخل والخارج ما بين خائف و قلق أو مطمئن وهذه الفئة تحديدا تعرف إيران وتركيبة النظام فيها عن كثب لذا هي مطمئنة كقائدها ولا تزلزلها الزلازل ، وأما الطرف المعادي فهم المتآمرون المحرضون والحالمون الواهمون والشامتون لما جرى في إيران الإسلام، ويمنون أنفسهم ببداية الربيع الإيراني (الصفوي- المجوسي -الرافضي) على غرار ما حصل في بلاد العرب وما نتج عنه من قتل ودمار وخراب وتهجير.
هؤلاء راهنوا ويراهنون على سقوط النظام الإيراني منذ اليوم الأول لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي مراجعة لأرشيف الصحف بعد إنتصار الثورة وفي متابعة لتصريحات كبار وصغار المسؤولين المعادين للثورة وعلى اختلاف توجهاتهم ومشاربهم، سنجد أنهم تصريحا أو تلميحا كانوا يشيرون إلى قرب سقوط نظام الجمهرية الإسلامية في إيران الخارج عن منظومة العالم المتحضر(دولة مارقة) كما تعرفه وتصفه أميركا.
خلال 39 عاما أي منذ بزوغ فجر إنتصار الثورة الإسلامية تعرضت لما لم يتعرض له بلد في التاريخ، وفي فترة وجيزة من عمر الدول إلى أشرس الإستهدافات بغية إسقاطها وكانت في كل مرة تخرج فيها أقوى من السابق، بدءا من تمرد على خلفية قومية ومذهبية في المناطق (خوزستان،كردستان1979-1980)، محاولة انقلاب ضباط القاعدة الجوية بنوژه في همدان1979 باشراف وتخطيط من ال CIA ، عمليات اغتيال كبار الشخصيات على يد زمرة الفرقان(مطهري، مفتح، رفسنجاني، قائد اركان الجيش الفريق قرني واخرين 1979-1980) حادث الهجوم الامريكي المباشر والفاشل بطبس نيسان 1980، حرب صدام المدمرة 1980-1988.
وفي عام 1981-1982تحالف الامريكان والمجرم صدام والاسرائيليون واعراب الخليج وبريطانيا وفرنسا بالتعاون مع قوى كانت لا تزال سطوتها في الداخل الايراني كالشاهنشاهيين والاحزاب اليسارية وعلى راسهم منافقي خلق وفدائيي خلق وحزب تودة والقوى العلمانية على اسقاط الجمهورية الاسلامية في ايران. وقد كان المتعاونون مع الانقلاب يهيمنون على الكثير من مراكز الدولة والمفاصل الأساسية فيها وصولا الى الجيش والشرطة، ونفذوا اشد الهجمات دموية فقتلوا رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان وعدد كبير من الوزراء وغالبية قيادة الحزب الجمهوري الحاكم وصحبها تظاهرات واعلان التمرد المسلح لمنظمة مجاهدي خلق وبدء مسلسل الاغتيالات والعمليات الانتحارية ضد النظام ورموزه وانصاره حزيران 1981، (حصدت حسب احصائيات رسمية 17ألف شهيد) ، منهم شهداء الحزب الجمهوري ورئيس جمهورية ورئيس وزراء البلد(رجائي وباهنر) وزراء ونواب وقادة عسكريين، وسماحة السيد علي الخامنئي شخصيا نجا باعجوبة من محاولة اغتيال في 6 حزيران 1981 وغيرها من الامثلة كثيرة طالت كبار العلماء ومنهم ثلاثة من أبرز ائمة الجمعة ومن المقربين للامام الخميني(ره) ، كدستغيب ومدني واشرفي اصفهاني في تلك الفترة.
الاعتداء الامريكي المباشر باسقاط طائرة الايرباص المدنية تموز 1988 وهجمات البحرية الامريكية على المنصات النفطية الايرانية في نفس السنة وغيرها...،
علاوة على ذلك الاجراءات السياسية والاقتصادية الامريكية الخانقة ضد ايران على عهد الرؤساء المتعاقبين كارتر وريغان وكلينتون وبوش واوباما واخرها ترامب، حوادث فتنة الانتخابات الرئاسية 2009 ما عرف بالثورة الخضراء وما جرى فيها من اصطفافات داخلية حادة وتدخّل وضغط سياسي واعلامي هائل من قبل المتربصين بايران اقليمياً ودولياً ، الى جانب ذلك ، دخول اجهزة الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية على الخط بشكل مباشر وسافر، واغتيال العديد من العقول والعلماء النوويين في طهران(٢٠٠٩-٢٠١١) وإلخ...
وكل هذه الأعمال التخريبية كان خلف معظمها غرف عمليات ترصد الداخل وتتحكم من خارج الحدود، وكانت تحظى بدعم ورعاية اقليمية(سعودية- اسرائيلية) ودولية(اميركية- اوروبية) وحتى اممية(مجلس الامن) في بعض الأحيان..
والأن بعد مضی 8 سنوات من إخماد فتنة عام 2009 ، فان اعادة قراءة الدروس والعبر لهذا الحدث الهام والمؤثر یعد احد المتطلبات الضروریة فی مسیرة تکامل الثورة وتقدم الشعب الایرانی، وفی حال التغافل عنها وجب توقع ظهور مؤامرات وفتن اکثر تعقیدا ضد الدولة والنظام الاسلامي، خاصة وأن ضرب إيران الثورة من الداخل أو حتى الخارج بات لأميركا وحلقائها ضرورة ملحة لانها الخطر الأكبر الذي يتهدد وجود الكيان الإسرائيلي وحلفائه الأعراب المتصهينين.
وان انهاء النظام السياسي في إيران يعني انهاء التحدي الأكبر لأمريكا ودول الخليج التي تدور في فلكها والتي تعاني مشاكل سياسية وأمنية وإقتصادية كبرى، وضرب إيران بالنسبة لهم ينهي اي تحرك ثوري في العالم العربي والإسلامي وفي العالم وينهي القضية الفلسطينية بالكامل، كما ويعتبر إنتقاما لسلسلة الهزائم التي لحقت بمشروعهم الشرير والخبيث في العراق وسوريا ولبنان واليمن في السنوات الأخيرة والعقود الماضية أيضا.
أمريكا وحلفاؤها يعتبرون أنهم أمام حرب وجودية فلابد من تحركهم جديا لضرب ايران من الداخل وتصفية نظام الثورة الاسلامية فيها وإيجاد البديل المناسب لهم لمنع وصول الروس والصينيين من تحقيق نتائج فاعلة في منطقة الشرق الاوسط تؤسس لبناء قوة قطبية جديدة تقابل القطب الغربي الامريكي وهذا المنع يحتاج الى تفكيك المنظومة السياسية والثورية في المنطقة.
ولأهمية هذا الإستهداف "السي آي إيه" عينت متأسلماً للتجسس على إيران وهو الذي لاحق بن لادن حتى قتله وقد حاز على لقب "أمير الظلام" وقد اختاره ترامب لهذه المهمة وليشرف على إدارة هذا التحرك المعادي للثورة الاسلامية في ايران.."مايكل دي أندريا" هذا قد أعرب لأشخاص مقربين منه عن "خيبة أمله من نتائج التحرك المعارضة الاخير في ايران، وان تقديرات "مجاهدي خلق" غير دقيقه ومخيبة للآمال وشكلت إحراجا كبيرا لمهامه وان سرعة انحسار المظاهرات وقلة عدد المشاركين فيها دليل على ذلك".
وتم التأكد ان غرفة العمليات المشتركة في أربيل تضم خبراء وضباط سعوديين وممثل خاص لمحمد بن سلمان وامريكيين واسرائيليين ومسعود البرزاني ومستشاريه, والمسؤول الامريكي الذي يشرف رسميا على هذه المؤامرة هو (مايكل دي اندريا) الذي عينه ترامب مسؤولا في المخابرات الامريكية عام 2017 عن الملف الايراني بعد ان كان مسؤولا عن تعذيب المعتقلين في (غوانتانامو) وهو يهودي وله ارتباط بالموساد الاسرائيلي وله ثلاث مساعدين منهم ايرانيين مقربين من مسعود رجوي(منافقي خلق).
وغرفة عمليات ميدانيه مسؤولة عن إدارة العمليات في شرق ايران ومقرها مدينة هيرات الافغانية، وتشرف على هذه الغرفة هيئه قياديه مكونه من ضباط ومستشارين امريكيين واسرائيليين ضاباطان سعوديين وممثل شخصي لمحمد بن سلمان. وممثل عن جماعة جيش العدل وممثلين عن جماعة(منافقي خلق)...هذا اضافة الى غرف عمليات مساندة في كل من دبی، الریاض، کابول، باکو، لندن، استراسبورگ، نیویورک وتل ابيب....... يتبع
📝حسين سلامي
0 comments: