Mon, 09/02/2013
بقلم: الون بنكاس
ماذا يعني أن الرئيس أوباما "أجل الهجوم على سورية"؟ ألا يخجل؟ واذا لم يهاجم؟ فهو بلا شخصية. إنه لا يفهم حقا الشرق الأوسط. هكذا سيقولون. صحيح. فقط الاسرائيليون، السوريون، الفلسطينيون وباقي الجيران يفهمون الجمال الرائع لهذه المنطقة.
من يعتقد أن اوباما "جبان"، "متردد"، "ليس زعيما" وباقي التعابير الحماسية التي تنطلق (ولا سيما على ألسنة اولئك الذين اجتاحوا لبنان ثلاث مرات بحكمة سياسية عليا) لا يفهم اميركا 2013، والرأي العام الأميركي بعد الحرب في العراق وفي افغانستان، وهو يرفض أن يفهم براك اوباما، الرجل والرئيس.
لا يريد براك اوباما أن يهاجم سورية. المنطقة التي تعرف بـ "الشرق الاوسط" اجتذبت اليها الكثير من الطاقات، المال، المكانة، والمصداقية الرئاسية الأميركية، والمردود شبه صفري، والندوب لا تزال واضحة.
اوباما سيهاجم سورية، ولكنه سيفعل هذا لانه قيد نفسه برسم خط أحمر لاستخدام السلاح الكيميائي، وليس حقا لانه يرى في هذا مصلحة أميركية. صحيح أنه تحدث عن "الامن القومي للولايات المتحدة"، ولكنه ببساطة لا يرى ميزة سياسية أو منفعة استراتيجية في مثل هذا الهجوم. انه سيفعل هذا بسبب الالتزام والضمير الاخلاقي. ومن لا تعجبه الترددات والتلبثات ملزم بأن يفهم بأن هذا يتعلق بالجدول الزمني وبالساعة الأميركيين وليس الاسرائيليين. الهجوم هذه الليلة أو في 10 أيلول هو أمر سيان من ناحية الولايات المتحدة. ان قرار الرئيس طلب المصادقة من الكونغرس ليس مجرد مسألة دستورية تقع تحت نطاق "قانون صلاحيات اعلان الحرب" الذي سن كدرس من حرب فيتنام. عمليا، يمكن للرئيس بسهولة أن يطلع الكونغرس وعندها يعمل، او أن يطلعه بعد الفعل.
ولكن اوباما، الرئيس الذي انتخب ضمن امور اخرى كرد على التورطات في العراق وفي افغانستان، يطلب من الكونغرس ابداء المسؤولية. ان يكون شريكا، ان يتحمل نتائج قراراته. ذات مجلس النواب الجمهوري الذي سيعارض اوباما اذا ما طرح مشروع قرار يقضي بان الكرة الارضية مدورة وتدور حول الشمس، سيكون مطالبا بان يقر هجوما ضد مجرم حرب سوري يذبح مواطنيه. فلنرَهم يعارضون. اوباما يعرف بأن هذا سيقر.
كلمتا الرئيس (أمس وأمس الأول) كانتا كلمتي الرئيس ضمن اطار منصبه كـ "القائد الاعلى للقوات المسلحة"، ليس مقاولا فرعيا لاسرائيل، تركيا، السعودية أو فرنسا لشؤون سورية والمنطقة.
لقد عكس اوباما الموقف الحقيقي للولايات المتحدة. لا تريد، لا تسارع، لا تتحمس، لا ترى فائدة في عملية عسكرية ضد سورية، لا تريد ورطة اخرى في الشرق الاوسط.
ملاحظة بشأن اسرائيل: هل من المؤكد ان عملية أميركية خير لاسرائيل؟ هل هذا مؤكد؟
المصدر:
يديعوت أحرونوت
0 comments: